دراسة: الجوانب المعرفية ما تزال محدودة التأثير على الجانب السلوكي في مجتمع مدينة عمان

غلاف الدراسة - (من المصدر)
غلاف الدراسة - (من المصدر)

عمان - الغد - أعلنت مديرية الثقافة في أمانة عمان الكبرى نتائج دراسة ميدانية بعنوان "الواقع الثقافي في مجتمع مدينة عمان" نفّذتها مؤخراً بهدف الكشف عن المستوى الثقافي في مجتمع العاصمة ببعديه المعرفي والسلوكي.اضافة اعلان
وكانت الخلاصة الأساسية من الدراسة، التي شملت 9 مناطق مختلفة من العاصمة عمان، أن الجوانب المعرفية ما تزال محدودة التأثير على الجانب السلوكي في مجتمع مدينة عمان.
وتضمنت الدراسة، التي قامت على استبانة أسئلة وزعت على العينة المستهدفة، مقارنات مع نتائج الدراسة السابقة التي جرت في نهاية العام 2010، حيث ظهر أن التغير الثقافي في مجتمع مدينة عمان، لو تم، فإنه سيكون بطيء التحقق، إذ أن نتائج معظم بنود علاقة الجوانب المعرفية بالسلوكية لم تتغير.
وأظهرت المقارنات أيضاً أن هناك تأثيرا محدودا للجانب المعرفي على السلوكي، وبخاصة في جانب النظرة الى المساواة بين الرجل والمرأة، حيث تبين أن جوانب معرفية مثل حضور المحاضرات ومتابعة البرامج الحوارية تساهم في تعزيز تأييد هذه المساواة.
وشملت الدراسة ثلاثة محاور رئيسية تتعلق بالبيانات الديموغرافية والشخصية، واستكشاف الواقع الثقافي بمعناه المعرفي، وآخر عن استكشاف الواقع الثقافي بمعناه السلوكي.
وقامت الدراسة بتحليل مدى انعكاس الثقافة المعرفية على السلوك في المجتمع عن طريق طرح سبعة بنود، شمل كل بند منها سبعة أقسام، تمت الإجابة فيها عن أسئلة طرحت على أفراد العينة حيث جمعت الأجوبة ووزعت حسب النسب.
وأظهرت مقارنة للواقع الثقافي بمعناه السلوكي في مجتمع مدينة عمّان بين عامي 2010 و2011 أن مصدر التنبؤات الأكثر إعتماداً في المجتمع هو "النصوص الدينية" بنسبة 44.6 %، في حين أن الطريقة المفضلة للحصول على فرص الحياة هي "الدور" في العام 2011 بنسبة 50.7 % مقارنة مع "الكفاءة والمنافسة" في العام 2010 بنسبة 63 % من المجتمع، وفيما يتعلق بمدى احترام النظام والقانون ظهر أن نسبة الذين يحترمون القانون كانت في العام 2010 تبلغ 71.1 %، لترتفع إلى 75.7 % في العام 2011، ومن حيث القاعدة الرئيسية التي تنظم السلوك، فقد استحوذت "العادات والتقاليد" على نسبة 30 % منخفضة عن العام 2010 الذي بلغت فيه 47.9 %. كما تبين أن الجو الأسري المفضل لأفراد العينة في العام 2011 هو "الأسرة النووية" بنسبة 56.7 % مقارنة مع 47.9 % في العام 2010، وظهر أن 62.6 % يؤيدون عمل المرأة في العام 2011، مقارنة مع 53.9 % في العام 2010، في حين أن 50.3 % لا يؤيدون المساواة بين الرجل والمرأة، مقارنة مع
52.1 % من المجتمع في العام 2010.
يشار إلى أن مصادر المعلومات في الدارسة هي أحاديث الناس، الإنترنت، الصحف، والقنوات التلفزيونية والإذاعية، ومصادر التنبوءات في الدارسة يقصد بها النصوص الدينية، التفكيرالمنطقي والعقلي، الأبراج وقراءة الكف.
في الجانب المعرفي، طرحت الاستبانة أسئلة تتعلق بــ ما هو مصدر المعلومات الأكثر قناعة بالنسبة للمواطن؟، ما مدى متابعة المواطن للبرامج الحوارية؟، ما مدى اهتمام المواطن بحضور الندوات الثقافية؟، ما مدى زيارة المواطن للمكتبات؟، ما مدى اقبال المواطنين على القراءة ؟، ما هي الأسباب التي تبعد الناس عن القراءة؟، ما هي نوعيات البرامج والكتب التي تهم المواطن؟
المدير التنفيذي للشؤون الثقافية في أمانة عمّان، سامر خير أحمد، أوضح تنفيذ الدراسة يندرج في إطار السعي لتحقيق الرؤية الاستراتيجية للعمل الثقافي الذي تقدمه الأمانة لمجتمع المدينة، والذي يستهدف المساهمة في التنمية الثقافية للمجتمع، بخاصة في معناها السلوكي، الذي يعني تطوير الممارسات الفردية في المجتمع باتجاه قيم المواطنة، مثل احترام القانون، حماية الممتلكات العامة، تشجيع الإبداع، احترام النظام العام، من خلال مختلف النشاطات والبرامج الثقافية التي تنفذ في المراكز والفضاءات الثقافية التابعة للأمانة، ومن خلال الشراكات التي تقيمها الأمانة مع مختلف الهيئات الثقافية في المدينة.
وأضاف سامر خير أن هذه الدراسة تهدف لقياس الواقع الثقافي في المجتمع، بما في ذلك في بعده السلوكي، ثم مقارنة النتائج مع نتائج السنة السابقة، بغرض التعرّف على اتجاهات التطوّر الثقافي في مجتمع المدينة، وتحديد الأبعاد المعرفية القادرة على التأثير في الجانب السلوكي، لاختيار آليات العمل المناسبة لتحقيق الرؤية الاستراتيجية القائمة على التنمية الثقافية.