خواطر رياضية

* تعتز الأمم والشعوب بحضارتها وثقافتها وتراثها الإنساني وهذا ما عبر عنه الافتتاح المبهر للألعاب الأولمبية الـ 30، التي افتتحتها الملكة إليزابيث في لندن، وشهدت حضورا غير مسبوق من زعماء وقادة العالم بالإضافة إلى مئات الملايين الذين تابعوها عبر وسائل الإعلام، ما يدل على مكانة الألعاب الأولمبية في العصورالقديمة والحديثة، حيث أصبحت المكان الوحيد الذي يظهر فيه العالم متوحدا من خلال هذه الألعاب بعيدا عن حسابات الفوز والخسارة أو التفرقة العنصرية أو الجنسية أو الدينية أو الطبقية فالكل سواسية أمام الشريعة الأولمبية.اضافة اعلان
* من خلال متابعتي لقناة أبو ظبي الرياضية وجدت طرحا صريحا وجريئا ومنطقيا لقضايا رياضية قديمة وجديدة لا بد من تبنيها بأسلوب عصري يدل على وعي وثقافة من يقدمونها للناس في الوطن العربي حيث تتسابق القنوات الرياضية الفضائية لاستقطاب المشاهد الرياضي والعربي إليها.
عادل بو هلال زميلنا الإعلامي التونسي رئيس القسم الرياضي بصحيفة أخبار اليوم ومقدم البرنامج الرياضي "بالمكشوف" والبطلة الأولمبية المغربية حسيبة بالمرقة صاحبة الميدالية الذهبية المغربية والعربية الوحيدة في أولمبياد برشلونة، أبدعا كل الإبداع عندما طرحا من خلال قناة أبو ظبي الرياضية مواضيع عصرية من ضمنها مشاركة المرأة السعودية في الرياضة المحلية والعربية والدولية ومعاناة الرياضيين الفلسطينيين تحت الاحتلال ودور الإعلام الرياضي العربي في خلق جبهة عريضة لفك هذا الحصار والمعاناة، وكذلك بحث أوضاع الرياضة العربية في الأولمبياد والتي لا تتناسب مع الإمكانات البشرية والمادية التي لم تتوفر لدول كثيرة أخرى تفوقت بالمونديال.
مثل هذه الطروح نشكر عليها القناة التي ندعوها الاستمرار بالإستعانة بمثل هذه الكفاءات والاستمرار في طرح مثل هذه القضايا الملحة لأنه آن الأوان لكي يكون لهذه القنوات دورها الريادي في التعبير عن واقع الرياضة العربية ودعم تقدمها والإسهام في بنائها خاصة وأننا نعيش عصر الإعلام والإعلام الرياضي أقوى فروعه وأكثرها سحراً وتأثيراً على الإنسان المعاصر.
* حتى الآن تم طرح ظاهرة "العنف والشغب" في الملاعب إعلاميا واتخذت بعض الاتحادات الرياضية والأندية قرارات قد يكون بعضها رادعا لكن الأمر أكبر من ذلك بكثير.
الشغب والعنف كالخلايا السرطانية إن لم يتم معالجتها في بداياتها وأولا بأول فإنها تمتد وتصيب العمل الرياضي بالهلاك.
إن الأمر يحتاج إلى مشروع وطني وعلمي جاد تتبناه كافة الجهات المعنية بايقاف هذا الداء الذي لا يصيب الرياضة وحدها بالسوء بل يمتد إلى جذور وفروع المجتمع كله.

[email protected]