ترجمة: أفنان أبو عريضة
عمان- منذ بداية جائحة كورونا، تزايد ظهور مصطلح "العمل المرن" والعمل عن بعد، فالموظفون يريدونه، وأرباب العمل مضطرون لتوفيره؛ لكن هل يقلل ذلك من تقدم الموظف ويخسر الكثير من الفرص والحوافز المادية والمعنوية؟
كثيرون من طالبوا به، ومن ضمنهم الأمهات العاملات والنساء اللواتي لديهن واجبات اجتماعية متشعبة ومعقدة، كذلك من يعانين إعاقات جسدية. لكن اليوم يحذر اختصاصيو الاقتصاد وخبراء التوظيف، أن من شأن التحول إلى العمل عن بعد، زيادة عدم المساواة في بيئة العمل، وخصوصاً نحو الأمهات العاملات.
وآخر من قام بالتحذير من هذه التبعات هي كاثرين مان، الخبيرة المالية في بنك إنجلترا، التي حذرت من نشوء ظاهرة "جلسة النساء"؛ حيث إنهن أكثر استعداداً لقبول عروض العمل من المنزل، واضعات وظائفهن في خطر التراجع والركود.
أخبرت مان جريدة "فاينانشال نيوز"، أنه لا يمكن للتكنولوجيا والعمل عن بعد استبدال التفاعلات والمحادثات التي تحدث وجهاً لوجه في المكاتب، والتي هي أساسية للتطور والتقدم المهني. وتضيف: "هناك احتمالان للمستقبل المهني. إما الاحتمال الرقمي أو الاحتمال الواقعي. وأخشى أننا سنرى تطور كل منهما على حدة".
مسبقاً، كانت النساء، وخصوصاً الأمهات واللواتي لديهن واجبات اجتماعية، أكثر مطالبة بالعمل عن بعد. إذ أوجدت الدراسات، أن النساء كن أكثر مسؤولية خلال الجائحة في العناية ببيوتهن، وبأخذ عاتق تعليم الأطفال عن بعد أيضاً.
منذ بداية الجائحة خلال الأشهر الـ18 الأخيرة، بدأت المطالبات بالتحول إلى العمل عن بعد، حتى أنه بدأت بعض الحكومات بالتوجه نحوه.
فهل التحول المرن سبب في التراجع المهني؟ تشير جينيفر، ذات الـ38 عاماً والأم العاملة لطفلين، إلى أنها منذ أن قامت بالتحول إلى العمل من المنزل خسرت الكثير من الفرص. إذ عليها إيصال الأطفال إلى المدارس والعناية الدائمة بهم. إلا أن تجربتها تختلف كلياً عن تجربة زوجها، الذي تحولت الشركة التي يعمل بها إلى العمل عن بعد لجميع الموظفين من قبل الجائحة. فهو لا يشعر بأنه يتراجع مهنياً بسبب عدم مشاركته المباشرة مع الزملاء أو مقابلة رئيسه في العمل.
وتضيف آنا واينهاوس، وهي مذيعة ومؤسسة شركة متخصصة بجعل بيئات العمل في المملكة المتحدة مرنة ومريحة، أن النساء معرضات إلى درجة كبيرة لخطر التراجع المهني، كونهن عادة من يقوم بالعناية بالأطفال. وتضيف: "يبدو أنه نحن النساء سيكون علينا حل مشاكلنا جميعها وحدنا. فنحن سنقوم بتطبيق العمل المرن بشكل أوسع من الرجال"، وفق مقال نشر على "يو اس نيوز".
وتشير آن فرانكي، المتخصصة في أنظمة الإدارة، إلى أن غالبية المديرين غير قادرين على التعامل مع بيئة العمل المرن، إذ أشار 29 % من المديرين، إلى أنهم يرون الموظفين العاملين من المنزل أقل أحقية في الحصول على ترقية. وفي الوقت نفسه، علق 58 % منهم أن العمل عن بعد لا يختلف إطلاقاً عن العمل من المكاتب؛ حيث إن 33 % فقط من الشركات المشتركة في الدراسة، قامت بوضع إجراءات تضع الموظفين العاملين عن بعد على الدرجة نفسها من القابلية للحصول على الترقيات مع غيرهم.
اضافة اعلان
