خبراء: تصريحات نتنياهو تفتقر للدقة ولا مبررات لاستمرار اتفاقية الغاز

منشأة غاز في البحر الأبيض المتوسط - (أرشيفية)
منشأة غاز في البحر الأبيض المتوسط - (أرشيفية)

رهام زيدان

عمان- اعتبر مطلعون وخبراء أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إلغاء الأردن اتفاقية الغاز تفتقر للدقة.
وأشار هؤلاء إلى أن الغاز المستورد عن طريق نوبل إنيرجي ليس الخيار الوحيد المتاح أمام المملكة لتأمين مواردها من الطاقة.
وكان نتنياهو قال مؤخرا "إن الأردن ألغى قرار الحصول على الغاز"، محملا المسؤولية للتعقيدات الإسرائيلية التي تعيق توقيع اتفاق الاحتكار لعدد من حقول الغاز التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأبيض المتوسط.
وقال وزير الطاقة والثورة المعدنية الأسبق محمد البطاينة "لا توجد مبررات واضحة في الوقت الحالي للارتباط مع الطرف الإسرائيلي باتفاقية طويلة الأمد في مسألة حيوية مثل إمدادات لمصدر من مصادر الطاقة".
وأضاف البطاينة "ما يعزز ذلك أيضا هو المستويات الحالية لأسعار النفط التي تجعل من استخدامه في توليد الكهرباء أمرا مقبولا إلى حد ما مقارنة بتبعات الارتباط مع العدو الصهيوني لمدة طويلة لاستيراد الغاز منه، خصوصا وأنه سيكون مستفيدا من أثمان الغاز التي سيدفعها الأردن".
كما قال البطاينة "من المنتظر أن تبدأ المملكة بالاستفادة من مشروع الصخر الزيتي الذي ينفذه الاستونيون في المملكة والذي يؤمل منه أن يسهم في تخفيف أعباء إنتاج الطاقة الكهربائية".
مصدر محلي فضل عد الكشف عن هويته، قال "لم يتم بعد التوصل إلى قرار رسمي نهائي بخصوص هذا الاتفاق والخيارات ما تزال مفتوحة"، مشيرا أيضا إلى أن إعلان نتنيياهو يفتقد للدقة.
وأشار المصدر نفسه إلى أن لقاءات فنية تعقد من وقت إلى آخر في هذا الخصوص، معتبرا أنها ضرورية للبحث في كل تفاصيل الموضوع قبل التوصل إلى قرار بشأنه.
يذكر أن وفدا من شركة "نوبل إنرجي" الأميركية، المسؤولة عن توريد الغاز الإسرائيلي إلى الأردن، عقد اجتماعات في وقت سابق من الشهر الحالي مع الجهات الحكومية المعنية بملف صفقة الغاز في أحد فنادق عمان.
وأوضح مصدر مسؤول في ذلك الوقت أن اللقاء يأتي لمناقشة الأمور الفنية وللتفاوض على صفقة توريد الغاز الإسرائيلي للأردن، مؤكدا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار رسمي بشأن توقيع اتفاقية التوريد حتى الآن، مبينا أنه ليس هناك جداول محددة للاجتماعات واللقاءات التي تجري بين الأطراف المعنية، وهي غير دورية ويتم تحديدها بين الوقت والآخر للتباحث في الأمور الفنية.
ومن جهته، قال وزير الطاقة والثروة المعدنية الأسبق مالك الكباريتي "يتوجب على الأردن الحفاظ على تنوع خليطه من الطاقة وبأسعار مناسبة مع عدم الاعتماد على جهة دون غيرها للتزود بالطاقة والاستفادة من التجارب السابقة للمملكة في هذا المجال".
أما في خصوص الغاز الإسرائيلي، فقال الكباريتي إنه قد يضطر الأردن إلى التعامل مع "نوبل الأميركية" لاستيراد الغاز من خلالها حتى لو يكون هذا الغاز آتيا من "اسرائيل" لأن هذه الشركة حائزة على احتكار استكشاف الغاز في مناطق متعددة من البحر المتوسط مثل قبرص ولبنان وغيرها وهي احتمالات متاحة أمام الأردن لاستيراد الغاز.
وكانت شركة الكهرباء الوطنية الأردنية وقعت أواخر العام 2014 مع شركة "نوبل انيرجي" الأميركية، المشغلة لحقل ليفاتيان للغاز الطبيعي قبالة السواحل الفلسطينية، مذكرة تفاهم، بحيث يتم بموجبها توريد الغاز الطبيعي الإسرائيلي للأردن للسنوات الـ15 المقبلة.
يشار إلى أن المملكة تستهلك حاليا نحو 350 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز الطبيعي المسال المستورد عن طريق الميناء الجديد في العقبة لإنتاج ما يقارب 85 % من حاجة المملكة من الكهرباء، فيما يتم توليد النسبة القليلة المتبقية باستخدام الوقود الثقيل، وذلك في محطة الحسين الحرارية تنفيذا للاتفاق مع مصفاة البترول لاستهلاك إنتاجها من الديزل والوقود الثقيل.

اضافة اعلان

[email protected]