دراجات هوائية : آرمسترونغ على أبواب المشهد الأخير من سباق فرنسا

دراجات هوائية : آرمسترونغ على أبواب المشهد الأخير من سباق فرنسا
دراجات هوائية : آرمسترونغ على أبواب المشهد الأخير من سباق فرنسا

 باريس - مع اقتراب انطلاق فعاليات سباق فرنسا الدولي للدراجات (تور دي فرانس) للموسم الحالي 2005 والذي يبدأ يوم السبت المقبل يترقب الجميع مشاهدة الفصل الاخير من مسيرة الدراج الاميركي الشهير لانس آرمسترونغ الفائز بلقب السباق في آخر ست سنوات، ومع وصول آرمسترونغ إلى المحطة الاخيرة في مسيرته يرجح أن يقسم المؤرخون في المستقبل تاريخ اللعبة إلى فترتين وهما "قبل آرمسترونغ" و"بعد آرمستروغ" لان الدراج الاميركي سيظل من أبرز العلامات المميزة في تاريخ هذه الرياضة.

اضافة اعلان

 ولن يكون هذا التصنيف إنقاصا من شأن نجوم آخرين للعبة مثل الاسباني ميغيل إندوران والبلجيكي إيدي ميركس والفرنسي برنار هينو وهم ثلاثة من بين ستة دراجين فازوا بلقب هذا السباق خمس مرات، وهو السباق الاكثر شهرة وأهمية في عالم سباقات الدراجات، ولكن أي من الدراجين البارزين في تاريخ هذا السباق أو في تاريخ هذه الرياضة لم يستطع أن يحظى بنفس الاهتمام العالمي الذي ناله آرمسترونغ.

 ولا يقتصر السبب في ذلك على أنه فقط الوحيد الذي أحرز اللقب ست مرات على التوالي ولكنه لأنه الوحيد من بين نجوم هذه الرياضة على مدار التاريخ الذي قهر مرض السرطان اللعين ورفض أن يكون ضحية له وتحول على بطل عالمي، ومن المؤكد أن نجاح آرمسترونغ في الفوز باللقب السابع على التوالي خلال السباق سيكون له أثر جيد في ختام مسيرة هذا البطل الكبير.

    ونجح آرمسترونغ في تغيير وجه هذه الرياضة وسيساعدها على البقاء في بؤرة الضوء لعشرات السنين في المستقبل بعد أن نجح في تحويل (تور دي فرانس) إلى أكثر من سباق أو حدث رياضي بفضل قصته مع مرض السرطان من ناحية وقوة شخصيته من ناحية أخرى، وقال جان رينيه برناردو مدير فريق "بويج" الفرنسي: ترك آرمسترونغ بصمته على مسيرته مع الدراجات بأسلوب أميركي.. إنه يتمتع بقوة شخصية جاذبية.. إنه أحد نجوم هوليوود وربما يكون الاول من هذه الرياضة الذي يصل لهذه المرتبة.. يجب علينا أن نمنحه التقدير الذي يستحقه بعد أن منح لرياضتنا المستوى الدولي الحالي.. فقد جذب نجوم الروك إلى رياضتنا.. ولم يعد غريبا أن نرى بن هاربر في سباق تور دي فرانس.

    وكما يتضح بشكل متزايد كان لأرمسترونغ الفضل في جعل (تور دي فرانس) واحدا من أبرز وأكبر الاحداث الرياضية في العالم بينما تضاءلت السباقات الاخرى للدراجات إلى مرتبة أقل وذلك بعد أن ركز كل جهوده للفوز بهذا السباق، وقد سار العديد من الدراجين على نهج آرمسترونغ في العام الحالي بخوض السباقات الاخرى مثل سباق إيطاليا الدولي (جيرو دي إيطاليا) وسباق سويسرا كإعداد فقط لسباق (تور دي فرانس).

 وأصبح آرمسترونغ نموذجا للاصرار وقوة العزيمة والعمل الجاد وهو أمر ضروري للفوز بسباق (تور دي فرانس)، ويدرك كل متسابق بعد آرمسترونغ أنه سيكون بحاجة إلى شهور طويلة من التدريب الشاق حتى ينجح في الفوز بلقب السباق، وشهدت مسيرة آرمسترونغ (33 عاما) ابن ولاية تكساس الاميركية عددا من اللحظات الرياضية التي يصعب محوها وستظل هذه اللحظات علامات بارزة في مسيرته وفي تاريخ (تور دي فرانس) لسنوات طويلة مقبلة، وربما تكون أكثر هذه اللحظات تذكرا ما حدث في المرحلة الخامسة عشرة من السباق في عام 2003 والذي كان من أكثر السباقات إثارة في تاريخ رياضة سباقات الدراجات حيث كان آرمسترونغ خلال هذه المرحلة في مقدمة السباق مع مجموعة المرشحين للفوز باللقب ولكنه كان قريبا من صفوف المتفرجين على جانب الطريق فاشتبك مقود الدراجة بإحدى حقائب المتفرجين ليسقط آرمسترونغ بعد ذلك على الارض في حادث تصادم مخيف.

    وبعدها مباشرة طلب مواطنه تايلور هاميلتون من باقي المتسابقين الابطاء من سرعتهم حتى يلحق بهم آرمسترونغ حامل اللقب وبالفعل لحق بهم آرمسترونغ بعد دقائق قليلة ولكنه سرعان ما تقدم عليهم قبل نهاية السباق وفاز بالمركز الاول في هذه المرحلة، وبعدها بخمسة أيام فاز بلقب السباق في هذا العام، وعلى الرغم من الانتصارات الكبيرة التي حققها آرمسترونغ في السباقات كان انتصاره على المرض هو الانتصار الاكبر له حيث كانت نسبة بقائه على قيد الحياة طبقا لتقارير الاطباء لا تتعدى 40 بالمئة ولكنه قهر المرض وما زال على قيد الحياة ليصبح مثالا يحتذى بين مرضى السرطان وهذا هو إنجازه الحقيقي.