خبراء زراعيون يطالبون بالحد من عمليات ‘‘إغراق‘‘ السوق بالمنتج المستورد

اقبال على الخضار والفواكه بسوق السكر وسط عمان (تصوير: محمد مغايضة)
اقبال على الخضار والفواكه بسوق السكر وسط عمان (تصوير: محمد مغايضة)

عبدالله الربيحات

عمان - فيما طالب خبراء في الشأن الزراعي بحماية المنتج الوطني الزراعي، عبر الحد من عملية إغراق السوق بالمنتج المستورد التي يمارسها تجار، أكدوا ضرورة رفع قيمة المنتج الوطني التسويقية وإبرازه وتقديمه على المنتجات المستوردة.اضافة اعلان
وشددوا، في أحاديث لـ"الغد"، على ضرورة اتخاذ إجراءات من شأنها حماية المواطن من "جشع التجار الذي يبيعونه سلعا رديئة"، بالتزامن مع دعم المنتج المحلي، خصوصاً الخضار والفواكه.
يأتي ذلك في أعقاب مطالبة نقابة تجار ومصدري الخضار والفواكه، أمس، من وزارة الزراعة، إدخال 200 طن بصل قادمة من مصر محملة في 7 شاحنات عالقة في ميناء العقبة.
مدير اتحاد المزارعين، محمود العوران، طالب بتوفير حماية للمنتج المحلي أمام زحف الخضار والفواكه المستوردة التي تكتسح السوق، والتي "يضعها الباعة، في مقدمة الأرفف، وكأن لها الأولوية".
ويرى العوران، أن أهم ما يميز المنتج المحلي من الخضار والفواكه، ويدعم مكانته في السوق، أنه طازج، وأن فترة نقله من المزرعة إلى المستهلك أقصر، "ما يقلل الخطورة المحتملة جراء عمليات النقل والتخزين والحفظ غير السليمة بالمقارنة بالمنتجات المستوردة".
رئيس الجمعية الأردنية لمصدري ومنتجي الخضار والفواكه، زهير جويحان، أكد غياب الدعم للمنتج المحلي، داعيا المواطنين إلى شراء هذا المنتج لما يشكل من دعم للمزارع الذي يبذل الجهد والمال لإخراج محاصيله ومنتجاته في الصورة المثلى.
ووسط سوق مفتوح تغيب عنه أجواء الحماية اللازمة للمنتج المحلي، طالب جويحان بإيجاد آليات مناسبة لذلك، ووضع التشريعات الضامنة، مشيرا إلى أن من شأن ذلك وضع حد لحالة الإغراق التي تجتاح السوق.
وزير الزراعة، خالد الحنيفات، أكد أن الوزارة "لن تسمح بدخول المنتوجات الزراعية المستوردة من الخضار والفواكه إلى الأسواق المحلية، بدون حصول المستوردين على تراخيص مسبقة تسمح بدخولها"، مطالبا المستوردين بـ"عدم فرض سياسة الأمر الواقع، وتكديس إرساليات الخضار والفواكه على المراكز الحدودية، في الوقت الذي تمنع فيه الوزارة استيراد أي منتج متوفر في الأسواق المحلية".
وقال "إن لدى العاملين بالمراكز الحدودية تعليمات تقضي بعدم السماح بدخول هذه المنتوجات بدون الحصول على تراخيص استيراد مسبقة".
وأضاف الحنيفات، أن الوزارة تتخذ قراراتها المتعلقة بالاستيراد والتصدير من خلال لجنة الاستيراد التي شكلت مؤخرا ويشارك فيها القطاع الخاص، مبينا أهمية دعم المزارع المحلي من خلال تسويق منتجاتهم في الأسواق المحلية وإعطاء الأولوية.
وأكد الحنيفات لـ"الغد"، "أن كميات الإنتاج المحلي من محصول البصل تكفي حاجة السوق سواء من غور الصافي أو الجفر أو المفرق أو مناطق الشمال".
وبين "أن الوزارة لن تخضع لضغط لإدخال أي منتج حاليا على المراكز الحدودية".
وبدوره، بين أحد مزارعي البصل، ويدعى علي العدوان، أن أهم المشاكل التي تواجه إنتاجهم كل عام، تتمثل في ارتفاع تكاليف الإنتاج ومنافسة البصل المستورد لمنتجهم المحلي، مطالبا وزارة الزراعة بتطبيق شروط الاستيراد والالتزام بالأجندة الزراعية لحماية المنتج المحلي لصالح المزارع، وعدم الموافقة على دخول البصل الموجود على الحدود حاليا القادم من مصر بدون ترخيص.
وكان مزارعو بصل، بينوا أمس، أن الوزارة "تواجه ضغوطا كبيرة من قبل مسؤولين لإدخال منتج البصل من دول الجوار"، داعين إلى "عدم الانصياع إلى هذه الضغوط، ومراعاة مصالح المزارعين".
وأوضحوا أن فتح باب استيراد البصل، يعني "دق المسمار الأخير في نعش المزارع"، بعد قيام المزارعين بتنظيم عملية الإنتاج وتنويع الزراعات التي نادت بها الوزارة، مبينين أن إنتاج المملكة من البصل "يكفي حاجة السوق المحلي سواء من غور الصافي أو الجفر أو المفرق أو مناطق الشمال"؛ حيث إن فتح باب الاستيراد "يصب في مصلحة التجار فقط".
يشار إلى أن مزارعي البصل اشتكوا مؤخرا من ارتفاع تكاليف الإنتاج عليهم ومنافسة البصل المستورد لمنتجهم المحلي، مطالبين الوزير الحنيفات بإيجاد حلول لمشكلاتهم.