خبراء: طبول الحرب خفتت بين أميركا وإيران

Untitled-1
Untitled-1

زايد الدخيل

عمان - رغم ما شهدته منطقة الخليج العربي مؤخراً من تصعيد عسكري، بعد تعرض أربع سفن تجارية لأعمال تخريبية في المياه الإقليمية الإماراتية وتحديدا في ميناء إمارة الفجيرة، وكذلك تعرض محطتي ضخ تابعتين لشركة أرامكو السعودية لاستهداف مباشر بطائرات بدون طيار، إلا أن وقع طبول الحرب خفت في ظل تصريحات أميركية وإيرانية مغلفة بالرغبة في خفض التوتر، والتشديد على أن الانزلاق لحرب ليس واردا أصلا.اضافة اعلان
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفى الثلاثاء الماضي وجود خطة لإرسال حشود ضخمة من قواته إلى الخليج تحسبا لمواجهة عسكرية مع إيران، بينما استبعد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي احتمال اندلاع حرب مع الولايات المتحدة.
وردا على ما ورد في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" عن عزم واشطن إرسال 120 ألف جندي إلى الخليج، قال ترامب لصحفيين في البيت الأبيض إن إدارته "لم تخطط لذلك"، واصفا التقرير بأنه "أخبار كاذبة".
وبالتزامن مع تلك التصريحات وأثناء زيارته لروسيا، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن "بلاده لا تريد الحرب مع إيران، وإنما تضغط عليها بهدف تغيير سياساتها التدميرية"، على حد وصفه.
ومن جهتهم، يرى خبراء أن الولايات المتحدة تسعى الى تشديد الخناق على إيران من خلال عقوبات اقتصادية، مع التلويح بالتصعيد العسكري كخيار إضافي أقل حدة في حال لجأت ايران الى أسلوب تعطيل الملاحة البحرية عبر مضيق هرمز، والذي يمر من خلاله نحو 30 % من النفط الخام العالمي، مستبعدين حالياً أن تلجأ طهران إلى مثل هذا العمل، لأن هذا لن يستعدي الولايات المتحدة فحسب، بل وجميع الدول المصدرة للنفط.
الى ذلك، يقول نائب رئيس الوزراء الأسبق العين توفيق كريشان، إنه يجب على المجتمع الدولي أن يواصل الضغط على إيران اقتصاديا وسياسيا، لتجنب اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة في المنطقة، مشدداً على ضرورة نجاح الضغوط على إيران لتجنب اندلاع حرب لا تحمد عقباها.
وأضاف، أن التصعيد العسكري في منطقة الخليج العربي هو نتيجة لوجود مخاوف جديدة في الممرات المائية التي تعمل فيها القوات البحرية الإيرانية في مضيق هرمز الذي يمر عبره النفط من المنطقة؛ ليصل الى الأسواق العالمية، مبيناً أن أي انقطاع في تدفق هذا النفط من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار حتى في الولايات المتحدة، وهو أمر لا ترغبه واشنطن.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، حذر من أن نشر القوات الأميركية في الخليج العربي كان يهدف إلى إرسال رسالة واضحة لا لبس فيها مفادها أن "أي هجوم على المصالح الأميركية أو مصالح حلفائنا سيواجه بقوة لا هوادة فيها".
وتعقيباً على تحذير بولتن، يرى السفير السابق سمير مصاروة، أنه خلال الأيام المقبلة سيتم نشر بعض التفاصيل للإجابة عن سؤال "ماذا يجري حقاً في منطقة الخليج العربي؟"، في ظل تواجد عسكري أميركي في الخليج العربي، مؤكداً أنه "اذا لم تقم إيران بخطوة حمقاء، فالأميركيون يهاجمون في العادة عندما يعدون الوحدات والعتاد".
وأشار الى أنه في حال قيام طهران بإغلاق مضيق هرمز أو مهاجمة وحدات أميركية في المنطقة، فإن رد فعل سريعا ومؤكدا سيحدث، خاصة وأن الولايات المتحدة ليس لها اهتمام كبير بحرب ضروس ربما لها امتداداتها، في ظل وعد للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بعدم خوض الحروب بسرعة مثل أسلافه، وبالتالي فإن قرع طبول الحرب يبقى قائما على الجانبين بدون حدوث حرب خليج ثالثة.
ومن جهته، يرى العميد المتقاعد حافظ الخصاونة، أن أميركا وإيران أصبحتا على حافة المواجهة في الخليج، مشيرا إلى وجود قوات موالية لإيران في سورية والعراق، يمكن أن تنفذ هجمات استباقية ضد القوات الأميركية في المنطقة، ويمكن أن تجر الجيش الأميركي إلى حرب شاملة مع إيران في الخليج.
ويشير الخصاونة الى أن نذر نشوب مواجهة عسكرية في منطقة الخليج العربي في تصاعد، خاصة في ظل تواجد حاملة الطائرات أبراهام لنكولن في الخليج لحماية مصالحها ومواجهة تهديد إيراني محتمل، في الوقت الذي تقول فيه إيران "إن جيشها على أهبة الاستعداد".
ويرى الخصاونة أن الظروف الحالية تشبه من حيث التحشيد العسكري والدبلوماسي الأميركي بالأجواء التي سبقت الغزو الأميركي للعراق، مؤكداً أن إيران ستكون "الخاسر الأكبر" في حال حدوث مواجهة.