خبراء عسكريون: ضربات سلاح الجو لـ"داعش" خطوة مدروسة

مقاتلات سلاح الجو الملكي
مقاتلات سلاح الجو الملكي

زايد الدخيل

عمان - أكد خبراء عسكريون أن الضربات الجوية، التي نفذها سلاح الجو الملكي فجر أمس، بقصف وتدمير أهداف منتخبة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في داخل الأراضي السورية، جاءت في توقيت مناسب، معتبرين أن من شأن الضربات الجوية الأردنية للتنظيم إرسال رسالة حاسمة بأن أمن الحدود وسلامة المواطنين الأردنيين لن يكونا محل مساومة أو تهاون.
ورغم اتفاق المحللين على أهمية الضربات الجوية الأردنية للتنظيمات الإرهابية، التي تزايد خطرها ومحاولاتها لاختراق الحدود الأردنية، فقد تباينت وجهات نظرهم في المدى الذي يمكن أن تذهب إليه الخطوة العسكرية الأردنية، فيما شدد العديد منهم على أن الوضع "مستقر وتحت السيطرة في الأردن"، وأنه، لا بد بعد الضربات الجوية، من تحصين حدودنا وجبهتنا الداخلية، لمواجهة أي رد فعل.
ورأى هؤلاء أن هدف الضربات الجوية "كان القضاء على الإرهاب في عقر داره"، بعد استمراره بمحاولة خرق حدود المملكة، وعدم قدرة الدول المجاورة على وقف محاولات هذه التنظيمات خرق الحدود".
وكان مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أكد أمس أنه "وفي الساعات الأولى من فجر الثلاثاء قامت تشكيلات من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بتدمير عدد من الأهداف المنتخبة، والتي تعود لبعض الجماعات الإرهابية، والتي دأبت على إرسال بعض عناصرها الإرهابية لتنفيذ أعمال تخريبية داخل المملكة، وعادت جميع الطائرات إلى قواعدها سالمة".
وفي هذا الإطار، ذهب اللواء المتقاعد عبدالله العمري إلى أن توقيت الضربات الجوية للتحالف الدولي ضد "داعش" جاء "متأخرا" نسبيا، معتبرا أنه "كان لا بد من إعادة تنظيم وتسليح الجيش السوري الحر، بدلا من مراقبة تحركات التنظيم، وممارساته وتجاوزاته على الأرض".
ورأى العمري أن على التحالف الدولي وأميركا "بتوفير إسناد أرضي للهجوم الجوي، عبر عمليات متعاونة، لا هجمات فردية، واستثمار الفوز بالقصف الجوي، بإسناد بري، يعبئ الفراغات التي ستنجم عن الضربات الجوية".
وطالب "بضرورة إيجاد مناطق عازلة لغايات أمنية وإنسانية لمنع تكاثر "داعش" وتمدده.
وقدر العمري أنه بعد الضربات الجوية، سيكون هناك "انعكاسات ومحاولات فردية" من أعضاء "داعش للدخول إلى الأراضي الأردنية".
وأشار إلى ضرورة أن تتضمن استراتيجية التعامل مع "داعش"، بدائل للتعامل مع النظام السوري، لمنعه من ضرب جماعات مسلحة سورية أخرى، ممن سيتم الاعتماد عليها في مواجهة "داعش"، وذلك من خلال ضغوط سياسية، خاصة أن مركز الثقل لـ"داعش" يتواجد في سورية، موضحاً أنه "لا يمكن الحديث عن التنظيم أو التعامل معه، دون الحديث عن إعداد الجيش الحر، وتسليحه لمواجهة الفراغ الذي سينجم بعد الضربات الجوية".
بدوره، اعتبر العميد الركن المتقاعد حافظ الخصاونة، أن الضربات الجوية لـ"داعش" جاءت في توقيت "مناسب وسليم"، وتستهدف تحجيم قدراته العسكرية، مبيناً أن الضربات الجوية وحدها لن تقضي على "داعش".
ووصف الخصاونة العمليات العسكرية بـ"العمليات الجراحية اللازمة، لاستئصال الأورام الخبيثة، والتي تتطلب جراحة عميقة ومكتملة، مشبها الضربات الجوية بالمسكنات في التعامل مع الأورام".
