خربة الذريح موقع أثري يزخر بالتاريخ

الموقع الأثري خربة الذريح - (الغد)
الموقع الأثري خربة الذريح - (الغد)

فيصل القطامين

الطفيلة – يقع الموقع الأثري خربة الذريح "الضريح" على بعد 20 كم شمال شرق الطفيلة على الضفة الشرقية لوادي اللعبان المحاذي للطريق الملوكي، وسمي بالذريح نسبة إلى كثرة القبور والأضرحة والمباني الدينية التي يحتويها المكان.اضافة اعلان
وما تزال بقايا الأعمدة الاسطوانية والأبنية المختلفة قائمة تشهد على حضارات سادت وقد بنيت وفق طراز هندسي راق لتدلل على حضارة راقية، فيما النقوش التي حملت مكونات المكان والبيئة المحيطة، تشهد على عمق تاريخ المكان، فيمكن أن ترى نقوشا حملت أوراق العنب وسنابل القمح وطيور الحجل " الشنار " الذي يعتبر من طيور تلك المنطقة.
ويرجع تاريخ الموقع إلى العام 5000 ق.م أي منذ العصر الحجري الحديث الفخاري  مرورا بالفترة الادومية وهنالك بعض الدلائل التي تشير إلى الفترة الرومانية.
وازدهر الموقع في الفترة النبطية كونه أضخم موقع نبطي خارج البترا، وهنالك بعض المباني التي تقع فيه تعود للفترة الإسلامية ( الأموية والمملوكية ).
ومن أهم معالم هذا الموقع المعبد والذي يمتاز بالعديد من المنحوتات الحجرية والزخارف والأعمدة الضخمة والتماثيل والأضرحة الجنائزية، ويتميز الموقع أيضا بوجود معاصر للزيتون والعنب وحمام تجر إليه المياه من منطقة مجاورة يعتقد أنها حارة ، وتمر تلك المياه إلى موقع الاستحمام عبر أنابيب فخارية تصب في وسط بركة واسعة وعميقة، كما تتواجد في الموقع كنيسة بيزنطية، بنيت في الفترة الواقعة ما بين 100 – 363 م إلى جانب مبان سكنية وإدارية.
ويشير أحد سكان المنطقة خالد سليمان إلى أن الموقع بانتظار أعمال تنقيبات جديدة قد تكشف عن تاريخ مهم، وما قد يكتشف من آثار تحكي الماضي بكل ألقه، علاوة على الاتمام به من خلال تسويره وايجاد حراس عليه لحمايته من العبث.
ويضيف سليمان أن المكان غير مسور في ظل غياب الحراسة، بحيث يمكن لأي عابر سبيل يمر بالقرب من المكان أن يزوره، حيث تصله السيارات عبر طريق ترابي.
ويبدي مهتمون خشيتهم من عبث العابثين في المكان الذي يعد من الأماكن الأثرية المهمة، للبحث عما يعتقدونه من وجود دفائن فيه، ويدعون وزارة السياحة والآثار إلى المزيد من الاهتمام بالموقع كغيره من آلاف المواقع الأثرية المتواجدة في محافظة الطفيلة.
ويشير مواطن آخر من المنطقة محمود عطالله، الى أن الموقع غير مؤهل لاستقبال الزوار لأسباب تتعلق بنقص أعمال التنقيبات، حيث يمكن أن تشكل زيارة المكان من قبل الزوار، في ظل عدم وجود رقابة من قبل دائرة الآثار العامة خطورة على الآثار المهمة التي تتواجد في الموقع، إلى جانب تلك التي ما تزال تحتضنها أعماق الأرض في الموقع، ما يتطلب تنظيم الدخول إلى المكان والإشراف على ذلك .
من جانبه أكد مدير مكتب آثار الطفيلة عماد الضروس أن موقع خربة الضريح من المواقع العديدة الهامة في محافظة الطفيلة، وهناك حارس يقوم بحراسته، إلا أن حارسا واحدا لا يمكنه حراسته طيلة 24 ساعة وعلى مدار الأيام، ما يتطلب وجود حراس اضافيين.
ولفت إلى أن الموقع بعيد عن التجمعات السكانية ما يجعل المتنزهين ورعاة المواشي يرتادونه، خصوصا في فصل الربيع بسبب كثرة الأعشاب المحيطة به ، علاوة على سهولة الوصول اليه من خلال طريق قصير المسافة.
وأكد أن الموقع جرت فيه نحو 14 عملية تنقيب في سنوات سابقة، متوقعا أن تتم حفريات تنقيبية الصيف المقبل، حيث لم تكتمل أعمال التنقيبات اللازمة له، والتي كشفت عن آثار مهمة تعود فترات تاريخية وحضارية متعددة أهمها الفترة النبطية لها أهميتها في التاريخ للموقع والمنطقة.

[email protected]

faisal_qatameen@