داروقة تشكل من الإسمنت قطعا فنية إبداعية وتأمل بالوصول للعالمية - فيديو

figuur-i
figuur-i

ديمة محبوبة

عمان – "كثيرا ما استهوتني الأعمال اليدوية والتي تحمل صناعة حقيقية ومجهودا بشريا كبيرا.. وفي الوقت ذاته الكثير من الحب، والخبرة والعمل الجاد، لإخراج المنتج بأفضل حال".. بهذه الكلمات وصفت زينة داروقة، ارتباطها بمشروعها اليدوي في صناعة الإسمنت.
تقول داروقة، إنها درست علوم المحاسبة والإدارة، وعلى الرغم من عملها في مجال التسويق، إلا أن هوسها وانسجامها في العمل كان مع القطع اليدوية، وغرابة صنعها، "عندما كنت أجد شيئا جميلا، أذهب لشراء أدواته، وأحاول صنعه في المنزل".
وتقول "لم أترك أي مستلزمات أو مواد خام إلا وعملت بها، فصنعت تحفا وتصاميم من الخشب والجبصين والأقمشة والخيوط، لكن تجربة الإسمنت كانت الأكثر متعة بالنسبة لي".
وتبين داروقة، أن صناعة الإسمنت ليست بتلك السهولة، لكن العمل به بالنسبة لها هو الأكثر متعة، ما جعلها تعتمده وتبني مشروعها ZCONCERETE لصناعة الإسمنت.
زينة "سمعت عن مختبرات "مصنع الأفكار" وهي إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد، ومنصة تساعد على تعزيز خبرات الناس، ولديها "الكثير من الآلات التي تساعد في عملي وتجعله أكثر دقة، ومنها CNC، و3D printer، وماكينات الليزر، ما ساعدني على جعل العمل أكثر متعة ودقة وحرفية".
وتؤكد أن العمل اليدوي يحتمل الخطأ في المنتج وأثناء التصنيع بشكل أكبر مما هو آلي، لكن بعد أن تعاونت في إنتاج مصنوعاتها الإسمنتية مع "مصنع الأفكار" باتت نسبة الخطأ شبه معدومة.

اضافة اعلان


وبالعودة إلى البدايات، تقول زينة إن تجاربها الأولى كانت لها ولبيتها وبضع من صديقاتها، وبعد أن أحب المقربون منها ما تفعل، بدؤوا بطلب بعض التصاميم، وشرائها منها، وهنا بدأ العمل.
وتقول إن الإسمنت ممتع في العمل بالنسبة لها، ويكون لتشكيل الرسومات والتصاميم رونقه الخاص، ونتيجة زيادة العمل، وكثرة الطلبات، قررت ترك عملها في المؤسسات ومجال التسويق، والتركيز على مشروعها الخاص.
زينة تعمل مع أختها التي تساعدها في تسويق المنتجات عن طريق الانستغرام والسوشال ميديا، ومن خلال معارض وبازارات، مشيرة إلى أن ردود الفعل الجميلة لما تقوم به على حد تعبيرها، شجعها أكثر على الاستمرار وتطوير مشروعها.
اليوم وبعد انتشارها في الأردن وانتشار منتوجاتها كهدايا، يتداولها أصدقاؤها وزبائنها لمن هم خارج الأردن، تسعى لجعل منتوجاتها الإسمنتية أكثر انتشارا في العالم كله، من خلال توسيع باب الشراء وفتحه عالميا.
واستكمالا لمشروعها في المستقبل تعمل زينة على جعل تصاميمها أكثر عالمية وذات أشكالا مختلفة ومواكبة للعصر وجديدة ومميزة.
ويبين مدير مبادرة "مصنع الأفكار" اسماعيل حقي أن هذه المبادرة جاءت استمرارا لنهج مؤسسة ولي العهد في تقديم الدعم اللازم للشباب وتعزيز خبراتهم لتكون منصة في مجال الريادة والابتكار يستفيد منها الشباب ورواد الأعمال والقطاع الصناعي والمجتمعات المحلية والمبدعين، ومن خلال توفير آلات وتقنيات التصنيع الرقمي، وإقامة الدورات التعليمية والورشات العملية لمساعدتهم على تحويل أفكارهم إلى نماذج أولية ومنتجات ملموسة تمكنهم من خلق فرص العمل وتسجيل براءات الاختراع وإطلاق شركاتهم الناشئة".
ويوفر مصنع الأفكار أنواعا مختلفة من الطابعات ثلاثية الأبعاد والتي تندرج ضمن تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، كما أنه يوفر آلات أخرى أهمها آلات إنتاج المعادن والخشب المؤتمتة CNC وآلة القطع بالليزر ليكون مركزا متكاملا للتصنيع الرقمي والنمذجة السريعة.
وجاءت فكرة "مصنع الأفكار" ليكون منصة للابتكار يستفيد منها الشباب ورواد الأعمال والقطاع الصناعي والمجتمعات المحلية والمبدعين، لتمكينهم من تطوير أفكارهم إلى منتجات وتسجيل براءات اختراع لها.

جانب من أعمال داروقة - (من المصدر)


ويضيف حقي أن مصنع الأفكار مظلّة متكاملة تجمع الباحثين والدارسين والمخترعين، ويتيح لهم فرصة تصنيع النماذج الأولية لمنتجاتهم باستخدام التكنولوجيا المتقدمة في مجالات أساليب التصنيع الرقمي بهدف تسويقها.
ويعتبر مفهوم مختبر التصنيع الرقمي "(Fablab)" من المفاهيم الحديثة على مستوى العالم، حيث أطلقه معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في العام 2005، ويمكن وصفه بأنه مرفق يحتوي على الآلات والأدوات التي تسهّل عمليّة التصنيع وتعتمد بشكل رئيسي على الأفكار المبتكرة ومستوى الإبداع لدى المستخدمين.

جانب من أعمال داروقة - (من المصدر)


ويشار إلى أن فكرة "مصنع الأفكار" جاءت لتكون منصة للابتكار يستفيد منها الشباب ورواد الأعمال والقطاع الصناعي والمجتمعات المحلية والمبدعون، لتمكينهم من تطوير أفكارهم إلى منتجات وتسجيل براءات اختراع لها. وهي تأتي استمرارا لنهج مؤسسة ولي العهد في تقديم الدعم اللازم للشباب وتعزيز خبراتهم، وتوفير المنصّات اللازمة لاحتضان مهارات رواد الأعمال ومساعدتهم على ترجمة أفكارهم إلى واقع ملموس.