خبراء: المقاومة خلخلت العمق الإسرائيلي

جانب من الدمار الذي ألحقه القصف الجوي الإسرائيلي على غزة -(أ ف ب)
جانب من الدمار الذي ألحقه القصف الجوي الإسرائيلي على غزة -(أ ف ب)
عبدالله الربيحات عمان- أكد خبراء عسكريون أن عزيمة القتال التي تتمع بها حركة المقاومة "حماس" في معركتها مع الاحتلال الإسرائيلي عالية جدا، مشيرين إلى أنها حققت أهدافها العسكرية في العمق الإسرائيلي والتأثير على دولة الاحتلال وإدخالها في حالة حرب كاملة. وأشاروا إلى ما تميزت به المقاومة من تكتيكات عسكرية وإرادة قتالية أكبر من الحروب السابقة زعزعت ثقة الإسرائيليين بدولتهم. اللواء المتقاعد محمود ارديسات قال، إن "حماس" خاضت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 حروب سابقة (2008، 2012، 2014)، لكن المواجهة الرابعة كانت الأشد، حققت خلالها المقاومة نجاحات أكثر من سابقاتها، وأثرت على أمن المواطن الإسرائيلي خلاف المواجهات السابقة. وأضاف، ان حماس في كل مواجهة عسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي كانت تفاجئ الطرف الآخر من حيث قوة الاستعداد ونوعية الاسلحة المستخدمة، وفي كل مرة كانت تعتقد إسرائيل انها ستدمر القدرة العسكرية لـ "حماس" وهذا لم يتحقق سواء حاليا أو سابقا. وحسب ارديسات، فقد فشل الاحتلال في هذه المرة بتدمير الروح المعنوية والارادة للحركة، وتمكنت حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية بشكل يتفوق على المرات السابقة. كما تمكنت هذه المرة من الوصول الى أهداف بعيدة العمق الإسرائيلي أهمها تل أبيب، مطار بن غوريون ومطار رامون البديل، ما أربك الجانب الإسرائيلي رسميا وشعبيا بهذه المواجهة، عدا عن خسائرها العسكرية والاقتصادية التي تعتبر متواضعة مقارنة مع غزة. وأشار إلى أن خسائر الاحتلال الإسرائيلي تعتبر على الصعيد المعنوي والاقتصادي كبيرة جدا، فصواريخ المقاومة أفقدت الشعب الإسرائيلي الثقة بالأمن الذي تروج له القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، فالمواطن الإسرائيلي رغم الحروب السابقة الا انها لم تؤثر على أمنه الشخصي كونها كانت تدور ما وراء الحدود. لكن هذه المرة، تمكنت (حماس) من إدخال المواطن الإسرائيلي في حالة حرب حقيقية وحققت اختراقات عسكرية في معظم مناطق الاحتلال الإسرائيلي. العميد المتقاعد حسن فهد أبوزيد أكد أنه لا يخفى على أحد على المستوى العسكري والإستراتيجي والتكتيكي في الميدان أن "حماس" كانت تقاتل وتقاوم دولة ليست بالهينة وتمتلك ترسانة فتاكة من الأسلحة. وشاركت بهذا العدوان ما لا يقل عن 160 طائرة مقاتلة كانت تدك مواقع في غزة خاصة الأبراج السكنية ومحطات التلفزة الإعلامية لمنعها من تغطية ما تقوم بها من جرائم، إضافة إلى هدم بعض المنازل على ساكنيها من النساء والأطفال دون إنذار. وأضاف، ان هذا كله لم ينل من عزيمة وثبات المقاومة في قطاع غزة التي ترد على كل اعتداء بطائرات العدو برشقات متعددة ومتتالية من الصواريخ تضرب أهدافا بالعمق الإسرائيلي، مشيرا إلى أن هذه الصواريخ كان تم تطويرها وتحديثها بحيث تفشل منظومة القبة الحديدية باعتراضها. وأشار إلى أن "حماس" تطبق خطة دفاعية وهجومية احيانا طويلة الأمد قد تستغرق عدة أشهر، وهذا ما أعلنه رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية الذي قال إن "لدينا المزيد من