خطة فلسطينية متكاملة لترسيم الحدود والانسحاب من الأراضي المحتلة

فلسطينيان يجلسان على سرير في باحة منزلهما المدمر بحي التفاح شرقي غزة أمس-(ا ف ب)
فلسطينيان يجلسان على سرير في باحة منزلهما المدمر بحي التفاح شرقي غزة أمس-(ا ف ب)

نادية سعد الدين

عمان- يتوجه وفد فلسطيني إلى الولايات المتحدة في الخامس من أيلول (سبتمبر) الحالي للقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري والطلب منه اتخاذ إجراءات جدية حيال تنفيذ خطة فلسطينية متكاملة لترسيم الحدود والانسحاب من الأراضي المحتلة.اضافة اعلان
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير جميل شحادة إن "وفداً فلسطينياً برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات سيتوجه في الخامس من الجاري إلى الولايات المتحدة للقاء كيري، وذلك قبيل مشاركته ضمن وفد برئاسة الرئيس محمود عباس في اجتماع مجلس الوزراء العرب المقرر عقده في السابع من نفس الشهر بالقاهرة".
وأضاف، لـ"الغد"، من فلسطين المحتلة، إن "الوفد سيعرض على كيري الخطة التي وضعها الرئيس عباس وعرضها على القيادة الفلسطينية، للطلب منه اتخاذ إجراءات جدية لتنفيذها".
وأوضح بأن "الوفد سيطلب من أميركا القيام باستجلاب موافقة إسرائيلية حول تحديد حدود "إسرائيل" وفق الرابع من حزيران 1967، والاتفاق حول خطة برنامج للانسحاب من الضفة الغربية وفق المتفق عليه سابقاً".
وأشار إلى أن "الخطة الفلسطينية جاهزة ومتكاملة سواء بالنسبة للحدود أو موضوع خطة الانسحاب، على أن يتم تسليم خطة الانسحاب خلال أربعة أشهر".
وقال إنه "في حال التعنت الإسرائيلي بشأن ذلك، فهناك إجراءات فلسطينية سيتم اتخاذها بخصوص الانضمام إلى 48 منظمة ومؤسسة دولية، بما فيها اتفاق روما، بما يسمح بملاحقة ومحاكمة القادة الإسرائيليين على جرائمهم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني".
ونوه إلى "الانضمام إلى بقية المؤسسات الدولية، فيما هناك خطوات فلسطينية أخرى سيتم اتخاذها في حينه".
ولفت إلى "توجه الوفد الفلسطيني من الولايات المتحدة إلى القاهرة للمشاركة ضمن وفد برئاسة الرئيس عباس في اجتماع مجلس الوزراء العرب المقرر عقده في السابع من الشهر الجاري".
وقال إن "الوفد سيعرض الخطة التي وضعها الرئيس عباس وأطلع القيادة الفلسطينية عليها أمام اجتماع المجلس، كما سيضع الوفد العائد من الولايات المتحدة مجلس الوزراء العرب في صورة نتائج زيارته، والموقف الأميركي من الخطة، للحصول على دعم عربي بشأن الخطة والخطوات اللاحقة".
وأوضح بأنه "سيتم بحث نتائج زيارة الوفد الفلسطيني إلى الولايات المتحدة، ما إذا كانت أميركا قد تبنت الخطة أم لا، وما سيترتب على ذلك من إجراءات سيقوم بها الطرف الفلسطيني بدعم عربي".
ورأى أن "الموقف الأميركي والإسرائيلي لا يثير التفاؤل كثيراً، أمام تعنت الاحتلال وعجز الإدارة الأميركية من اتخاذ أي موقف للضغط عليه".
وفي الأثناء؛ تجري "ترتيبات واتصالات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي عبر الوسيط المصري لتحديد موعد للاجتماع بشأن المفاوضات غير المباشرة حول هدنة غزة، والمتوقع إجراؤها قريباً، وقبل نهاية هذا الأسبوع"، بحسب شحادة.
من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أن "الوفد الفلسطيني المفاوض ينتظر دعوة مصرية للعودة إلى القاهرة واستئناف المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي لبحث القضايا العالقة التي تم تأجيل بحثها وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية".
وأضاف، في تصريح أمس، أنه "حتى الآن لم يتلق الوفد الفلسطيني دعوة مصرية بهذا الخصوص، إلا أنه من المتوقع أن تبدأ مفاوضات هدنة غزة قريباً".
يأتي ذلك على وقع إصدار قوات الاحتلال أمس أمراً عسكرياً بالاستيلاء على نحو 4 آلاف دونم من أراضي محافظتي الخليل وبيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وتعد تلك المناطق غنية بالأراضي الزراعية، المزروعة بالزيتون والأشجار الحرجية، والتي تمت مصادرتها من أجل توسيع الاستيطان في منطقة مستوطنات "غوش عنصيون".
إلى ذلك؛ قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض أن "المرحلة القادمة ما زالت تحمل إمكانية معاودة العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة".
ونبه، في تصريح أمس، إلى أن "اتفاق وقف إطلاق النار قد لا يشكل بالنسبة إلى الاحتلال التزاماً، كما عهده دوماً"، داعياً إلى "أخذ الحيطة والتحسب من ذلك".
وأكد أهمية "تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في تلك المرحلة"، معتبراً أن "هناك محاولة لإعادة إنتاج حالة الانقسام الداخلي في قطاع غزة والضفة الغربية".
وقال إن "ذلك يتطلب التمسك بحكومة الوفاق الوطني والابتعاد عن المظاهر الفئوية التي قد تؤدي إلى الاحتقان الداخلي".
يأتي ذلك؛ في ظل بيان أصدرته حركة "فتح" أمس استنكرت فيه "ممارسات حركة "حماس" ضدّ قيادات وكوادر ومناضلي حركة "فتح" في قطاع غزة أثناء العدوان الإسرائيلي الذي تواصل لمدة 51 يوماً".
وقالت، في البيان، إن "حماس" ارتكبت بحق هؤلاء "أبشع الجرائم والانتهاكات في وقت كانت فيه آلة الحرب الإسرائيلية تفتك بأهلنا في قطاع غزة".
وأشارت إلى "الاعتداء على بعض الكوادر، وفرض الإقامة الجبرية على أكثر من 300 من كوادر وأعضاء الحركة في منازلهم، بالرغم من إدراك "حماس" مدى خطورة ذلك على حياتهم وحياة أسرهم في ظل العدوان والقصف الإسرائيلي".
فيما أبقت الحركة "المعتقلين السياسيين من كوادر "فتح" في سجونها، بالرغم من إخلاء هذه السجون، التي تعتبر هدفاً مباشراً للقصف الإسرائيلي"، بحسب ما ورد في البيان.