خشونة الركبة وطرق علاجها

خشونة الركبة وطرق علاجها
خشونة الركبة وطرق علاجها

 

عبدالله الشامي

عمان- يعد مفصل الركبة أكبر مفصل في جسم الانسان، فهو يقع بين أطول عظمتين في الجسم، ويؤدي وظائف هامة في أغلب أنشطتنا الحركية مثل الوقوف والمشي وصعود الدرج ونزوله.

اضافة اعلان

وتؤدي الضغوط المستمرة على مفصل الركبة أوإصابات الركبة أو السمنة وخاصة مع تقدم السن إلى خشونة في الركبة، حيث يبدأ غضروف الركبة الناعم الأملس الذي يسمح بحركة الركبة بدون أو بأقل احتكاك بامتصاص الصدمات بالتشقق. ويمكن أن تظهر التجاعيد على سطحه وقد يصاب بالتقرح حينما تتعرض بعض أجزائه إلى نقص الإمداد الغذائي، فتبدأ بالانفصال عن السطح وتتساقط في تجويف المفصل تاركة مكانها التقرحات، وبالتالي تكون النتيجة خشونة الركبة التي تبدأ بإصدار أصوات خشخشة عند الحركة الصادرة عن تلامس السطحين الخشنين.

ومع الوقت يتغير شكل المفصل كثيرا، فتبدأ خلايا العظم المتآكل بالنمو لتعويض ما تم فقده، فتظهر على شكل نتوءات عظمية على جانبي المفصل، وبالتالي تكون فرص حدوث الالتهاب أكبر. وبالفعل تتوالى نوبات الالتهاب حيث يتضخم الغشاء الزلالي وتزداد كميته داخل المفصل مما يسبب انتفاخ الركبة وتورمها ويصاحب ذلك ألم حاد لا يستطيع المرء من شدته تحمل أدنى حركة أو وضع ثقل عليها، فيصعب بالتالي السير أو الجلوس.

  ويعد التهاب المفاصل أحد أهم أسباب الإعاقة بين كبار السن، ويوجد حاليا أكثر من عشرين مليون مصاب بالمرض في الولايات المتحدة وحدها، ومع حلول عام 2030، تشير الإحصاءات الأميركية إلى إمكانية إصابة 20% من مواطنيها بخشونة مفاصل الركبة، أي حوالي سبعين مليون شخص سيحتفلون ببلوغ عمر الخامسة والستين فيما يتعرضون لمخاطر التهاب المفاصل.

  وتعد خشونة الركبة المبكرة أحد أهم أسباب الإعاقة لدى الشباب أيضا والتي تصيب من تعرض لإصابات أو حوادث ضارة للركبة، ولكن بشكل عام هو مرض الكبار ويصيب الرجال أقل من سن الخامسة والأربعين أكثر من النساء وتنقلب المعادلة بعد سن الخامسة والأربعين حيث تعاني النساء بصورة أكثر من المرض، أما بعد عمر الخامسة والستين فإذا ما قمنا بعمل أشعة سينية لجميع البشر فسنجد أن نصفهم يعانون من الخشونة في مفصل واحد على الأقل.

ومن أهم اسباب حدوث خشونة في الركبة:

1-الوراثة: حيث أثبتت عدة دراسات وجود عوامل وراثية تساعد على حدوث الخشونة.

2-الوزن الزائد: وهو من أهم العوامل التى تؤدي الى الخشونة في مصر والعالم العربي وخصوصا لدى السيدات، حيث أن الوزن الزائد يمثل حملا زائدا على سطح غضاريف المفصل.

3- العمر: تزداد الغضاريف ضعفا مع تقدم العمر وبالتالي تزيد نسبة الخشونة.

4-جنس المريض: بعد سن الخمسين تزداد نسبة الإصابة بالخشونة لدى السيدات أكثر من الرجال.

5-إصابات الركبة: حدوث إصابات بالركبة مثل الكسور وحدوث قطع بالأربطة أو الغضاريف الهلالية يساعد على حدوث الخشونة.