المفاجآت سنستخدمها لاحقا في حال تم تغيير مجرى المعركة من قبل العدو، وكل القادة العسكريين في المقاومة جاهزون لكل السيناريوهات المحتملة". وعن احتمال حدوث معركة برية أكدت "حماس" أنها "ستكون اقصر الطرق للوصول إلى القدس وهذا يعني ان لديهم خطة لمقاومة دبابات العدو بتحجيمها وإيقاع خسائر بين صفوفها". وأضاف ابو زيد، وفي المقابل استدعى الجيش الإسرائيلي الاحتياط أكثر من مرة، وأغلقت الجامعات والمدارس في كافة المدن الإسرائيلية بما فيها تل أبيب، وتم توجيه الناس للاختباء بالملاجئ. أما في الجانب النفسي الداعم للخطط العسكرية، عمدت حركة المقاومة إلى توقيتات الحظر والسماح بالتجول لسكان تل أبيب خلال ساعات محددة، وهذه مؤشرات تدل على أن السيطرة هي لحركة المقاومة ولديها نفس طويل في المعركة. وقال أبو زيد، إن حركة حماس تمثل رأس الحربة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وتختلف استرتيجيتها عن باقي حركات المقاومة الفلسطينية بطابعها العسكري المنظم وقدرتها على تطوير نفسها سياسيا واقتصاديا وعسكريا. من جهته بين العميد المتقاعد محمد سليم سحيم انه بعد العام 2014 سخرت "حماس" جميع الإمكانيات لإعادة تطوير منظومة "تعرضية"، أي هجومية، تستطيع مقارعة الاحتلال الصهيوني بعد ان خرجت بدروس من حروبها السابقة، ولذلك لجأت إلى معالجة الاخطاء التي ظهرت في منظومة الصواريخ محلية الصنع التي اعتمدت في تصنيعها على كوادرها لخلق ردع للعدو والتأثير على الرأي العام الإسرائيلي كون عقيدة القتال الإسرائيلية لا تتقبل الخسائر بشكل كبير. وأضاف، كانت خطة العدو الإسرائيلي واضحة المعالم وتعي تماما مدى ردة الفعل في قضية الشيخ جراح ومدى حساسية هذه المنطقة الاستراتيجية ومن هنا كانت الخطة اجراء قصف جوي لمناطق تواجد كوادر "حماس" وقياداتها ولمنصات إطلاق الصواريخ ومن ثم البدء بهجوم بري لاجتياح مناطق معينة تتواجد فيها كوادر حماس. لكن الخطة لم تنفذ بعد ان حصل العدو على معلومات مؤكدة تفيد بأن لدى حماس عددا لا بأس به من صواريخ كورنت صينية المنشأ ذات قدرة تدميرية للآليات المدرعة بما فيها دبابة الميركافا والتي تعتمد عليها اسرائيل في هجوماتها البرية، وقادر على قلب توازن القوة بالرغم من الفارق الكبير في قوة العدو الاسرائيلي. وقال السحيم، لقد سبق وان خسر العدو الاسرائيلي حربه مع حزب الله بعد ان تلقى صدمة كبيرة في حجم تدمير دباباته في جنوب لبنان وتبين بأن السبب هو امتلاك الحزب لصاروخ كورنت. وهذا ما دفع العدو الإسرائيلي لاستبعاد التفكير في خوض معركة برية وخاصة أن حماس في وضعية دفاع. وأشار انه من أجل هذا غيرت إسرائيل الخطة لصالح الإبقاء على القصف الجوي للمناطق الحيوية وتجريد "حماس" من كافة الإمكانيات المتاحة، مع قصف مدفعي للأطراف وإبقاء امكانية الدفاع عن المدن الإسرائيلية بواسطة أسلحة دفاع جوي تم ادخالها للخدمة بعد ان خرجت من الخدمة نتيجة لانشاء القبة الحديدية. وبين السحيم ان القبة الحديدية خيبت آمال إسرائيل، ففي حين كانت تقوم بإسقاط بعض صواريخ حماس لكن العدد الأكبر من هذه الصواريخ كان يصل الى أهدافه. وتوقع السحيم أن تلجأ جميع الأطراف في الأيام القليلة المقبلة الى القبول بأي وسيط وايجاد مخرج لقبول التهدئة بين الطرفين نتيجة للخسائر المترتبة على استمرار هذه الحرب التي لم تحقق أهداف إسرائيل.اضافة اعلان