خبراء: هطول الأمطار ينقذ الموسم الزراعي من شبح الجفاف

سيول تروي أراضي زراعية عقب هطول الأمطار خلال الأيام الماضية - (تصوير: ساهر قدارة)
سيول تروي أراضي زراعية عقب هطول الأمطار خلال الأيام الماضية - (تصوير: ساهر قدارة)

رجاء سيف                          

اضافة اعلان

عمان- بينما أنقذ هطول المطر خلال الأيام الأربعة الأخيرة من الأسبوع الماضي موسم الزراعة في المملكة من شبح الجفاف إلا أن بعض المزارعين ما يزالون يشكون من ضعف الموسم.
ويؤكد الناطق الرسمي باسم وزارة الزراعة نمر حدادين أن أمطار الخير التي غمرت أراضي المملكة خلال الايام القليلة الماضية بددت مخاوف المزارعين وعززت آمالهم بتحسن الموسم الزراعي وإمكانية جني المحاصيل من القمح والشعير نتيجة لزيادة النمو التي أحدثتها الأمطار التي تساقطت.
ويوضح حدادين أن الامطار التي هطلت تفيد الزرع خاصة محاصيل القمح والشعير، وتعود بالفائدة على الغطاء النباتي وتجدد المراعي والمحميات بالاضافة الى دورها في  تعزيز مخزون الماء الاستراتيجي بالسدود.
وأضاف أن "مستويات الأمطار التي هطلت أنقذت الموسم الزراعي".
وتأثرت المملكة بمنخفض جوي عميق منذ منتصف الأسبوع الماضي فيما استمر المطر ينهمر مدة أربعة أيام وتساقطت الثلوج على المرتفعات الجنوبية وتراكمت أيضا.
يأتي هذا بعد انقطاع للمطر دام لأكثر من 70 يوما فيما كان الموسم المطري بدأ مكبرا حينما تعرضت المملكة لعاصفة ثلجية في منتصف كانون الأول(ديسمبر)الماضي.
الأربعيني مؤمن جويحان والذي يعمل في القطاع الزراعي منذ 22 عاما يقول إن " أحلامه ضاعت سدى رغم الهطول المطري الذي تأثرت به المملكة خلال الايام القليلة الماضية".
ويؤكد جويحان أن العديد من المزارعين لحق بهم الضرر نتيجة للاحتباس المطري الذي تعرضت له الاراضي الأردنية.
ويقول " تكبدت الكثير من الخسائر خلال الموسم الزراعي الحالي، نتيجة عدم كفاية الكميات التراكمية للامطار التي شهدتها المملكة منذ بداية الموسم الشتوي الحالي".
ويضيف جويحان أن الاحتباس المطري الحق الضرر بالمزارعين بسبب الجفاف الذي حال دون نمو العديد من اصناف المحاصيل الزراعية، اضافة الى عدم نمو المراعي الطبيعية التي تساعد مربي الماشية في اعلاف مواشيهم.
ويوضح جويحان أن الموسم الزراعي الحالي يعتبر لدى المزارعين من أسوأ المواسم الزراعية نتيجة للاحتباس المطري وأيام الصقيع التي أحرقت الكثير من المحاصيل.
ويبين جويحان ان الكثير من المزارعين قاموا بزراعة اراضيهم بالمحاصيل الحقلية قبل حوالي 4 أشهر، حيث تشجع الناس على حراثة أراضيهم وبذرها عندما سقطت أمطار خفيفة في بداية الموسم الحالي، وأسهمت في نمو أولي في الحقول لكن هذا النمو توقف مع توقف المطر الذي رافقه ارتفاع كبير في درجات الحرارة.
ويؤكد الخبير الزراعي أنور حداد، أن الموسم الزراعي لم يكن مبشرا للعديد من المزارعين، لان هنالك الكثير من المزارعين الذين تكبدوا خسائر فادحة نتيجة للاحتباس المطري الذي شهدته المملكة.
ويقول حداد "على الرغم من المنخفض الجوي الذي تأثرت به كافة المحافظات خلال الايام الماضية الا ان هنالك مزارع لن تستفيد من الهطول المطري".
ويرجع حداد اسباب ذلك الى انتهاء الموسم الزراعي ببعض المزارع.
وبين أن الزراعات التي ستستفيد من كمية الامطار التي هطلت هي الزراعات الصيفية في المناطق المرتفعة بالاضافة الى الزراعات الشجرية.ويوضح حداد أن زراعات المراعي لن تستفيد من هطول الامطار في الوقت الحالي بشكل كبير.
يذكر أن مخزون السدود في المملكة من المياه ارتفع في أعقاب هطول الأمطار الأخيرة إلى 147 مليون متر مكعب حتى مساء الأربعاء الماضي وأن هطول الأمطار رفع المخزون بنحو خمسة ملايين متر مكعب، بحسب ما قال أمين عام سلطة وادي الأردن المهندس سعد أبو حمور في وقت سابق.
فيما سجلت كميات المياه التي خزنت في السدود للموسم المطري الماضي 180 مليون متر مكعب حتى مساء الأربعاء الماضي في حين تشكل الكميات المخزنة للموسم الحالي 43 %.