خطر "كوفيد - 19" لا يكمن في الفصول الدراسية وإنما بالمجتمع

ترجمة: علاء الدين أبو زينة هيئة التحرير - (الواشنطن بوست) 28/1/2021 عندما يتعلق الأمر بالمدارس والوباء، كانت تلك الأيام الأولى المخيفة في العام 2020 مليئة بالمجهولات. وحتى في بداية العام الدراسي في الخريف الماضي، ساد قدر كبير من عدم اليقين بشأن ما إذا كان سيتم فتح الفصول الدراسية للتدريس الوجاهي. أما الآن، فقام ثلاثة علماء من "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" بتوجيه الانتباه إلى مبدأ أساسي يجب أن يساعد الآباء والمعلمين وموظفي المدارس والطلاب على اتخاذ قرار بشأن المستقبل: المشكلة لا تكمن بشكل أساسي في الفصل الدراسي، وإنما تكمن في المجتمع الأوسع. قد يبدو هذا مألوفاً، لكنه ليس كذلك. يقترح العلماء بقوة أنه مع التخفيف المناسب من إمكانية انتقال العدوى، بما في ذلك ارتداء الأقنعة، وتحسين التهوية، والنظافة الجيدة والتباعد الجسدي، لم تكن الفصول الدراسية التي يحضر فيها الطلاب شخصياً أحزمة انتقال لفيروس كورونا. في الخريف الماضي، شارك أكثر من 90.000 طالب وموظف في 11 منطقة تعليمية في ولاية كارولينا الشمالية في التعليم الوجاهي لمدة تسعة أسابيع. وبينما تم تسجيل 773 إصابة تم التقاطها من المجتمع، جاءت 32 إصابة فقط من المدارس، ولم يتم العثور على حالات انتقال للعدوى من الطلاب إلى الموظفين. وفي 17 مدرسة للتعليم الابتدائي والثانوي في ريف ولاية ويسكونسن، والتي تطبق مستويات عالية من ارتداء الأقنعة، جاءت سبع حالات فقط من أصل 191 إصابة بالفيروس على مدى 13 أسبوعًا في الخريف الماضي من الفصول الدراسية. خلص علماء "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية" منها في دراسة نشرت في "مجلة الجمعية الطبية الأميركية"، إلى أن "هناك القليل من الأدلة على أن المدارس قد أسهمت بشكل يعتد به في زيادة انتقال العدوى في المجتمع". والمعنى الضمني لبيان العلماء هو أن المزيد من التعليم الوجاهي في المدارس يمكن، بل ويجب أن يبدأ، مع استخدام الإجراءات المناسبة للتخفيف من انتقال العدوى. وبطبيعة الحال، ليست استعدادات المدارس مثالية -حيث سيكون الحديث عن مسافة فاصلة قدرها ست أقدام بين الطلبة في ردهة مدرسة متوسطة أشبه بنكتة- لكن تكاليف استمرار الإغلاق كبيرة حقاً. ولا شك في أن الفصول الدراسية الهجينة والافتراضية تظل أفضل من لا شيء، لكنها تبقى بعيدة كل البعد عن المثالية أيضاً. وسوف يتطلب الأمر توفير الأموال لتجهيز المدارس بتهوية محسنة وأشكال أخرى من الحماية، لكنّ هذا سيكون عملاً يستحق كل فلس يُنفق عليه. إن التركيز على انتشار المرض في المجتمع هو المفتاح. ولا ينبغي إجبار أي فصل دراسي على الفتح إذا كان الفيروس مستشريًا في الخارج. ويشير علماء مركز السيطرة على الأمراض إلى نقاط الضعف التي تشكلها الأنشطة المدرسية، مشيرين إلى التقارير التي ظهرت عن مسابقات ألعاب القوى في المدارس الثانوية التي أدت إلى تفشيات مهمة للمرض. وكان أحد التفشيات الكبيرة بشكل خاص هو بطولة للمصارعة أقيمت في مدرسة ثانوية الشهر الماضي بمشاركة 130 طالبًا رياضيًا ومدربًا وحكمًا، حيث تأكد أن 38 من أولئك الذين تم فحصهم قد أصيبوا بالعدوى، وهو ما أدى إلى موجة من الإصابات الثانوية. وإذا كانت المدارس ستفتح أبوابها مرة أخرى، فمن المنطقي تجنب الممارسات الجماعية والألعاب الرياضية الداخلية في الأماكن المغلقة. ويمكن للكليات والجامعات أن تصنع عالَماً من الخير من خلال إيجاد طريقة لعدم تغريم الطلاب الحاصلين على منح دراسية على انقطاعهم بسبب الوباء. لدى أولئك الذين يطالبون بمدارس مفتوحة الكثير من الأدلة إلى جانبهم. وفي الوقت نفسه، ينبغي أن يكونوا بصدد ممارسة القدر نفسه من الضغط من أجل السيطرة على انتشار الفيروس في المجتمعات. وهذا يعني تقبُّل التضحيات غير السارة المطلوبة لكبح انتقال العدوى المجتمعية: إبقاء المطاعم والحانات مغلقة، وارتداء الأقنعة في كل مكان عام، والقبول بالإغلاقات حسب الضرورة -إلى أن تبدأ اللقاحات في قلب وجهة المد. *نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان: The covid 19 danger does not lie in the classroom, but in the communityاضافة اعلان