خرافات طبية انتشرت.. فأصبحت حقائق!

Untitled-1
Untitled-1

عمان- هناك بعض المعلومات غير الدقيقة من الناحية العلمية أصبحت متداولة بين الناس كأنها حقيقة علمية، ولكنها في الحقيقة خرافات طبية لا تعد مقبولة.
فمن الناحية العلمية، يجب أن تكون معلومة يتم اعتمادها في الجانب الطبي أو التقني بناء على تجربة منشورة في مجلات علمية محكمة، وليست بناء على الخبرات المتداولة بين الناس أو آرائهم، والبعض منها انتشر على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت بالنسبة للبعض مسلّمات يُقرّ ويلتزم بها، وهي في الحقيقة عبارة عن خرافات، لكن ما الذي يدفع الناس لتصديقها؟
وقد يكون الجانب المقبول هو أنها؛ أي المعلومة، إن لم يكن لها فائدة فهي لا تضر، لذا فلا ضرر من قبولها، كما أن وجهة نظر المعالجين بالأعشاب والمستخدمين، أن المواد "الأعشاب" إن لم تفد فهي لا تضر، وبخاصة أن هناك فئة من الناس وصلت لمرحلة اليأس من الأدوية الكيميائية، ونتيجة لذلك، وجود مشاركات وتعليقات من متابعين آخرين، يسهم في تشجيعهم على اتباع بعض الوصفات، ويشعرهم بالأمان نحوها.
وحينما يرى الشخص أناسا آخرين مقتنعين بالفكرة، تشجعهم قناعتهم بالفكرة على استخدامها، وهنا نتحدث عن التفاعل الجماعي مع الأحداث من خلال وسيلة اتصالية وأن التعامل مع المعلومات بشكل عام، سواء طبية أو منوعة، يجب أن يخضع للشك والبحث والتمحيص، وألا يأخذ الناس المعلومة كمسلمات صحيحة.
وأنهم حين يقرؤون أي معلومة طبية أو وصفات طبية، فعليهم استشارة طبيبهم، أو البحث عن فوائدها قبل اتباعها، والتواصل مع أشخاص على الشبكات الاجتماعية يكونون قد جربوا هذه الوصفات، وسؤالهم عنها. وعموما المعلومات التي تنشر على الانترنت تواجه تحديات كثيرة، أهمها صحتها ودقة محتواها.
ويجب التأكد من مصدر هذه المعلومة، وهل هو على قدر كاف من العلم والاختصاص والكفاءة أم لا، لأن التطبيق الحرفي لبعض النصائح الطبية في مسألة ما، دون الإلمام بالجوانب الأخرى التي تحتويها سيرة المريض الطبية، قد يؤدي إلى سوء تطبيق هذه المعلومة، وبالتالي حدوث مضاعفات عكسية على المريض والأنسب للشخص حين يقرأ معلومة طبية تتحدث عن مرضه، هو مراجعة الطبيب شخصيا، إذ لا يمكن أبدا الاستغناء عن الفحص المباشر والأسئلة الموجهة. ومنها بعض الخرافات الآتية:

  • تناول تفاحة يوميا يعفيك من الذهاب للطبيب: ظهرت هذه المقولة العام 1866؛ أي قبل 150 عاما، وقام قسم الأبحاث في إحدى المجلات الطبية بعمل استبانة على ما يقارب 8000 شخص، وقارنوا بين من يأكلون التفاح يوميا، مع من لا يتناولونه. تم سؤال المشتركين في الاستبانة عن مراجعاتهم الطبية، ولو مرة واحدة في العام. فخلصت النتيجة إلى ما يلي:
    أولا: لا يوجد علاقة واضحة أو مباشرة بين أكل التفاح يوميا والابتعاد عن زيارة الطبيب.
    ثانيا: تبين أن من يتناول تفاحة يوميا هو أقل حاجة إلى استخدام الدواء ممن لا يتناولون التفاح بشكل يومي.
    لذا؛ تم تعديل المقولة لتصبح "تناول تفاحة يوميا يبعدك عن الدواء".
  • شرب الماء يزيد الكرش: إن شرب الماء بكميات كبيرة قد يزيد حجم المعدة، لكنها عملية مؤقتة، لأن المعدة تعود إلى وضعها الطبيعي بعد دفع كميات الماء التي بداخلها اتجاه الأمعاء التي تعمل على امتصاصها.
    أما إذا استمر الإنسان بالأكل والشرب بكميات كبيرة، مع شعوره بعدم الارتياح، فإن ذلك لا محالة سيؤدي إلى توسع المعدة، ومن ثم زيادة الوزن؛ لذا لا بد من وجود توازن بين كميات الطعام والشراب والحاجة التي يطلبها الجسم.
  • لا يمكن علاج السرطان في المنزل: انتشرت قناعة بين الناس أن من يصب بالسرطان لا يمكنه العمل أو تلقي علاجه داخل المنزل.
    هناك أنواع مختلفة من السرطان، وفي مراحل معينة من العلاج، يمكن أخذ العلاج الكيماوي عن طريق الفم بصورة حبوب أو كبسولات، بالتالي يستطيع المريض استكمال العلاج وهو في منزله، مع زيارات دورية لطبيبه للمتابعة.
    وعلى الصعيد الآخر، كثير من مرضى السرطان، وممن هم في مراحل العلاج المختلفة، سواء الكيماوي الوريدي أو الإشعاعي، يمارسون حياتهم الطبيعية، ويعملون ضمن نطاق ما يسمح فيه طبيبهم المعالج، وفقا لحالتهم الصحية.
    إن الانخراط في المحيط الطبيعي، الذي كان يعيشه المريض قبل مرضه، له أثر كبير في تعزيز الحالة النفسية ودعمها، والتي تعد من أهم العوامل المساعدة على الشفاء.
  • تناول أغذية تحتوي على فيتامين "C" يقلل فرص الإصابة بالانفلونزا: أجريت دراسات عدة على هذا الموضوع، بحثت في دور فيتامين C في الوقاية من الأمراض، وبخاصة دوره في معالجة داء الاسقربوط الشهير، ففي التسعينيات كان هناك اعتقاد قوي بأن تناول فيتامين "C" قبل الإصابة بالانفلونزا أو أثناءها يقلل من الأعراض، ويزيد سرعة العلاج.
    ولكن حديثا، وتحديدا في العام 2010، تمت مراجعة الكثير من الدراسات، وتم التأكيد أن فيتامين "C" لا يقي من الإصابة بالانفلونزا، ولكن يمكن أن يساعد على تقليل الأعراض وفترة المرض. ويقتصر دوره على تحسين كفاءة جهاز المناعة.
    وتناول أغذية تحتوي على فيتامين "C" يكون أفضل قبل الإصابة، وتنخفض هذه الفائدة بعدها، لذا في حالة "كورونا"، فيتامين "C" انتشر دوره مع الزنك في مكافحة الفيروس، ولكن الحقيقة العلمية أن دوره يقتصر على تعزيز المناعة للإنسان، فيكون أعم وأشمل قبل الإصابة بالمرض وليس بعدها.
اضافة اعلان

الصيدلي إبراهيم علي أبورمان/ وزارة الصحة