خطيئة الفخار

 

هآرتس - أسرة التحرير

أحد علائم الانهيار المتوقعة لمصلحة تجارية ما هو الانتقال إلى مقر مكاتب فاخر، ونفقات تظاهرية تدل على ان مديري الشركة فقدوا البوصلة. ليف ليفايف، صاحب السيطرة في أفريفيا إسرائيل، حصل له هذا في كانون الأول (ديسمبر) العام 2007، في حينه قرر الانتقال إلى لندن واشترى لهذا الغرض المقر الأكثر ثمنا في العاصمة البريطانية، وكذلك طائرة المدراء الأكثر فخامة. وهكذا فان من بنى لنفسه صورة مهنية وتواضعا، ظهر فجأة كمتظاهر، مع تفكير اشكالي. في تلك الأيام أجرت معه "نيويورك تايمز" مقابلة وقال انه لا يستبعد إمكانية أن يكون رئيس وزراء في إسرائيل. ومن يقع في خطيئة الغرور، يجلب لنفسه المصائب.

اضافة اعلان

ركز ليفايف أساس عمله في دول الاتحاد السوفييتي السابقة، وقد كان يشتري هناك بأسعار مبالغ فيها اراض للبناء، ومراكز تجارية، ومباني للمكاتب – وكله بقروض طائلة. كما أن المشتريات في الولايات المتحدة نفذها بأسعار باهظة، في ذروة عهد الفقاعة. ولكن في منتصف العام 2007 بدأ التراجع والسقوط، فقد انهارت أسعار العقارات في ارجاء المعمورة، واليوم يضطر ليفايف إلى طلب تسوية الديون.

وهناك عائلة اخرى في مشكلة، عائلة عوفر. فقد اشترت "تسيم" في العام 2004 بقيمة 230 مليون دولار. ولكن شركة السفن تساوي اليوم صفرا. كما أن عائلة عوفر آمنت بان السوق ستواصل الازدهار ولهذا فقد استأجرت المزيد فالمزيد من السفن، ولكن سنوات الالفين الطيبة انتهت بأزمة والان 15 في المائة من أسطول "تسيم" معطل عقب انخفاض حاد في حركة التجارة العالمية وأسعار النقل البحري.

من القضيتين يمكن لنا ان نتعلم بان الأعمال التجارية الدولية هي أمر خطير وقابل للاهتزازات. هذا لا يعني بان على رجال الأعمال الإسرائيليين ان يبقوا في حدود البلاد، ولكن عليهم أن يكونوا اكثر حذرا. ومن حالة "تسيم" يمكن ان نفهم بان خصخصة شركة حكومية هي أحيانا صفقة طيبة بالذات للدولة وليس للمشتري.

من الواضح أنه لا يوجد هنا مكان لتدخل الدولة. فالموضوع لا يتعلق ببنوك تودع فيها أموال الجمهور. بل إن الحديث يدور عن اعمال تجارية فشلت، واصحابها يجب أن يدفعوا الحساب. في الحالة الاسوأ من ناحيتهم، ليفايف سيفقد افريقيا إسرائيل، والاخوان عوفر سيفقدان "تسيم". ولكن الشركات ستواصل العمل تحت اسم مالك آخر، والاقتصاد لن يتضرر. وكذلك لن تتضرر أماكن العمل.