خبراء وعسكريون يشككون بـ‘‘دراسة‘‘ لأعداد المقاتلين الأردنيين بسورية

مقاتلون من عصابة "داعش" الإرهابية عقب احتلالهم للرقة السورية العام 2014 -(أرشيفية)
مقاتلون من عصابة "داعش" الإرهابية عقب احتلالهم للرقة السورية العام 2014 -(أرشيفية)

زايد الدخيل

عمان - دعا خبراء ومختصون إلى التعامل "بحذر" مع بعض الدراسات والإحصاءات التي تنشرها مواقع ومراكز دراسات حول أعداد المقاتلين الأجانب مع التنظيمات المسلحة في سورية والعراق، فيما اعتبر متخصصون أن أرقاما وردت في دراسة لمركز دراسات "فيريل" في ألمانيا ونشرتها "الغد" أمس "مبالغ فيها وغير دقيقة".اضافة اعلان
وشدد هؤلاء على ضرورة التعاطي مع هذه المعلومات "باهتمام وحذر شديدين للغاية"، مخالفين التقديرات التي خرجت بها دراسة المركز المذكور، باعتبارها "مغايرة لاغلب الدراسات والاحصاءات المحلية والدولية الموثوقة".
وكانت الدراسة المذكورة قدرت أن عدد الأردنيين المنضوين تحت مسمى "المقاتلين الأجانب" في سورية "يبلغ 7100 مقاتل، بينهم 9 سيدات، خلال 6 أعوام، وأن 2800 منهم قتلوا، فيما بلغ عدد المفقودين منهم 990".
وحسب الدراسة ذاتها فإن الأردنيين احتلوا المرتبة العاشرة بعدد المقاتلين الأجانب بسورية في الفترة الواقعة بين 10 نيسان (ابريل) العام 2011 ولغاية تموز (يوليو) 2017، في حين احتل السعوديون المرتبة الاولى تلاهم الأتراك ثم الشيشان. وأشارت إلى وجود 91 جنسية عالمية بين المقاتلين، أكثر من 54% منهم عرب و31% من تركيا وآسيا الوسطى.
يقول اللواء المتقاعد وليد كريشان لـ"الغد" إن عدد المقاتلين الأجانب في سورية "غير معروف ويخضع لحسابات مختلفة من جهة لأخرى"، مبينا أن من الصعوبة بمكان تحديد وتقدير عددهم "وهو أمر يصعب أيضا على الوكالات الأمنية العالمية".
ورأى كريشان أن هذا الأرقام المنشورة بالدراسة "إن صحت" فإنها "تعكس ازديادا في قوة التجنيد وفي نشاطات هذه التنظيمات بساحة المعركة، وهو أمر مستبعد".
بينما يذهب الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية الى التشكيك بدقة وعلمية دراسة مركز فيريل، وهو يرى أن أرقام الدراسة "خرافية ومبالغ فيها، وأنها لا تتطابق مع تقديرات الأمم المتحدة ومراكز الدراسات الغربية المتخصصة في هذا المجال".
ويقول أبو هنية لـ"الغد" إن تقديرات الأمم المتحدة والمراكز الغربية المتخصصة "تشير إلى أن عدد المقاتلين الأجانب في سورية ما بين 35 إلى 40 ألف مقاتل"، وأن عدد الأردنيين في سورية "يتراوح بين 2400 إلى 2700، وهي تقديرات دولية موثوقة وحكومية، وهي تتطابق مع أرقامنا كخبراء في هذا المجال".
أما الباحث بشؤون الجماعات الإسلامية د.محمد أبو رمان فيرى هو أيضاً أن الأرقام الواردة بدراسة المركز الألماني المذكور "غير صحيحة ومبالغ فيها تماماً، على صعيد أعداد المقاتلين الأجانب عموما، والأردنيين خصوصا".
ويضيف أبو رمان لـ"الغد": "لم تقدم اي من الدراسات والتقارير المعتبرة أي ارقام بهذا الحجم، فأغلب المؤسسات والتقارير المتخصصة المهنية المعروفة تراوحت في تقديراتها للعدد الاجمالي للأردنيين بين 1500-2500 وهو رقم منطقي تعززه مؤشرات عديدة، وأعلى من الرقم شبه الرسمي المعلن وهو 900 أردني".
ويقول أبو رمان "بالنسبة لعدد القتلى الأردنيين المذكور في التقرير فهو غير صحيح البتة وفيه مبالغة هائلة جدا". ويوضح "صحيح ليس لدينا رسميا أرقام معلنة دقيقة للأردنيين القتلى مع "داعش والنصرة" إلا ان التقدير العام وفق مؤشرات عديدة أنهم بين 500 وألف قتيل".
وحسب أبو رمان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية، فإن المركز "يقوم بدراسة ميدانية واسعة للجهاديين الأردنيين، بصورة خاصة من يقاتلون في سورية والعراق". ويقول "رصدنا في المركز أسماء لقرابة 170 أردنيا قتلوا هناك بمعلومات شبه كاملة عنهم، والمهم في الأمر أن عدد من قتلوا من السلط ومعان والكرك معروف، وهناك قائمة بأسماء من قتلوا من محافظات أخرى؛ مثل العقبة وعجلون والمفرق".
ويزيد "تبقى الأعداد غير محصورة تماماً في ثلاث محافظات هي عمان وإربد والزرقاء، لكن أغلبية من قتلوا فيها معروفون في أوساط الجهاديين، ومن هم من غير أبناء التيار الجهادي فيمكن أن يتم حصرهم، لكن ضمن المؤشرات كافة فرقم القتلى الأردنيين هنام هو أقل بكثير من رقم التقرير المذكور".
أما العميد المتقاعد محمد الخصاونة فيرى أنه مع تصاعد الحملة العسكرية الدولية ضد عصابة "داعش" الإرهابية "يتعاظم التهويل الغربي لتعداد عناصر هذه العصابة"، ويقول: "من الصعب جدا في ظل المعطيات الميدانية على الأرض في سورية تحديد عدد المقاتلين بصفوف "داعش" بدقة، خاصة أن أعدادا كبيرة جاءت من دول مختلفة من آسيا وشمال إفريقيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق ودول شرق أوروبا".
ويشير الخصاونة إلى أن الأرقام "تتفاوت لدى الأجهزة الأمنية في كل دول العالم"، مشيرا إلى أن أجهزة مكافحة الإرهاب في العالم تجهل عدد المقاتلين الأجانب الذين ما زالوا موجودين في العراق وسورية.
بدوره، دعا العميد المتقاعد محمد العلاونة إلى التعاطي مع الأرقام "بحذر واهتمام شديدين"، وتحديدا فيما يتعلق بعدد الأردنيين في سورية، وهو يرى أن ثمة تباينا في التقديرات لأعداد المقاتلين مع الجماعات الإرهابية بشكل عام.