"خيول البترا الأثرية" وسيلة تنقل سكان ونقل احتياجاتهم من الأسواق

1
1

 حسين كريشان

البترا- يستعين سكان في القرى والاحياء البعيدة عن الوسط التجاري في لواء البترا بالخيول العربية، التي كانت تستخدم لنقل السياح في المدينة الأثرية، في التنقل ونقل احتياجاتهم الضرورية من السلع الغذائية الى منازلهم، بسبب حظر استخدام المركبات غير المصرح لها، بالتجول في الشوارع والاسواق.اضافة اعلان
ويجد سكان الأحياء والمناطق السكنية البعيدة عن الوسط التجاري، صعوبة بالعودة وسط مناطق وتضاريس وانحدارات يصعب على المواطنين سلوكها سيرا على الأقدام.
ولجأ المواطن يزيد الشماسين أحد سكان المدينة، إلى الاستعانة بالخيل الذي يملكه بهدف مساعدته على حمل السلع التي يتسوقها، مشيرا الى أن الحي الذي يقطن فيه يبعد عن الوسط التجاري ويصب الوصول إليه ذهابا وإيابا سيرا على الأقدام، نظرا لطبيعة وتضاريس المنطقة الجبلية التي يقطنها.
ويقول حامد الحمادين، إنه في بداية رفع الحظر الجزئي لغايات التسوق بدأت معاناته اليومية أثناء ذهابه إلى الوسط التجاري سيرا على الأقدام، والذي يبعد عن منطقة سكنه لجلب مستلزمات عائلته اليومية، ما دفع هذا الأمر إلى الاستعانة بأحد الخيول الموجودة لدية لنقل احتياجاته من السوق بكل يسر وسهوله، نظرا لعدم السماح لهم باستخدام المركبات فترة التسوق.
ويشير عبدالعزيز النوافلة، الى أنه ومعه العديد من المواطنين من مختلف الأحياء السكنية يستخدمون الخيول للتنقل ونقل مشترياتهم من السلع الغذائية، وذلك لصعوبة الوصول من بعض المناطق إلى الأسواق في ظل جغرافية وطبيعة المنطقة الصعبة، تماشيا مع قرار عدم استخدم المركبات خلال فترة السماح لهم للشراء، لافتا الى أن ذلك يعد دليلا وتأكيدا على التزام غالبية السكان بالقوانين والتعليمات الصادرة عن الحكومة، للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين.
وما تزال الخیول تشكل حتى الآن الناقل الأساسي لزوار مدینة البترا الأثریة من بوابة الدخول إلى الموقع الأثري، حيث تستهوي سياحة ركوب الخیل الكثير من زوار البترا، بحسب القائمين على هذا النوع من السياحة.
وأشاروا إلى أن الكثير من السياح الأجانب يمضون ساعات طويلة من برنامج الزيارة لمدینة البترا ركوبا على ظهور الخيل، بهدف اكتشاف المزيد من سحر ودهشة المدينة الوردية، والمناطق الطبیعیة الغنیة بالتنوع الحیوي فيها.
واعتبروا أن هذه السياحة فریدة من نوعها، وتتیح للزائر فرصة التعرف على مواقع أخرى غیر الأثریة، والاستمتاع بمشاهدة الجبال والتنقل بین أماكن الطبیعة تقلهم ضمن مسارات سیاحیة جديدة، نظرا لدورھا في إثراء تجربة الزائر وإطالة مدة إقامته، فضلا عن تعزیز استفادة المجتمع المحلي من هذه السیاحة.
وكانت سلطة إقليم البترا قد اتجهت إلى فكرة استثمار الخيول المحلية في البترا وإبراز هويتها على أفضل وجه، من خلال إقامة المهرجانات والصور التوثيقية والمجسمات للخيول في 27 تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2019، والتي تبرز تلك الهوية وربطها بالمكانة والقيمة التاريخية والثقافية لمدينة البترا الأثرية وتجسد أهمية المحافظة على هويتها، والذي ينم عن مدى الاهتمام والرعاية التي يوليها المجتمع المحلي بالخيول في المنطقة.
واتخذت الجهات الرسمية في مدینة البترا الأثرية تدابیر للتخفیف من معاناة الخیول التي تعمل في نقل السیاح، حیث تم فتح إسطبلات وعیادة بيطرية لرعايتها، وفقا لجمعیات تعنى بحقوق الحیوان، فيما يعتمد المرشدون السیاحیون في البترا على أكثر من ألف و300 حصان ودابة في نقل السیاح.