خلايا نائمة

أولاً: إني أعلن الحداد على شهداء الكرك؛ رجال الأمن الأبطال، والشهيدة السائحة الضيفة.
وثانياً: على إثر جريمة الكرك الخطيرة والبشعة، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي أمس في توجيه أصابع الاتهام إلى تساهل طويل الأمد مارسته الحكومات، بصدد الحواضن التي ينبتُ فيها الإرهاب. وقد نوّهت هذه المواقع بغياب المتابعة والاستجابة للدراسات والمقالات والندوات والتقارير والرأي العام الذي تشكَّل بصدد العوامل التي تسبّبت وما تزال في تشكيل تهديد للأردن. ومن نافل القول التذكير بالحملة العقلانية التي قامت بها أقلام خبراء انتقدت وما تزال، اتجاه التدعوش والداعشيّة في المؤسسة التربوية التعليمية ومناهجها وكتبها وهيئاتها التدريسية. وما واجهته من حملات منظمة تضليليّة تدميريّة، آلت إلى توريط التلاميذ في حرق الكتب الجديدة، والتشهير بالخبراء المنتقدين، والتلويح بكفرهم وعَلمانيّتهم والتحريض على التخلص منهم! كما من نافل القول التذكير بالمنهجية التي يقوم عليها التمويل الأجنبي لعدد لا بد أنه معلومٌ لدى الدولة، من تلك المراكز والجمعيات التي تتغطى بالدين، وتعمد إلى غسيل الأدمغة، وتعليم كراهية الآخر، وبثّ الفتنة في القلوب الصغيرة، والتنكر للوطن والمواطنة.اضافة اعلان
كما أدانت مواقع التواصل الاجتماعي الحكومات وعدداً من مؤسساتها على تساهلها في التعامل مع هذه الحواضن التي باسم الإسلام تشجّع على العنف ضد الدولة، بحيث ينهض الفتى إلى مركز أمني يفجّر نفسه فيه! أو ينهض إلى كاتب تلبّسته تهمة الكفر والإساءة إلى الإسلام فيغتاله في وضح النهار، بعد أن اغتاله علناً من على كلّ منبر!
كما أدانت هذه المواقع الدور الخطير الذي يقوم به دعاة ووعّاظُ، أولئك الذين في مساجد أو في جمعيات دينية، أو في مخيمات شبابية، أو في مدارس وجامعات، أو في فضائيات أو في مواقع التواصل الاجتماعي. أجل، فالآن هناك موضة جديدة وهي أن تدعو المدارس تحت بصر وسمع وزارة التربية دعاةً شباباً، لتحفيظ الأجيال كل ما يلزم لإلغاء العقل وترسيخ الطاعة. ولا أحد يدعو كتّاباً وشعراء وكتاب قصة ورواية وأصحاب قلم وموسيقيين وفنانين يطرحون الأسئلة ويهيجون العقل! وفي الوقت الذي يبلغ البحث العلميّ أوجَهُ في بلدان أخرى، تكون المحاضرات العامة في بعض جامعاتنا حول الجنِّ والسحر وما شابه من خزعبلات.. والمصيبة أنّ كلّ ذلك باسم الإسلام!
هذا بعض ما تتهمُ به مواقع التواصل الاجتماعي الغاضبة الحكومات، على خلفية حوادث شتى مختلفة الإخراج، ولكن متفقة الهدف: استهداف الأردن كياناً وشعباً.
أمن الممكن أن نفيد من هذا الكرت الأحمر الذي رفعته في وجوهنا جميعاً جريمة الكرك؟ أمن الممكن؟
ليتنا نجد الأمل..!