وتابع: "إن كل العلوم العسكرية أكدت استحالة حسم المعارك من خلال الضربات الجوية". 
واستبعد الخصاونة تمدد "داعش" باتجاه الحدود الأردنية، ومواجهة القوات المسلحة الأردنية، المرنة والأكثر قدرة على الحركة، والتي لديها فعالية واحترافية في الرد السريع في حالات الطوارئ والاشتباك.
وقال الخصاونة: "هذه الجماعات لا تعمل إلا على نشر سمومها وفكرها الإرهابي داخل المجتمعات"، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية الأردنية "قادرة على منع أي اختراق من هذه التنظيمات للبلاد وردعها مباشرة".
وبين أن الجيش العربي الأردني يعتبر من "أكثر جيوش المنطقة كفاءة ومهنية، وينظر إليه على أنه مدرب تدريبا جيداً ومتقدماً، وقادر على التعامل بشكل جيد مع أي مجموعة من التهديدات المحتملة للحدود، في ظل استراتيجية دفاعية للحفاظ على أمن وحماية أراضيه من أي تهديد خارجي، برا وبحرا وجوا مهما كان التفوق عليه نوعيا أو كميا".
من جهته، قال العميد المتقاعد حمدي الحباشنة إن القوات المسلحة الأردنية تتمتع بكفاءة وجاهزية عالية، في التعامل مع مثل هذه الجماعات، خاصة أنها شهدت تطورا نوعيا في مختلف المجالات، ونفذت بكل اقتدار واحتراف ما أوكل لها من مهمات، من حماية الحدود وإشاعة الأمن والاستقرار في ربوع الوطن والنهوض بأدوار إنسانية.
وأشار إلى أن الظروف الدولية والإقليمية السائدة تتطلب من الأردن الحكمة والنظرة الشمولية، في اتخاذ أي قرار، وبلورة الخطط التي تتسم بالمرونة وبعد النظر، والقدرة على التكيف السريع مع المتغيرات والأحداث بما يضمن المحافظة على أمن الأردن.
وقال إن الوضع "مستقر وتحت السيطرة في الأردن"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه بعد الضربات الجوية لا بد من تحصين حدودنا وجبهتنا الداخلية، لمواجهة أي رد فعل لـ"داعش"، متوقعاً حدوث حالات تسلل على الحدود الأردنية السورية أو الأردنية العراقية من أفراد ينتمون لهذا التنظيم، على طريقة (اضرب واهرب)".
وبين الحباشنة أن "داعش" لا تملك الكفاءة والإمكانات القتالية والتسليح، في حال قررت التوجه إلى الحدود الأردنية، ومواجهة قوات مسلحة أردنية، تعد في مقدمة جيوش المنطقة، وتضاهي أفضل جيوش العالم كفاءة وتسليحاً وانضباطاً، وإدراكاً للدور والرسالة التي تحملها.
وقال العقيد المتقاعد عارف الشهوان إن الضربات الجوية جاءت في توقيت جيد جداً، خاصة في ظل تمدد وتوسع نطاق عمليات "داعش" ومحاولات أفراده التسلل للأراضي الأردنية وتنفيذ عمليات على أراضيه.
وأشار إلى أن الضربات الجوية تعد خطوة استباقية ومدروسة، لمواجهة تطرف وإرهاب "داعش"، واحتواء خطره المستقبلي، مبيناً ضرورة إيجاد منطقة عازلة على الحدود الأردنية السورية، لغايات أمنية وحماية لحدودنا الشمالية.
وقال الشهوان إن القضاء على (داعش) في سورية يعتبر مشكلة حقيقية، واصفاً الأمر بـ"المعقد"، حيث يوجد نظام لا تريد قوات التحالف التعامل معه، أو السماح له بالمشاركة، واعتماد القوة البديلة، وهي التنظيمات المعتدلة في المعارضة السورية.
وأضاف أن تدمير عدد من الأهداف المنتخبة، التي تعود لـ"داعش"، الذي دأب على إرسال بعض عناصره الإرهابية لتنفيذ أعمال تخريبية داخل المملكة، يعتبر رسالة حاسمة للتنظيم، بأن أمن الحدود وسلامة المواطنين الأردنيين لن تكون محل مساومة وتهاون.

اضافة اعلان

[email protected]