خطر حقيقي.. ضم برعاية الفساد

يديعوت أحرنوت

بن درور يميني

اضافة اعلان

26/5/2019

إن الانشغال المبرر بالحصانة – الفساد ينسي حقيقة أن هناك خطرا في أن تدخل بنودا في موضوع الضم، الجزئي أو الكامل، في هذه الأيام هي الاتفاقات الائتلافية. فمعظم الإسرائيليين يعارضون الضم، بمن فيهم أولئك غير المتحمسين للدولة الفلسطينية. وفي أوساط النواب من الائتلاف المتبلور – توجد اغلبية. على هذه الخلفية، بعث "قادة من أجل أمن اسرائيل" بكتاب الى رئيس الوزراء، وقعه مئات من كبار المسؤولين ممن خدموا في اجهزة الامن، طلبوا فيه عدم الضم، او اجراء استفتاء شعبي اذا ما وعندما تقرر الحكومة الضم.
فقد كتبوا ضمن أمور أخرى: "ان احلال القانون الاسرائيلي على مناطق يهودا والسامرة – كلها او جزء منها – في غير اطار التسوية السياسية، ستؤدي الى رد فعل متسلسل يمس بشدة بأمن الدولة، باقتصادها وبمكانتها الاقليمية والدولية… الضم بلا اتفاق يعرض امن اسرائيل وحياة السكان للخطر… ما سيبدأ باحلال السيادة على منطقة محدودة سيتدهور بالضرورة الى ضم كامل ليهودا والسامرة، بملايين سكانها الفلسطينيين".
نتنياهو، ردا على ذلك، غرد يقول ان "اولئك "الخبراء" ايدوا الاتفاق النووي مع ايران وحذروا: "بيبي يخطئ في التوجيه ويدمر التحالف مع اميركا"". رد ساحق؟ ليس تماما. لسببين. الاول، لان الحلف مع ادارة ترامب هو بالتأكيد هام، ولكن هذا لا يزال ليس حلفا مع أمريكا. فاسرائيل تفقد، في مسيرة بطيئة، تأييد الديمقراطيين وتأييد اليهود. صحيح ان هذا ينبع اساسا من دعاية اكاذيب اسرائيل، ولكن ليس فقط. لنتنياهو يوجد دور في هذا الشأن.
والثاني، اخطأ العديد من الخبراء المرة تلو الاخرى. في موضوع ايران، يخيل لي ان لا حاجة لتأييد كل خطوة لنتنياهو كي نعرف بانه كان محقا بالذات. فقد استغلت ايران الاتفاق النووي كي توسع نفوذها الهدام، ان تزيد الخطر على دولة اسرائيل، ان تطور المزيد من الصواريخ وان تهز الحكم في مزيد من الدول العربية. بالضبط مثل الجهاد، تزرع الخراب والدمار في كل مكان توجد فيه. وشكرا للاتفاق النووي.
ولكن بالضبط مثلما يخطئ الأمنيون، ومثلما أخطا كندي وتشرتشل في غير قليل من الخطوات، فان نتنياهو اخطأ ايضا. وبجسامة. في 2002 كان هو ممن ضغطوا على الادارة الامريكية للهجوم على العراق. فقد قال نتنياهو في الكونغرس: "محظور ان يكون خطأ في هذا الشأن. في اللحظة التي يكون فيها سلاح نووي لصدام سيكون لشبكة منظمات الارهاب سلاح نووي". اما الموقف شبه الرسمي لاسرائيل فكان معاكسا. شارون، الذي كان في حينه رئيس الوزراء عارض موقف نتنياهو، وحاول إقناع جورج بوش بأن المشكلة هي إيران وليس العراق. وفي كل الأحوال، وفقا لبحث البروفيسور دوف فاكسمان، فإن إسرائيل لم تدفع الولايات المتحدة إلى المواجهة. ولكن أرواحا طيبة تنشر موقف نتنياهو كي تشكك بموقفه في موضوع ايران. هو أخطأ في موضوع العراق، هذا لا يعني أنه يخطئ في موضوع إيران.
وبذات القدر، فإن حقيقة أن الأمنيين أخطأوا في الماضي في مواضيع مختلفة، لا تؤدي الى الاستنتاج بانهم مخطئون اليوم. لان الضم هو اوبيرا اخرى. لا حاجة لانتظار المستقبل كي نعرف بان معنى الضم هو اقامة كيان يهودي – عربي. فخلط السكان المعادين ينتهي دوما بسفك دماء. قسم من اليمين يحلم يتشجيع الهجرة الفلسطينية الى خارج اسرائيل. اضغاث احلام. وحتى على فرض انه يغادر كل سنة عشرون ألف فلسطيني المناطق، كما يدعي اليمين، فبسبب الولادة، فان النصيب النسبي للعرب بين البحر والنهر يزداد. هكذا ايضا بدون دولة فلسطينية، والتي لا يريدها الفلسطينيون، فإن معنى الضم هو دولة ثنائية القومية، مع حقوق مواطنة كاملة أو بلا حقوق. في الحالتين النتيجة هي واحدة. نهاية الصهيونية. الاستنتاج ليس اليأس. توجد حلول انتقالية، على أساس الفصل المدني والديمغرافي، حتى وإن لم يكن شاملا، في ظل السيطرة الأمنية. وفي كل الأحوال، لا توجد أي حاجة لانتظار المستقبل كي نعرف بأنه في موضوع الضم، الأمنيون محقون.