داني تريهو من عالم الجريمة والسجون إلى النجومية في هوليوود

لوس انجليس - كان داني تريهو لاعب ملاكمة، ثم مدمنا وتاجرا للمخدرات فكلّفه ذلك سنوات طويلة وراء القضبان، إلا أن رحاله حطّت به بعد كلّ ذلك ممثلا في هوليوود مستفيدا من ملامحه القاسية وأوشامه التي جعلت منه واحدا من أشهر مؤدي أدوار الشرّ في السينما الأميركية.اضافة اعلان
وبعد مئات الأدوار التي أداها بين السينما والتلفزيون إضافة إلى المقاطع الدعائية، صار هذا الرجل البالغ من العمر 74 عاما من الوجوه ذات الثقل الكبير في هوليوود، ودائما في دور الشرّير.
ويقول لوكالة فرانس برس ضاحكا "هناك حاجة دائمة في السينما للشرّير، ولذلك فإن من حسن حظّ الأشرار أنهم يجدون عملا دائما".
ومن الأفلام التي ذاع صيته فيها "ديسبيرادو" و"هيت" في السينما، و"بريكينغ بيد" و"أكس فايلز" و"سونز أوف أنارشي" في التلفزيون، وأعمال كثيرة أخرى.
وهو الممثّل المناسب دائما لهذه الأدوار، بأوشامه والإصابات في جسمه، وشاربيه الغليظين، وعينيه الصغيرتين، ولكنته الإسبانية، علما أنه من أصول مكسيكية.
وتجتمع هذه العوامل لتجعل منه مطابقا لصورة رجال العصابات من أصول أميركية لاتينية.
ويقول "الناس الأذكياء يعرفون حقيقة الأمر عن الأميركيين اللاتينيين، وأن فيهم من كلّ نوع"، علما أن خطابات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتخابية كثيرا ما انطوت على تعميم صفات العنف والمخدرات على المهاجرين من أميركا اللاتينية.
يشدّد داني تريهو المولود في لوس أنجليس على أنه ليس معنيّاً بالمسائل السياسية كثيرا، لكنه يؤكد ثقته بأن "الحقيقة ستفرض نفسها"، مكتفيا بهذا القدر من الحديث في السياسة.
ويقول "لقد خطا الأميركيون اللاتينيون خطوات كثيرة منذ أن بدأتُ وحتى اليوم، وصار الكثير منهم ممثلين نجوما".
وهو لا يصنّف نفسه ضمن الممثلين النجوم، بل يتحدّث بتواضع، ولا يستغلّ شهرته اليوم سوى في جهود مكافحة المخدرات التي كان يوما ما مدمنا عليها وتاجرا لها.
وصل داني تريهو إلى عالم السينما بعد رحلة طويلة قاسية في حياته.
ففي شبابه كان ماهرا في رياضة الملاكمة، وقد أراد احترافها، لكنه غرق في عالم المخدرات ودخل السجن مرات عدة على مدى أحد عشر عاما.
في السجن، فاز ببطولات في الملاكمة، ولما خرج منه عاد ودخله مجددا بعدما تورّط في بيع الكوكايين لمخبر في الشرطة.. وحينها قرر الطلاق النهائي مع عالم الجريمة.
أثناء خضوعه لعلاج من الإدمان، التقى بكاتب السيناريو إيدي بونكر.
وفيما كان الكاتب يحضّر لفيلم "رانواي ترين" في العام 1985، عرض عليه عملا جديدا، وهو تدريب الممثّل إريك روبرتس على مشاهد عنيفة، مقابل 320 دولارا عن كلّ يوم عمل.. فلم يتردّد في الموافقة.
بعد ذلك، عرض عليه المخرج الروسي أندري كونشالوفسكي دورا صغيرا في فيلم، فوافق أيضا، وبدأ خطواته الأولى في عالم التمثيل، ليصبح رصيده اليوم أكثر من 370 فيلما.
ويقول ضاحكا "لم أكن أعرف وقتها ما هو تصوير الفيلم، لكن الناس صاروا ينادونني: سيّد تريهو".
ويضيف "الناس يظنّون أنني نجم، لكنني لست كذلك، إنه عمل أؤديه كما يؤدي أي شخص عمله.. أفعل ذلك لأكسب لقمة العيش". - (أ ف ب)