خربة الذريح في الطفيلة: ضريح بهندسة فريدة يهدده الإهمال

خربة الذريح في الطفيلة-(ارشيفية)
خربة الذريح في الطفيلة-(ارشيفية)

فيصل القطامين

الطفيلة- يعد القطاع السياحي من أبرز القطاعات الداعمة للتنمية الاقتصادية باعتباره أكبر مشغل للأيدي العاملة في المملكة، في الوقت الذي يحتل فيه الأردن المرتبة السادسة في مجال الجذب السياحي من بين 133 دولة في العالم، وفق ما أظهر تقرير التنافسية العالمي، وتأكيدا لتوسيع قاعدة الوعي والتثقيف السياحي، تأتي زاوية "موقع سياحي" بهدف استعراض هوية المكان السياحي الأردني، لتوثيق المكان والزمان وإبراز دور الإنسان في إثرائهما.اضافة اعلان
الموقع: خربة الذريح في محافظة الطفيلة
الجغرافيا: تقع خربة الذريح وهي عبارة عن ضريح أثري على بعد 20 كم شمال شرق الطفيلة على الضفة الشرقية لوادي اللعبان المحاذي للطريق الملوكي، وسمي بالذريح نسبة إلى كثرة القبور والأضرحة والمباني الدينية التي يحتويها المكان.
نبذة عن الموقع: يحتوي الموقع على بقايا أعمدة اسطوانية وأبنية مختلفة ما تزال قائمة تشهد على حضارات سادت، وبنيت وفق طراز هندسي راق لتدلل على حضارة قديمة، تزينها نقوش تحمل مكونات المكان والبيئة المحيطة، عبارة عن أوراق العنب وسنابل القمح وطيور الحجل "الشنار" الذي يعد من طيور تلك المنطقة.
ويرجع تاريخ الموقع إلى العام 5000 قبل الميلاد، أي منذ العصر الحجري الحديث الفخاري مرورا بالفترة الأدومية وهنالك بعض الدلائل التي تشير إلى الفترة الرومانية.
ازدهر الموقع في الفترة النبطية كونه أضخم موقع نبطي خارج البتراء، وهنالك بعض المباني تعود للفترة الإسلامية (الأموية والمملوكية).
ومن أهم معالم هذا الموقع المعبد والذي يمتاز بالعديد من المنحوتات الحجرية والزخارف والأعمدة الضخمة والتماثيل والأضرحة الجنائزية، ويتميز الموقع أيضا بوجود معاصر للزيتون والعنب وحمام تجر إليه المياه من منطقة مجاورة، وتمر تلك المياه إلى موقع الاستحمام عبر أنابيب فخارية تصب في وسط بركة واسعة وعميقة، كما تتواجد في الموقع كنيسة بيزنطية، بنيت في الفترة الواقعة ما بين 100 – 363 للميلاد إلى جانب مبان سكنية وإدارية.
مشاهدات: ما يزال الموقع ينتظر أعمال الترميم والتنقيب قد تكشف مزيدا تاريخ المكان، فالمنطقة غير محمية ولا توجد عليه حراسة، ويمكن لأي شخص الدخول إليه، حيث يعبر مهتمون بالمكان عن قلقهم من قيام البعض بالعبث بحثا عن دفائن، في ظل عدم وجود رقابة من قبل دائرة الآثار العامة خطورة على الآثار المهمة التي تتواجد في الموقع، إلى جانب تلك التي ما يزال تحتضنها أعماق الأرض في الموقع، ما يتطلب تنظيم الدخول إلى المكان والإشراف على ذلك.  
ورغم وجود طريق ترابي للمكان يمكن للسيارات الوصول إليه، فالمكان غير مؤهل لاستقبال الزوار لأسباب تتعلق بنقص أعمال التنقيبات.

[email protected]