آلاء مظهر
عمان - أكد خبراء بيئيون ضرورة تحقيق التوازن بين السياحة والبيئة من ناحية، وبين المصالح الاقتصادية والاجتماعية من ناحية أخرى، مشيرين إلى أن السياحة والأنشطة المتصلة بها أصبحت واحدة من أكثر الصناعات نموا في العالم.
جاء ذلك خلال بدء أعمال الملتقى الإقليمي حول تعزيز المجتمع المدني في تنمية السياحة البيئية المسؤولة، الذي تنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" بالتعاون مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة واللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم، ويستمر ثلاثة أيام.
وقال مدير الاتصال البيئي في وزارة البيئة الدكتور أحمد عبيدات، إن "إيسيسكو" سعت منذ تأسيسها إلى لعب دور فاعل ومهم في تعزيز آفاق التعاون بين الأقطار الإسلامية لإيجاد شراكة حقيقية بين كافة المؤسسات البيئية والتنموية والمجتمعات المحلية، مشيرا إلى أن عقد هذا الملتقى في عمان يأتي احتفاء بها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2017 عن المنطقة العربية.
وعرض عبيدات جملة من الإنجازات التي حققها الأردن في مجال السياحة البيئية، منها النزل البيئية والمحميات الطبيعية وغيرها من الأماكن والمواقع التي تشرف عليها الوزارة، مثل بساتين النخيل في غور الأردن ووادي رم وشواطئ البحر الميت وشاطئ العقبة.
وألقى ممثل "إيسيسكو" الدكتور مصطفى عيد كلمة أكد فيها أن السياحة والأنشطة المتصلة بها أصبحت واحدة من أكثر الصناعات نموا في العالم، بعد أن أدرك المجتمع الدولي، بما فيه العالم الإسلامي، أهمية السياحة كمسؤولية وطنية، نظرا لما تحققه من عائد اقتصادي باعتبارها صناعة مستقبلية.
وبين أن عقد هذا الملتقى يهدف للتعريف بالسياحة البيئية المسؤولة والمستدامة، والبحث في أفضل السبل لتقليل الآثار السلبية للسياحة والمحافظة على الموارد الطبيعية والثقافية والاجتماعية في المناطق السياحية، من جهة، ودراسة سبل الاستثمار الأمثل للمواقع السياحية وكيفية المحافظة على التوازن البيئي، إضافة إلى الارتقاء بقدرات ومؤهلات المرشدين السياحيين وأدوارها في تحويل التراث إلى ذاكرة حية.
وأشار إلى أن المنظمة توجت جهودها بوضع استراتيجية لتنمية السياحة الثقافية في الدول الأعضاء، والتي اعتمدها المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة المنعقد في باكو 2009، متطلعا إلى أن يتمخض هذا الملتقى عن توصيات ونتائج، وبخاصة فيما يتصل بالبحث في وسائل تنمية وتطوير دور المجتمع المدني وهيئاته ومنظماته العاملة في مجال البيئة.
بدورها، أكدت ممثلة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة الدكتورة لبنى الشاوي أن السياحة تقوم على إبراز المعالم الجمالية لأي بيئة في العالم، فكلما كانت نظيفة وصحية ازدهرت السياحة وانتعشت، مشيرة إلى أنه بالرغم من الجوانب الإيجابية للسياحة فهي تشكل مصدرا رئيسا من مصادر التلوث في البيئة، لذا لا بد من تحقيق التوازن بين السياحة والبيئة من ناحية، وبين المصالح الاقتصادية و الاجتماعية من ناحية أخرى.
وكانت أمين سر اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم الدكتورة ابتسام أيوب ألقت كلمة أكدت فيها أهمية انعقاد هذا الملتقى في تبادل الخبرات حول السياحة البيئية والتراث الثقافي والبيئي، ودور المجتمع في تنميتها والنهوض بها من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
وأشارت إلى ان السياحة البيئية تعد من أشكال السياحة الحديثة مقارنة بالسياحة الترفيهية والتعليمية والدينية، فقد أطلق عليها البعض مصطلح السياحة المستدامة نظرا إلى أن هدفها هو المحافظة على المواقع الطبيعية والتراثية والمساهمة في دمج المجتمعات المحلية في التخطيط للمشاريع.
وبينت أيوب أن السياحة في الأردن أصبحت النشاط الاقتصادي الثالث من حيث الدخل بعد تعدين الفوسفات والبوتاس، مشيرة إلى الاهتمام الكبير الذي أولته الحكومة والقطاع الخاص للسياحة.