خبراء يطالبون بالإسراع في عملية الترويج السياحي والإعلامي لمهرجان جرش

جماهير تحضر احدى الحفلات في جرش - (ارشيفية)
جماهير تحضر احدى الحفلات في جرش - (ارشيفية)

هبة العيساوي

عمان - طالب خبراء سياحيون الحكومة بالإسراع في البدء في حملة الترويج الإعلامي والسياحي لمهرجان جرش، لا سيما وانه لم يتبق على انطلاقته سوى نحو 7 أسابيع.
وأبدى الخبراء خشيتهم من أن يؤدي تأخر الترويج السياحي والإعلامي لمهرجان جرش إلى الحد من استقطاب السياح لحضور المهرجان الذي ستبدأ فعالياته بعد نحو شهرين.
وبين الخبراء أن الفترة المخصصة لتسويق المهرجان قصيرة، لا سيما وأن السائح، سواء أكان عربيا أم أجنبيا، يقوم بتحديد وجهته السياحية ورصد الميزانية اللازمة قبل وقت زمني يتعدى أشهرا.
لكن وزيرة السياحة والآثار هيفاء أبو غزالة ترى أنه ما يزال هناك متسعا من الوقت لترويج المهرجان، مبدية تفاؤلا إزاء دور المهرجان في تنشيط الحركة السياحية حتى نهاية العام الحالي .
ومن المقرر أن تبدأ فعاليات مهرجان جرش اعتبار من 21 تموز (يوليو) المقبل حتى 11 آب (أغسطس) المقبلين، بعد الإعلان عن تشكيل لجنة عليا للمهرجان برئاسة العين فايز الطراونة الذي يعقد مؤتمرا صحافيا الأسبوع المقبل يتناول فيه تفاصيل وفعاليات الدورة الجديدة للمهرجان بعد توقف استمرَّ ثلاثة أعوام.   
وأشارت أبوغزالة، التي ستترأس وفدا الى الخليج لتسويق المملكة سياحيا الأسبوع المقبل، أن الفترة كافية للتسويق للمهرجان، مشيرة الى أن الوزارة بدأت بالتنسيق مع جميع الأماكن السياحية والتحضير إداريا بالتعاون مع جميع الفعاليات والجهات المعنية لتقديم التسهيلات اللازمة للمهرجان.
لكن الخبراء أكدوا أن عودة المهرجان وحده لن تنقذ القطاع السياحي الذي ينزف من الخسائر التي أحدثتها التوترات السياسية في المنطقة.
وكان مجلس الوزراء قرَّرَ في جلسته التي عقدها منتصف الأسبوع الحالي، الموافقة على تشكيل لجنة برئاسة الطراونة وعضوية كل من وزير السياحة والآثار، ووزير الثقافة، ووزيرالدولة لشؤون الإعلام والاتصال، وعقل بلتاجي، وشبيب عماري، وزياد المناصير، وممثل عن القوات المسلحة الأردنية، ورئيس بلدية جرش، والفنانة قمر الصفدي، للإشراف العام على مهرجاني جرش وعمان، والتنسيق مع كافة مهرجانات المملكة.
الى ذلك، قالت أبو غزالة إن مهرجان جرش مهرجان عريق ويحمل اسما تاريخيا ولا يحتاج للتعريف به، لافتة الى أن مجرد سماع السائح بعودة المهرجان يعد كافيا للتسويق له.
وكان وزير الثقافة طارق مصاروة أكد في حديث سابق مع "الغد" أن المهرجان هذا العام سيكون "مختلفا ونوعيا ومتقدما بالشكل والمضمون عن الأعوام السابقة"، لافتا إلى رصد ميزانية كافية تعزز الحوافز، وتنمِّي الإقبال لدى كل من سيعمل بالمشروع وتنصفه.
وعبَّرَ مصاروة عن حرصه على ضرورة مشاركة رابطة الكتاب في المهرجان عبر خبرتها، وكذلك نقابة الفنانين اللتين اعتبرهما "بيتَي خبرة لا بد من الاستفادة منهما في مجالاتهما"، مبرِّراً عدم تواجدهما في اللجنة العليا لإدارة المهرجان بكون اللجنة ليست "جهة تمثيلية للنقابات أو لهيئات أو مؤسسات المجتمع مدني، ولا يفترض أن تكون كذلك".
بدوره، قال رئيس اتحاد الجمعيات السياحية مشيل نزال إن إعادة مهرجان جرش مهم جدا، ولكنه لن يساهم في زيادة أعداد السياح القادمين الى المملكة بل سيخدم الزائرين القادمين في جميع الأحوال أثناء زيارتهم خلال الصيف، مؤكدا أن الفترة الزمنية المتوفرة لتسويق الهرجان غير كافية.
وألغي مهرجان جرش بعد دورته الخامسة والعشرين في العام 2007، واستبدل بمهرجان الأردن خلال الفترة من 2008 إلى 2010، الذي جوبه بانتقادات واسعة لجهة كونه صورة كاملة من الاختزال والتقليص في أشكال الفعاليات، واقتصار الأنشطة على أصناف من الحفلات الفنية لكبار النجوم، والاهتمام باسترضاء الجمهور المنتمي إلى الطبقة الاقتصادية الغنية.
رئيس جمعية السياحة الوافدة محمد سميح قال إنه من الممكن أن تكون إعادة مهرجان جرش في الظروف الراهنة إيجابية ولكن ليس من المتوقع أن يخدم القطاع بشكل كبير كونه جاء متأخرا وفي نهاية الموسم الذي تأثر سلبيا جراء التوترات السياسية في المنطقة.
ولفت الى أن إلغاء المهرجان أثر سلبا على القطاع السياحي بشكل عام ومدينة جرش بشكل خاص.
يذكر أن ممثلين عن فاعليات شعبية ورسمية اعتصموا أخيرا وطالبو أنْ يتمَّ إشراك ما لا يقل عن 50 % من اللجان العليا من أهل جرش وممثلين من الفعاليات الشعبية والرسمية من المحافظة، مبدين اعتراضهم على مشاركة رئيس بلدية جرش الكبرى فقط في اللجنة.
رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين القاص سعود قبيلات أعلن ترحيبه في حديث سابق مع "الغد" بعودة المهرجان "من حيث المبدأ"، مبدياً ملاحظته بتغييب الرابطة عن اللجنة العليا لإدارة المهرجان ما يعتبره "تعارضا بشكل صارخ مع دفاع الرابطة النشيط واللافت عن المهرجان حين كان مستهدفا".
وتابع قبيلات أنَّ الخطوة "تتناقض تماما عما يجري من حديث عن إصلاح سياسي حقيقي ومضي في التنمية السياسية التي من أبسط صورها أنْ يتمَّ الانفتاح على المجتمع المدني بكلِّ مؤسساته وشرائحه وإعطائه الدور الذي يستحقه".
واعتبر أنَّ الحكومة قامت بتشكيل هيئة رسمية غير متخصصة لإدارة المهرجان، مستبعدة الرابطة ونقابة الفنانين ما يعني وفق قوله "إنَّ الأمر لا يبشر -في المدى المنظور -بسير المهرجان بصورة سليمة ونحو الأهداف والصورة المثالية التي نحلم بها".

اضافة اعلان

[email protected]