خطوات تستحق التقدير

وسط الأزمة والضائقة المالية التي تؤرق الجميع جراء الظروف الاستثنائية التي فرضها انتشار فيروس كورونا في مختلف دول العالم، تبرز بعض المبادرات من قبل عدد من الأندية الأردنية، تجاه العاملين فيها من لاعبين ومدربين وإداريين، حيث بادر نادي الوحدات إلى دفع جزء من الرواتب للاعبين المحليين والمحترفين من الخارج وبقية العاملين في النادي بنسب متفاوتة، كما بادر النادي الفيصلي إلى توصيل سلف مالية لعدد من اللاعبين في منازلهم، بعد أن تقدم لاعبون بطلبات رسمية لتخليصهم من المأزق الحالي، ولا شك أن ثمة أندية أخرى قامت بذات الدور الذي قام به الفيصلي والوحدات.اضافة اعلان
بدوره بدأ اتحاد كرة القدم تحركاته محليا وخارجيا، حيث يسعى إلى إحتواء الآثار السلبية التي تسبب بها “كوفيد 19”، من خلال البحث عن مصادر دخل لاسيما توقيع اتفاقية البث التلفزيوني، في حال سمحت الظروف وأزيل الحظر عن ممارسة النشاطات الرياضية وعلى رأسها نشاط كرة القدم الأكثر جماهيرية واهتماما، إلى جانب قيام الاتحاد بتقديم دراسة رسمية بعث بها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، أشار فيها إلى حجم الاضرار المالية التي تعرضت لها الكرة الأردنية، والتي زادت من حجم الخسائر وباتت تهدد بشكل كبير احتمال استئناف الموسم لا سيما دوري المحترفين، ولا شك أن توقيع اتفاقية البث التلفزيوني تبدو ضرورة ملحة لتخليص الاتحاد والأندية على حد سواء، من جزء لا بأس به من الأزمة المالية الحالية، ما يساهم في مواصلة المسيرة الكروية وعدم التوغل في الاضرار بمختلفة الاشكال.
ويبدو أن العالم وفي ظل التحذيرات التي تطلقها منظمة الصحة العالمية، من عدم التسرع في العودة إلى الحياة الطبيعية، سيتجه إلى احتمال استئناف النشاطات الرياضية خلف أبواب مغلقة “من دون حضور الجمهور”، رغم أن ذلك سيفقد الالعاب الرياضية جزءا كبيرا من رونقها وقوتها و”فاكهتها”، كما سيفقد الاتحادات والروابط والأندية مدخولات مالية لا بأس بها، كما سيحرم قطاعات تعتاش على وجود الجماهير في مدرجات الملاعب، من الحصول على مصادر دخل، ما سيجعلها عرضة لفقدان وظائفها تدريجيا.
لكن ذلك “إقامة مباريات من دون جمهور”، سيكون بمثابة حل جزئي للمشكلة، سواء في الأردن أو بقية دول العالم، وقد رأى فيه كثيرون حلا واقعيا ومنطقيا في الظروف الحالية، مع اشتراط خضوع العاملين في المنظومة الرياضية لفحوصات طبية للتأكد من خلوهم من الإصابة بفيروس كورونا.
لا شك أن كل خطوة تساهم في حل مشاكل العاملين في القطاع الرياضي تستحق الشكر والتقدير، وستعود بالنفع على مختلف أركان المنظومة الرياضية.