خلافات الفصائل الفلسطينية بالجزائر: حكومة بالتزامات "الرباعية" وتفعيل "المنظمة"

قادة من حركتي "فتح" و"حماس" خلال إحدى جولات المصالحة الفلسطينية في القاهرة -(أرشيفية)
قادة من حركتي "فتح" و"حماس" خلال إحدى جولات المصالحة الفلسطينية في القاهرة -(أرشيفية)

نادية سعد الدين

عمان - تسعى لقاءات الفصائل الفلسطينية، المستمرة في الجزائر، بجهود الدولة المضيفة، إلى التوصل لإطار جامع للتوافق الفلسطيني، سبيلا لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، وسط خلافات حادة قد تعصف بمسارها وتعود بها للمربع الأول لما قبل خمسة عشر عاما.

اضافة اعلان


الخلاف المركزي يدور حول قضايا البحث المطروحة وشروطها "التعجيزية" المسبقة؛ إذ تدفع حركة "فتح"، والفصائل المؤيدة، لتشكيل حكومة وحدة وطنية معنية بإجراء الانتخابات العامة، الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني، وفق الالتزام بقرارات "الرباعية الدولية" والشرعية الدولية، حسب ما دعا إليه الرئيس محمود عباس كشرط لذلك.


أما حركة "حماس"، التي ترفض شروط "تشكيل الحكومة"، فإنها تجد ضرورة بحث إعادة تفعيل منظمة التحرير، وهو الأمر الذي لا تجد بعض الفصائل أن مكانه في حوار الجزائر، بينما قالت "حماس" أنها تدرس مبادرة تقدمت بها "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" لإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الفلسطينية.


وترى نفس الأطراف ضرورة إجراء انتخابات عامة وشاملة، بما فيه الرئاسية والتشريعية والوطني الفلسطيني، وإعادة تشكيل منظمة التحرير بشكل متزامن والالتزام باتفاقيات كانت وقعت سابقا.


من جانبه؛ أكد عضو المجلس الوطني الفلسطيني، عمران الخطيب، في حديثه لـ"الغد"، ضرورة التوافق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد سقف زمني لإجراء الانتخابات العامة، الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، والتزام الكل الفلسطيني بنتائجها.


وقال الخطيب، لـ"الغد"، إن "ما يجري في الجزائر يعد خطوة إيجابية، قد لا تنهي الانقسام بشكل جذري، ولكنها تؤسس لإيجاد توافق وطني فلسطيني."


وأضاف إنه بعد تبلور صيغة الرؤى الفلسطينية، سيحدد الجزائر إذا كان بالإمكان التقاط نقاط جمعية متفق بشأنها بين الفصائل الفلسطينية لجمع الكل حول طاولة واحدة للخروج برؤية فلسطينية مشتركة وتجاوز التحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية في المرحلة الحالية.


وأوضح بأن الدولة المضيفة تجري مشاورات مكثفة مع الفصائل الستة، التي تمت دعوتها للمشاركة في لقاءات الجزائر، كل منها منفردة على حدة، للاستماع إلى وجهة نظرها حول سبل إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.


واعتبر أن الحديث عن عقد مؤتمر عام للفصائل الفلسطينية أمر سابق لأوانه، إذ تنصب الجهود الحالية للتوصل إلى إطار للتوافق الفلسطيني بين مختلف المكونات الفلسطينية، لافتا إلى أن الجزائر تريد تقديم رسالة للقمة العربية القادمة بأن الموقف الفلسطيني موحد، في حده الأدنى.


وأفاد بأن المشاورات مستمرة، حيث جرى حوار بين المسؤولين الجزائريين أول من أمس مع الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وقبلها مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وفي وقت سابق مع حركتي فتح وحماس، لافتا إلى أن الجزائر تدرك بأن الملف الفلسطيني ليس سهلا ولكنها تبذل المساعي لجمع الكل الفلسطيني حول موقف توافقي.


ولفت الخطيب إلى أن مختلف الفصائل الفلسطينية ترحب بالدعوة الجزائرية، التي لا تعد تجاوزا للدور المصري الراعي لمختلف قضايا الملف الفلسطيني، وإنما مكملة لجهود إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية.


وأفاد بأن الجبهة الديمقراطية قدمت رؤية لإنهاء الانقسام ليس معروفا مدى التوافق الفلسطيني حولها، فيما ترى حركة "حماس" ضرورة البحث في قضايا ليس مكانها لقاءات الجزائر، إذ تريد بحث إعادة تفعيل منظمة التحرير والمجلس الوطني والمجلس المركزي الفلسطيني، بينما تركت، في المقابل، البحث في الانتخابات العامة، الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، فحماس تبحث عن دور لها في منظمة التحرير.


وتساءل الخطيب عن كيفية الحديث عن شراكة فلسطينية وعن إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير في ظل الانقسام القائم، مؤكدا ضرورة إنهاء الإنقسام وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني.


وبين أنه منذ العام 2005 تم طرح ضرورة تفعيل منظمة التحرير، ولكن لا مكان لبحثها في لقاءات الجزائر، وإنما ضرورة البحث في تشكيل حكومة وطنية معنية بإجراء الانتخابات، وأهمية تحقيق الشراكة الفلسطينية.


وكانت حركة "حماس"، قد أعلنت أنها تعكف على دراسة مبادرة مطروحة من قبل "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، بهدف إنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية.


وقال عضو المكتب السياسي لحماس، حسام بدران، إن "الحركة تلقت بشكل رسمي وبتقدير عال المبادرة التي تهدف لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني".


وأكد أن "حماس" تعكف على دراسة المبادرة بإيجابية وبما يحقق الهدف المنشود الذي يتطلع له الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن المبادرة "تعكس حرص الجبهة الديمقراطية على التوافق والنهوض بالمشروع الوطني وإصلاح المؤسسات الفلسطينية، وصولا إلى استراتيجية وطنية شاملة متوافق عليها بعيدا عن التفرد".

إقرأ المزيد :