"داعش" يتوحش مع تراجعه على الأرض وحشره بالزاوية

صورة مذبحة نفذها "اشبال داعش" لـ25 جنديا سوريا في الصيف الماضي -(ا ف ب)
صورة مذبحة نفذها "اشبال داعش" لـ25 جنديا سوريا في الصيف الماضي -(ا ف ب)

بيروت- يمارس تنظيم "داعش" أساليب أكثر وحشية يروج لها دعائيا، كلما تزايدت عليه الضغوط العسكرية، سعيا إلى تصدر عناوين وسائل الإعلام حول العالم.اضافة اعلان
ولطالما لجأ التنظيم منذ إعلانه "الخلافة" في مناطق سيطرته في سورية والعراق إلى تنفيذ العقوبات الفظيعة للاقتصاص من كل من يخالفه الرأي أو من يشكك بانتماءاته.
واستغل التنظيم المتشدد مواقع التواصل الاجتماعي لينشر تسجيلات فيديو توثق عمليات إعدام جماعية وقطع رؤوس، التي صنفتها الأمم المتحدة "جرائم ضد الإنسانية". واستقطب التنظيم واجهة الاهتمام العالمي بشكل خاص بعد نشره مقاطع فيديو باللغة الإنجليزية تبين عمليات إعدام مروعة لعدد من الرهائن الغربيين.
واستمر "داعش" بجذب اهتمام إعلامي أكبر، بابتكار المزيد من أساليب القتل المرعبة وغير المسبوقة.
وبحسب الأستاذة المحاضرة في جامعة جورجيا الأميركية ميا بلوم فإن التنظيم "يلجأ إلى التصعيد لأنه يعتقد أن الناس تشعر بالملل وتحتاج أو تريد أن تبقى على اطلاع".
وأضافت بلوم أن "هذه المشاهد العنيفة تجذب نماذج أشخاص يودون أن يعيشوا على أرض الواقع لعبة (كول أوف ديوتي)، أشخاص لديهم ماض عنيف ويريدون إعادة اختراع أنفسهم" في إشارة إلى لعبة فيديو مشهورة تعتمد التصويب في حرب ضارية.
ومن أبشع أساليب القتل التي وثقها التنظيم هي إطلاق القذائف على الرهائن أو ربطهم إلى أعمدة ثم تفجيرها مثلما فعل في مدينة تدمر الاثرية في سورية.
ونشر "داعش" في بداية الشهر الحالي، مقطع فيديو يظهر جنودا أطفالا وهم يتسللون بين أنقاض قلعة للعثور على مجموعة من الرهائن وقتلهم، وهي ليست المرة الأولى التي يستغل التنظيم فيها الأطفال في عمليات خطرة في حملته الدعائية، نظرا لوقع الصدمة الذي تتركه لدى المشاهدين.
من جهته قال المحلل تشارلي وينتر، إن التنظيم يستخدم "العنف المفرط" للتأثير في مؤيديه ولترويع خصومه والأهم لـ"نشر رسالته حول العالم".
وأضاف وينتر أن الحملة الدعائية للتنظيم تمزج بين صور العنف من جهة وبين تصوير "الخلافة" بوصفها طوباوية إسلامية، مشيرا إلى أن المشاهد التي تتضمن أساليب قتل مبتكرة تترك وبشكل خاص لدى المتحمسين للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي "تأثيرا كبيرا"
وتابع "في الأشهر القليلة الماضية، واصل تنظيم داعش استكشاف أساليب جديدة أكثر انحرافا، كقتل الأشخاص عبر ربطهم بسيارات رباعية الدفع وسحلهم حتى الموت، وإغراقهم وإحراقهم وعلى هذا المنوال".
وشدد على أن تعميم التنظيم لعمليات قطع الرؤوس إلى درجة لم تعد تصدم الناس.
وقد تعكس الوحشية المتزايدة في الأشرطة الدعائية للتنظيم الضغط العسكري المتزايد الموجه عليه في سورية والعراق من جهة، ورغبة "داعش" من جهة أخرى بتقديم صورته كمركز قوة وتأثير، على الرغم من تراجع إصداراته.
وبحسب المحلل أرون زيلين، فإن إصدارات التنظيم تراجعت في الأشهر الأخيرة مع تكبد التنظيم خسائر عسكرية عدة.
وقال زيلين في تعليق للمركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي، إن نتاج التنظيم المتعلق بسورية بلغ ذروته مع 3762 إصدارا خلال ثلاثة أشهر من حزيران(يونيو) حتى آب(أغسطس)، لكنها انخفضت إلى 2750 إصدارا في الأشهر الثلاثة اللاحقة، تزامنا مع بدء روسيا حملة جوية مساندة للحكومة السورية.
ورجح أن يكون هذا التراجع مرتبطا أيضا بمقتل عدد من أبرز ناشطي التنظيم الإعلاميين، جراء غارات للائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وجاء هذا التراجع أيضا متزامنا مع نكسات التنظيم بعد أن فقد سيطرته في العراق على مدينة بيجي في صلاح الدين، وكذلك على مدينة سنجار في نينوى، بالإضافة إلى تمكن فصائل عربية وكردية مشتركة من طرد "داعش" من الريف الجنوبي للحسكة، شمال شرق سورية.(أ ف ب)