6-الإجهاد المتكرر للركبة: مثل الإكثار من هبوط وصعود السلالم و الجلوس لفترات طويلة في وضع القفرصاء.

7-الأمراض الروماتيزمية: مثل الروماتويد والنقرس يؤديان الى الخشونة في الحالات المتأخرة.

أعراض خشونة الركبة:

1-الألم: وهو الشكوى الأساسية وعادة ما يزداد تدريجيا مع تدهور المرض, ويكون أكثر مع المجهود مثل صعود السلالم. ومن المهم تحديد سبب الألم بدقة لوصف العلاج المناسب له, فقد يكون الألم نتيجة إلتهاب الغشاء المبطن للمفصل أو وجود قطع بالغضروف الهلالي او إحتكاك العظام ببعضها بالإضافة إلى وجود الزوائد العظمية.

2- تورم الركبة: نتيجة التهاب الغشاء المبطن للمفصل أو وجود إرتشاح (مياه) بالركبة.            

3- نقص مدى حركة المفصل: بحيث يصبح المريض غير قادر على ثني أو فرد الركبة لآخر مدى لها.

المضاعفات:-

- تشوه في المفصل مما ينتج عنه تقوس.

- تيبس في المفصل.

- عدم القدرة على المشي لمسافات طويلة.

التشخيص:

  عادة ما يتم تشخيص خشونة الركبة بالكشف الدقيق على المريض لتحديد أسباب الألم ودرجة تأثر المفصل. ويكفي عمل أشعة عادية للركبة للتأكد من صحة التشخيص ودرجة الخشونة، حيث تظهر الأشعة وجود ضيق في المسافة بين عظام الركبة نتيجة تآكل الغضاريف بينها ووجود زوائد عظمية.

و قد يتم اللجوء للرنين المغناطيسي إذا كان هناك شك في وجود إصابات أخرى بالمفصل مثل قطع بالغضروف الهلالي. وفي حال وجود انتفاخ وتورم في المفصل يمكن أخذ خزعة من السائل المتراكم في المفصل وإرساله للفحص المجهري لتشخيص المرض.

العلاج :

  من المتعارف عليه فيما مضى أن خشونة الركبة مرض ليس له علاج وأنه أحد اعراض تقدم السن. إلا أن هذا المفهوم قد تغير في السنوات الأخيرة بعد أن أصبح في متناول العلم الحديث علاج معظم حالات خشونة الركبة. المهم هو التشخيص السليم لتحديد سبب الألم عند المريض, إذ أنه ليس كل من يتقدم في السن يعاني من خشونة الركبة و ليس كل مريض بالخشونة يعاني من نفس الألم. وينقسم علاج خشونة الركبة الى علاج تحفظي(غير جراحي) وعلاج جراحي.

العلاج التحفظي (غير الجراحي)

  ويتم اللجوء له كعلاج أولي وخاصة في الحالات المبكرة من المرض. ويشمل العلاج التحفظي ما يلي:

تغييرات في أسلوب الحياة وذلك بتقليل الأحمال على مفصل الركبة، وذلك عن طريق إتباع الإرشادات العامة لمرضى خشونة الركبة.

الحقن الموضعية في المفصل وهي نوعان:

النوع الأول مواد تساعد على تزييت سطح الغضاريف مثل hyaluronic acid وعادة ما يكون تأثيرها لفترة تستمر عدة شهور فقط. وهذه المادة ليس لها أية آثار جانبية على الجسم أو المفصل وتُعطي للمريض كل سنة أو ستة أشهر حسب حالة المفصل الأساسية.

والنوع الثاني هو الكورتيزون وهي مادة مضادة للإلتهابات تساعد على تقليل الألم ولكن لفترة مؤقتة ولا ينصح بها إلا في حالات قليلة جدا.

  بالاضافة الى الكمادات الدافئة والكمادات الباردة والدهانات الموضعية، والأدوية المسكنة والمضادة للألتهابات مثل الأسبرين والباراسيتامول لتقليل الألم والتورم، ومواد الجلوكوزامين والكوندرويتين سلفات وهي مواد تساعد على بناء الغضاريف قد تفيد في الحالات المبكرة في تقليل الألم و التورم، وعادة يحتاج العلاج بهذه المواد عدة شهور ليعطي نتائج جيدة.

