داعش: انهيار الدولة وبقاء الفكرة

معاريف

ايال زيسر

13/7/2017

ازدادت التقارير في الاسابيع الاخيرة حول موت زعيم داعش، أبو بكر البغدادي. وقد ادعت روسيا قبل شهر أنها نجحت في قتله من خلال القصف ا­لجوي الذي تم اثناء اجتماع لقادة التنظيم في مدينة الرقة في شرق سورية، عاصمة خلافة داعش. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في هذا الاسبوع، الذي مقره في بريطانيا، إن البغدادي قُتل مع عدد من قادة آخرين في التنظيم نتيجة القصف الأميركي قرب مدينة دير الزور في سورية.اضافة اعلان
   هذه التقارير لم يتم تأكيدها بعد. ومن المحتمل أن تكون مجرد إشاعات مثلما في حالات أخرى في السابق. ولكن يمكن القول إن البغدادي يعيش في الوقت الضائع. ففي الاشهر الاخيرة سجلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة إنجازات لافتة في القضاء على عدد كبير من قادة داعش، من بينهم بعض مساعدي البغدادي الذين ركزوا في أيديهم الاموال والدعاية وتنفيذ العمليات في الخارج وانتاج النفط. وقد تم في الآونة الاخيرة قتل مفتي التنظيم.
 إن مصير البغدادي، مثل مصير أسامة بن لادن ومصير صدام حسين من قبله، هو القاء القبض عليه أو تصفيته. وقد تحول البغدادي الى رمز بالنسبة للولايات المتحدة وكسب الكثير من الأعداء الذين يطلبون رأسه. وعند انهيار فكرة الخلافة وتشتت مؤيديه في جميع الاتجاهات بدون أي أمل أو طريق، يحتمل أن البعض منهم سيقومون بخيانته. وهذه المسألة هي مسألة طول نفس وتركيز للجهود والمصادر، الامر الذي يوجد بوفرة لدى الامريكيين.
 وبغض النظر عن مصير البغدادي الشخصي، فان الخلافة التي اقامها في العراق وسوريا معرضة للانهيار. والتطرف والفظاعة ساعدا الخلافة في بداية طريقها على ردع أعداء كثيرين، وتجنيد المؤيدين ممن ساروا وراء النار والدم. ولكن هذا التطرف أدى الى وجود أعداء كثيرين نجحوا في نهاية المطاف في التغلب على داعش.
 عملية امريكية – ايرانية مشتركة (حتى لو لم يتم الاعتراف) في العراق. وعملية أميركية – كردية في سورية بتأييد من روسيا، مكنت قوات الجيش العراقي والاكراد في سورية من محاصرة التنظيم من جميع الاتجاهات. في بداية الاسبوع الماضي تم احتلال الموصل، التي أعلن فيها البغدادي قبل ثلاث سنوات بالضبط عن انشاء الخلافة برئاسته. ومسجد النوري في مركز المدينة الذي كان رمزا لصعود البغدادي تحول الى انقاض. أما في سورية، يقترب المقاتلون الاكراد بمساعدة امريكية من مدينة الرقة عاصمة داعش.
 داعش الدولة اقترب من نهايته، لكن داعش الفكرة التي لها الكثير من المؤيدين في الشرق الاوسط وخارجه، بل واكثر من ذلك، منظمة مغوارية ناشطة في سيناء وفي اعماق ليبيا وجنوب هضبة الجولان وفي اعماق الصحراء في سورية والعراق، داعش الفكرة سيبقى معنا لسنوات طويلة. ومثلما ورث داعش مكان القاعدة بعد أن اصبحت ضعيفة في اعقاب قتل زعيمها اسامة بن لادن، يمكن أيضا أن يكون هناك بديل لداعش، منظمة لا تقل راديكالية يتم تأسيسها على انقاض سابقتها وتحاول الصعود بحكمة وفظاعة. لقد انتهت القصة لكنها لم تُستكمل.