"داعش" يتبدّد وسورية تتجدّد

الأخبار من سورية مفرحة، فالدولة االسورية تستعيد عافيتها، وتستعيد أراضيها التي سكن فيها إرهاب أسود لأعوام بفضل دعم غير محدود من دول خارجية، كما أن الدولة العراقية باتت على مرمى حجر من تطهير كل أراضيها من الإرهاب الأسود، وها هي تعلن عن استعدادها لفتح معبر طريبيل مع المملكة قريبا.اضافة اعلان
الحديث عن وجود معارضة؛ سواء أكانت تكفيرية بات الجميع يعرف خطرها، أو أخرى معتدلة، وفي الوقت عينه تشهر سلاحها في وجه دولتها لا يتوجب التعاطي معها بطريقة مختلفة، وإنما يتوجب اعتبار كل من يرفع السلاح بوجه الدولة خارجا عن القانون، واعتبار أن الحديث عن وجود مجموعات تحت أي مسمى تستقي تعليماتها من أي جهة خارجية والتعامل معها باعتبارها معارضة معتدلة، لا ينفع في المرحلة المقبلة، فالأصل أن يسلم أولئك بانكسار مخططاتهم وبانتصار الدولة السورية.
الحقيقة الواضحة أن كل المخططات الإرهابية والخارجية تكسّرت على قلعة صمود سورية الدولة والشعب والجيش، والمؤمل أن ينتهي العام وقد عادت سورية بشكلها الحضاري المؤمل، كما كانت من قبل، وأن تفتح صفحة جديدة عنوانها الذهاب باتجاه تمكين الشعب ومنحه حقه في دولة ديمقراطية حضارية إصلاحية تراعي مواطنيها الذين صبروا والتفوا حول الدولة وتمنحهم حقهم في الكرامة والحرية.
المرحلة المقبلة بعد كنس الإرهاب وأعوانه، وكنس كل من حمل سلاحه في وجه دولته قد تكون أصعب من سابقتها، وتتطلب تفهم جميع الأطراف سواء داخل الحكم أو المعارضة السلمية أن فجر المرحلة المقبلة يتوجب أن يكون فجرا جديدا مختلفا عن سابقه.
في السياق عينه، فإن هذه المرحلة تشهد انكسار واندحار أحلاف سياسية ودول محورية، سنّت رماحها للانقضاض على الدولة السورية وتفكيكها وتغيير سياستها تجاه المقاومة من جهة، ومن الموقف من الكيان الصهيوني من جهة أخرى.
السنوات السبع الماضية لم تكن سهلة، وشهدت تطورات دراماتيكية؛ فيها مد وجزر، وحالات تحفز وانتظار، ولكنها في نهاية المطاف تمخضت فولدت صمودا نتج عنه الحفاظ على الدولة والجيش والفكر والفكرة.
وقبل أن يقول قائل إن ما حدث خلال سنوات الحرب جرّ قتلا وتدميرا وخرابا في كل أرجاء الدولة السورية، وإن إعادة التعمير تتطلب عشرات السنوات، وإن النظام كان له دور فيما آلت إليه الأمور فإن مثل ذلك القول يعني التسليم للإرهابيين والنزول عند مخططاتهم.
اليوم بات على الجميع إعادة النظر بمواقفهم، وأرى أن البعض قد بدأ فعلا بذلك من خلال إرهاصات وتصريحات بتنا نسمعها من دول مختلفة، وأشخاص كانت لهم مواقف سلبية من الدولة السورية وجيشها.
لمن يجيد قراءة الواقع بشكله الصحيح فإنه بكل تأكيد سيلحظ أن ما يجري آنيا مختلف عن السابق، وأننا سنشهد مصالحات في كل أرجاء الدولة أساسها فرض سلطة الدولة على كل أرجاء البلاد، وما نسمعه عن مناطق آمنة في سورية، وتقسيم وخلافه، وتواجد لعساكر ومرتزقة وجيش نصرة، وآخر حر وخلافه من مسميات لن يكون لها وجود مستقبلا، وما هي إلا أشهر معدودة حتى تنقشع كل الغيوم لتعود سماء الدولة السورية صافية بلا منغصات وبلا منظمات تكفيرية أو أخرى مرتبطة بتحالفات اقليمية أو صهيونية.
بالتالي، فإن ما سيجري خلال الأشهر المقبلة سيكون له الأثر والتأثير في توضيح شكل الدولة السورية المستقبلي، بيد أن الأمر الأساس هو أن هذا الشكل سيكون ذاته الذي انفطرت عليه الدولة السورية، وسيبقى الكيان الصهيوني وحلفاؤه وأعوانه عدوا للمقاومة، وسيبقى المحور الذي أفرزته سنوات الحرب قادرا على التأثير والتمدّد.