وهناك إجراءات تكون مفيدة في بعض الحالات مثل سحب السائل الزلالي إذا وجد بكمية قد تعيق الحركة.

العلاج الطبيعي:

  أثبتت الأبحاث أن التمارين الرياضية أفضل سبل العلاج لخشونة المفاصل، فهي تخفف الألم وتزيد من الليونة وتحسن من تدفق الدم كما أنها تنقص الوزن وتحافظ عليه من الزيادة، ومن المهم سؤال المعالج عن نوع الرياضة المناسبة تبعا لوضع المفاصل.

يوجد دائما في خطة علاج التهاب المفاصل وقت مستقطع لراحة المفاصل ويعتمد في ذلك على شعور المريض بالألم، فهو أكثر من يعرف متى يجب عليه التوقف عن بذل المجهود ومتى يجب عليه الإبطاء وأخذ فترة راحة. مما يخفف كثيرا من حدوث الألم الناتج عن المجهود الزائد، فبعض المرضى قد تحسنوا كثيرا من اجراء أساليب الاسترخاء والراحة، ويمكن تقليل الضغط على المفصل باستخدام العصا أثناء السير أو باستخدام جبيرة مطاطية تلف حول المفصل أثناء السير أو الوقوف لدعم المفصل وعدم إجهاده، مع الانتباه لعدم استخدامهما لفترات طويلة حتى لا تتيبس العضلات وتفقد قوتها.

العلاج الجراحي:

  ويتم اللجوء له إذا فشل العلاج التحفظي في التغلب على أعراض الخشونة ولاسيما في الحالات المتأخرة. وقد يشمل العلاج الجراحي أحد الطرق التالية:

جراحات المناظير لتنظيف المفصل ومعالجة تمزق الغضاريف الهلالية و ترقيع الغضاريف التالفة.

جراحات تعديل تقوس الساقين.

جراحات المفاصل الصناعية حيث يتم استبدال المفصل بمفصل صناعي اخر.

تعليمات لمرضى خشونة الركبة

1- إنقاص الوزن من أهم العوامل التى تؤدي إلى تخفيض الأحمال على مفصل الركبة وبالتالي الخشونة، لذلك يجب الحد من النشويات و السكريات والدهون والإكثار من الخضراوات والفاكهة وممارسة الرياضة.

2- تجنب فترات الوقوف الطويلة وتكرار صعود ونزول السلالم لأن ذلك يؤدي إلى زيادة الضغط على مفصل الركبة مما يزيد من خشونة الركبة وآلامها.

3- تجنب ثني مفصل الركبة ما بعد تسعين درجة سواء بثنيها تحت الكرسي الذي تجلس عليه أو بالجلوس على كرسي منخفض أو بثنيها أثناء الصلاة خاصة وضعية قراءة التشهد حيث يجب أن تجلس على كرسي.

4- تجنب بعض أنواع الجلوس الخاطئة مثل تربيع الساقين أو الجلوس في وضع القرفصاء أو الجلوس على الأرض أو الجلوس مع ثني الساق أسفل الجسم.

5- المشي بانتظام يؤدي إلى تحسين الدورة الدموية لغضاريف وأنسجة الركبة وتقوية عضلاتها ولكن يجب أن يتم ذلك بدون إجهاد لمفصل الركبة وفي غير أوقات الألم الشديد وعلى أرض مستوية رخوة ويفضل ارتداء حذاء رياضي أثناء المشي.

6- يمكن استخدام عصا للاستناد عليها أثناء المشي لتقليل الضغوط على مفصل الركبة حيث تمسك العصا في اليد العكسية للركبة المصابة، فمثلا عندما تكون هناك خشونة في الركبة اليمنى تمسك العصا باليد اليسرى.

7- عند صعود السلم استند بيدك دائما على سور السلم واصعد درجة درجة واصعد بالساق السليمة أولا.

أختصاصي العلاج الطبيعي