"داعش" يرتكب مجزرة في العراق والائتلاف السوري يطالب واشنطن بمواجهته

نساء من الطائفة الأيزيدية العراقية يقفن بانتظار حصتهن من الطعام في كردستان أمس - (ا ف ب)
نساء من الطائفة الأيزيدية العراقية يقفن بانتظار حصتهن من الطعام في كردستان أمس - (ا ف ب)

عواصم - ارتكب جهاديو تنظيم "الدولة الإسلامية" الذين يسيطرون على مناطق واسعة شمال العراق "مجزرة" جديدة في قرية كوجو ذات الغالبية الأيزيدية فيما باشر المجتمع الدولي بفرض إجراءات لقطع مصادر التمويل عن "المتشددين" وتسليح الأكراد لمواجهتهم.اضافة اعلان
وقتل عشرات المدنيين واغلبيتهم من اتباع الديانة الأيزيدية بحسب مسؤولين، في الوقت الذي يصعد مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية هجماتهم ضد الأقليات الدينية.
وأجبر تنظيم الدولة الإسلامية عشرات آلاف من الأقليات في محافظة نينوى الى الفرار بعد استهدافهم ومطالبتهم باعتناق الإسلام بالقوة.
وقال هوشيار زيباري وزير الخارجية السابق ان "موكبا من سيارات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية دخل مساء الجمعة الى القرية". واضاف "قاموا بالانتقام من سكانها وهم من الغالبية الأيزيدية الذين لم يفروا من منازلهم".
وتابع "ارتكبوا مجزرة ضد الناس". واضاف نقلا عن معلومات استخباراتية من المنطقة ان "حوالي ثمانين منهم قتلوا".
وقال هاريم كمال آغا وهو مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الديمقراطي في محافظة دهوك ان "عدد الضحايا بلغ 81 قتيلا"، مؤكدا ان المسلحين اقتادوا النساء الى سجون تخضع لسيطرتهم".
من جانبه، قال محسن تاوال وهو مقاتل ايزيدي لفرانس برس عبر الهاتف إنه رأى "عددا كبيرا من الجثث في القرية". واضاف "تمكنا من الوصول الى جزء من قرية كوجو حيث كانت الأسر محاصرة، لكن ذلك بعد فوات الأوان".
وتابع "الجثث كانت في كل مكان، تمكنا من إخراج شخصين على قيد الحياة فقط فيما قتل الجميع".
وكان الجهاديون شنوا هجوما واسعا على محافظة نينوى في العاشر من حزيران(يونيو) وتمكنوا من السيطرة على المدينة بصورة كاملة بعد انسحاب قطاعات الجيش والشرطة العراقية.
وفي واحدة من أكثر الفصول مأساوية في الصراع، اقتحم مسلحون منطقة سنجار في شمال غرب العراق في وقت سابق هذا الشهر مما دفع عشرات الآلاف معظمهم من الايزيديين، الى اللجوء الى الجبال.
وتمكن المقاتلون الأكراد على الارض مع الضربات الجوية الأميركية في نهاية المطاف من فك الحصار عن معظم المحاصرين والسماح لهم بالفرار بعد عشرة ايام من تطويقهم ولكن ما يزال بعض منهم في الجبال.
واعلن البنتاغون ان طائرات بدون طيار قصفت رتلا لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية بعد مغادرتهم القرية الجمعة بعد تسلم معلومات تفيد ان السكان تعرضوا الى هجوم.
ولم تتبين نتائج هذه القصف الاميركي على الفور.
بدورها، قالت منظمة العفو الدولية التي وثقت عمليات خطف جماعي في سنجار، ان آلاف الايزيديين خطفوا من قبل تنظيم الدولة الإسلامية منذ بدء هجومها على المنطقة في الثالث من آب (اغسطس).
وشملت اعمال العنف هذه الأقليات المسيحية والتركمان الشيعة والشبك.
وفي نيويورك، تبنى مجلس الأمن الدولي الجمعة بالإجماع قرارا بموجب الفصل السابع يهدف الى إضعاف المقاتلين الإسلاميين المتطرفين في العراق وسورية بإجراءات لقطع مصادر التمويل عنهم ومنعهم من تجنيد المقاتلين الاجانب.
ويشكل القرار اوسع اجراء تتخذه الامم المتحدة في مواجهة الإسلاميين المتطرفين الذين باتوا يسيطرون على اجزاء واسعة في سورية والعراق ويرتكبون اعمالا وحشية.
الى ذلك، وافق وزراء الاتحاد الاوروبي في اجتماع طارئ في بروكسل على ارسال اسلحة الى قوات البشمركة الكردية التي تقاتل من أجل وقف تقدم الجهاديين.
واعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يزور العراق ان تسمية رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي تشكل "بارقة أمل" للبلاد كما قالت وزارته.
وقد التقى شتاينمار الذي وصل امس الى العراق في زيارة ليوم واحد، رئيس الوزراء المكلف تشكيل حكومة وحدة وطنية حيدر العبادي بعد تخلي سلفه نوري المالكي عن الحكم. كما اجتمع ايضا مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم.
