دحبور مدرس يتخذ اليوتيوب منصة تطوعية لشرح الفيزياء لطلبة التوجيهي

Untitled-1
Untitled-1

ربى الرياحي

عمان - في داخله ينابيع عطاء لا تنضب وح دائم بالمسؤولية.. حمل على أكتافه حب العلم والاجتهاد والسعي نحو بناء مستقبل يليق بأبناء وبنات الوطن.اضافة اعلان
نعيم دحبور مدرس لمادة الفيزياء يتمتع بخبرة طويلة عمرها أكثر من أربعين عاما، هو يؤمن بأن التعليم حق للجميع ولهذا السبب قرر أن يكون شريكا في دعم العملية التعليمية والارتقاء بمستوى الطلاب وخاصة طلبة الثانوية العامة لما لهذه المرحلة من أهمية في تحديد المصير وتحقيق الذات ورسم معالم الطريق لصناعة جيل متعلم قادر على النهوض بمجتمعه.
ارتكن دحبور إلى إنسانيته ورفض أن يتخذ مهنة التعليم كتجارة ربحية، فقناعته بأن مصلحة الطالب فوق أي منفعة حرضته على أن يلجأ إلى التكنولوجيا وتحديدا اليوتيوب مقدما كل ما لديه من علم ومعرفة بدون أن ينتظر المقابل. حبه للخير جعله يكتفي بشعور التخفيف عن الطلاب وذويهم ساعده على أن يكون طوق النجاة لكثيرين لديهم الطموح ولكن أوضاعهم المادية لا تسعفهم.
يقول أن إطلاقه لمبادرة دروس الفيزياء المجانية عبر قناة خاصة به على اليوتيوب كان هدفها التغلب على ضعف الطلبة الأكاديمي في هذه المادة، وملاحظته لكثرة الشكاوى التي تظهر خطورة الوضع في ظل غياب الخبرة والعجز عن توصيل المعلومة إلى الطالب بطريقة صحيحة، بالإضافة إلى انتشار منصات إلكترونية ربحية تبيع البطاقات بأسعار مكلفة جدا.
ويبين أن إحساسه بالأعباء الكبيرة التي تتحملها الأسر وتقديره لحرص الأهالي على تقديم كل ما في وسعهم لمساندة أبنائهم ودعمهم رغم كل العوائق المادية والنفسية التي تعصف بهم، كلها أمور زادت من حماسه ودفعته لأن يقف إلى جانب الطلبة وذويهم، لافتا إلى أن الحاجة للتعاون بين جميع الأطراف تحتم عليه أن ينظر بإنسانية واهتمام، لكل من يطمح إلى الأفضل والتنبه لضرورة مد يد العون والمساعدة لكل من يرى أن التعليم درع يقيه من ضربات الحياة المفاجئة.
دحبور وجد أن عليه مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعه تطالبه بأن يخطو خطوات واثقة وحقيقية نحو التغيير أراد أن يكون مبادرا متطوعا لديه النية الصادقة لإفادة الطلاب ودعمهم، فكانت النتيجة إقبال واسع من قبل الطلبة على قناته ووصول المشتركين فيها لـ 1600 طالب، موضحا أنه تمكن من شرح أربعين درس حتى الآن بمدة لا تتجاوز الشهر وسط تفاعل كبير بدأ يقطف ثماره من خلال التعليقات المشجعة والإيجابية على ما يقدمه وحصده لأكثر من ثلاثين ألف مشاهدة تقريبا.
ويشير إلى أن قدرته على التدرج مع الطالب وتسليحه بالأسس المهمة التي تؤهله لاجتياز امتحان شهادة الثانوية العامة، أعطته رصيدا إضافيا لزيادة عدد المشتركين الراغبين في فهم مادة الفيزياء وتجاوز حقيقة كونها تحديا كبيرا يواجه الكثير من الطلبة وربما يكون سببا رئيسا في إخفاقهم.
وينوه بأن شرحه المبسط والذي يراعي جميع المستويات وخبرته الطويلة في هذا المجال يُشعر الطالب بأنه داخل الغرفة الصفية، ويمنحه الفرصة لأن يتمكن أكثر من المادة كما أن وجود المادة كدروس مشروحة بطريقة سلسة على فيديوهات يسمح للطالب بالعودة إليها أكثر من مرة حتى يستطيع فهمها، وهو كمدرس يرى أن جعل الفيزياء مادة اختيارية يتسبب في إهمال الطلبة لها وبالتالي ارتفاع نسبة الرسوب فيها هذا ويجد أن طول المادة واتسامها بالجمود سببان يلزمان كل من الطالب والمدرس ببذل جهد أكبر من أجل فهمها والبناء عليها لاحقا.
سعادة كبيرة يشعر بها نعيم لكونه نجح في إحداث فرق بين طلبة الثانوية العامة، واستطاع وبكل الإمكانات التي تميزه أن يقلص الفجوة بين المادة والطالب ويمنحه فرصة جديدة ليحبها ويهتم بها كما اختصر عليه الوقت، بالإضافة إلى أنه ساهم في التخفيف عن الأهالي وتجنيبهم عبء مادي إضافي يرهق جيوبهم.
ويطمح دحبور اليوم لأن تحقق قناته على اليوتيوب انتشارا واسعا يشمل المخيمات والبوادي والأرياف حتى تعم الفائدة على الجميع ويكون بمقدور كل طالب الحصول على علامة ترضيه، متمنيا من زملائه المعلمين أن ينضموا إلى ركب المبادرات التطوعية كلا في مجاله محاولين بذلك تجسيد صورة صادقة تلخص أسمى معاني التكافل والتضامن.