ولاقت خطوة رئيس الوزراء نوري المالكي المنتهية ولايته الذي أعلن عدم ترشحه الى ولاية ثالثة ترحيبا دوليا ومحليا، حيث كان ينظر إليه كعقبة في تشكيل حكومة جديدة إثر تمسكه بالسلطة.
الى ذلك، يتوالى انضمام العشائر السنية الى القوات الأمنية بعد ان اعلنت اكثر من 25 عشيرة سنية نافذة في مدينة الرمادي البدء بقتال تنظيم الدولة الإسلامية والمجالس العسكرية المتحالفة معها.
وقال الشيخ عبدالجبار أبو ريشة وهو احد قادة ابناء العشائر التي تقاتل ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "إنها ثورة عشائرية شاملة ضد قهر وظلم خوارج العصر".
وأوضح أن "هذه الثورة الشعبية تم الترتيب لها مع كل العشائر التي ترغب بقتال داعش الذي أراق دماءنا وهي نتاج الظلم الذي طال ابناء العشائر في محافظة الانبار".
وبدأت العشائر التي حصلت على دعم القوات الأمنية في الرمادي باقتحام عدد من معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة زنكورة والقرية العصرية والبو عساف، وتقع جميع المناطق شمال غرب المدينة.
وفي سورية، دعا الائتلاف السوري المعارض امس الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة، الى "تدخل سريع" ضد "الدولة الإسلامية" ونظام الرئيس بشار الأسد، على غرار ذلك الذي تنفذه في العراق ضد التنظيم المتطرف، في دعوة غير مباشرة الى شن غارات جوية.
وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة هادي البحرة "إنني وباسم الإنسانية أدعو الأمم المتحدة وجميع الدول المؤمنة بالحرية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية، أن يتعاملوا مع الوضع في سورية كما تعاملوا مع الوضع في كردستان العراق، فالمسببات واحدة والعدو واحد ولا يجوز الكيل بمكيالين".
واضاف خلال مؤتمر صحفي في مدينة غازي عنتاب التركية (ادعوهم للتدخل بشكل سريع لوقف المجازر التي ترتكبها عصابات الارهاب الداعشي (في اشارة الى "الدولة الإسلامية") والاسدي بحق الشعب السوري المظلوم".
واضاف "العالم اجمع مدعو اليوم لتدخل سريع وعاجل وفعال لمساعدة مقاتلي الجيش الحر المدافعين عن الحرية ضد عصابات التطرف والارهاب، التي ارتكبت وترتكب يوميا مجازر يندى لها الجبين".
واعتبر ان "تقاعس المجتمع الدولي عن ممارسة الضغوط على النظام المجرم لإجباره على تنفيذ عملية الانتقال السياسي في سورية (...) نحصد نتائجها جميعا باستفحال ظاهرة الارهاب التي لا يمكن حلها الا برحيل هذا النظام وإتاحة الفرصة للشعب السوري لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية".
ميدانيا، يخوض مقاتلو المعارضة السورية معركة دفاع عن بلدة مارع، احد معاقلهم الرئيسية شمال حلب (شمال)، في وجه هجوم متسارع لعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يحقق تقدما سريعا في ريف المحافظة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين.
وقد تؤدي سيطرة التنظيم المتطرف على اعزاز ومارع، الى توجيه ضربة قاصمة الى مقاتلي المعارضة الذين يخوضون معارك مع قوات نظام الرئيس بشار الاسد، ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية".
وافاد المرصد السوري عن "احتدام المعارك السبت(امس) بين مقاتلي المعارضة وتنظيم الدولة الاسلامية في محيط بلدة مارع" شمال مدينة حلب.
وأشار "ابو عمر" الى ان التنظيم المتطرف الذي تشن واشنطن غارات جوية ضده في شمال العراق، يستخدم اسلحة ثقيلة اميركية الصنع، كان استولى عليها من الجيش العراقي إثر هجوم مفاجئ شنه في شمال البلاد وغربها في حزيران(يونيو).
وقال "يستخدم (التنظيم) دباباتهم ومدفعيتهم للهجوم على المدن والقرى" السورية.
واقتربت المعارك من مارع بعد سيطرة "الدولة الإسلامية" على عشر قرى وبلدات في ريف حلب الشمالي الاربعاء والخميس، بحسب المرصد.
وقال المرصد ان مصير العشرات من مقاتلي المعارضة الذين اسرهم التنظيم بعد الهجوم ما يزال مجهولا، مشيرا الى انه تم قطع رؤوس 17 مقاتلا معارضا على يد "الدولة الإسلامية"، بينهم ثمانية في بلدة اخترين التي سيطر عليها التنظيم هذا الاسبوع.
ومن شأن السيطرة على مارع القريبة من الحدود التركية، واعزاز التي يوجد بها معبر حدودي مع تركيا، ان تقطع خط إمداد رئيسيا للمعارضين.-(ا ف ب)