درسك: مشاكل تقنية تكشف غياب أدوات إستراتيجية للتعلم عن بعد

Untitled-1
Untitled-1
ديما الرجبي* تقدم طلاب من كل المراحل الدراسية لأداء اختبارات تقييم الشهر الاول عبر منصة درسك الحكومية، وطال هذا الاختبار مشاكل تقنية كبيرة امتدت لانتهاء وقته، بداية من تعليق الخادم واخراج الطلبة من الاختبار فجأة اثناء تأديتهم للحل، واعادة الاختبار بنموذج مختلف وهو ما أحدث حالة فوضى لدى الأسر واضطرابا وقلقا لدى الجميع، ولوزارة التربية والتعليم التي أدرجت على صفحتها الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" توضيحاً حول المشاكل التقنية التي واجهت الطلبة داعيةً الطلاب الذين لم ينهوا اختباراتهم إلى اعادة الامتحان؟!. وقت لا يتجاوز ال 30 دقيقة لكل المواد ومنها العلمية للمراحل الاعدادية والثانوية، اسئلة رياضية بحاجة لوقت لانجازها حوصرت بدقائق لاختيار اجابة واحدة من نظام متعدد، عداد الوقت للامتحان إن استطاع الطلبة الدخول الى ورقتهم يبدأ منقوصا ب 5 دقائق من 30 دقيقة ويغلق قبل اكتمال الوقت المفترض؟! عدد الاسئلة 15 سؤالا في وقت لا يكفي للولوج الى منصة متعطلة! اذا استطاع الطلبة انهاء اختبارهم يتعطل الخادم دون القدرة على معرفة هل تم حفظ الاجابات وتسجيلها أم لا! اتاحة الفرصة لاعادة الاختبار يقلل فرصهم في استعادة معلوماتهم نظراً لتوترهم خاصة للطلبة الذين لا يستعينون بأحد في تأدية الامتحان، ويؤزم موقف الاهالي الذين سيضطرون للمساعدة في ظل تصاعد القلق لأبنائهم، وبطبيعة الحال النماذج كافة اصبحت بين ايدي الطلبة الذين سيتداولون الاسئلة مع الاجابات لمن لم ينه أو يبدأ اختباره. هذا إن ابتعدنا عن شرح المواد التي طالها الكثير من التهاون والتراخي واغراق الطلبة في نظام الاستماع- التلقين- ثم مفاجأتهم باختبار لا يتماهى وقدراتهم الاكاديمية وبوقت لا يصلح لأداء واجب منزلي من خمس اسئلة، والأمر الذي يثير الحيرة لماذا لم تتوقف حصص الدروس اليومية والواجبات اثناء هذه الفترة للتخفيف عن الخادم ليتمكن الموقع من الصمود في ظل هذا الضغط الهائل من المستخدمين، ولماذا لم يتم عمل امتحان تجريبي لقياس مدى تحمل المنصة لهذا التزاحم؟ تفتقد وزارة التربية والتعليم لاستراتيجية واضحة لتطوير اداوات التعليم الالكتروني والمعلمين الذين يشرفون على "تلقين" الطلبة بمواد بحاجة الى تفاعل وشرح واختبارات يومية و..الخ، يجعلون مهمة الدراسة شاقة، وتواصل المعلمين مع طلابهم عبر مجموعات التواصل الاجتماعي يأتي شكلياً والسواد الأعظم لا يجيب عن تساؤلات الطلبة حول المواد، وأمهات يدرسن عن ابنائهن لتقديم الاختبارات لإنقاذ مستقبلهم العلمي المحكوم بسطوة كورونا وبنية تعليمية الكترونية لم تؤسس بالشكل الصحيح. حجم الارباك الذي خلفه الاختبار الأول على الطلبة سيؤثر على باقي الاختبارات وكمّ الغضب والملل واللامبالاة التي تتعاظم عند ابنائنا تنذر بانهدام المنظومة التعليمية والمفاهيم المستقبلية لديهم. ترتيب ابجديات التعليم الالكتروني ضرورة لا يمكن تجميلها ولا القفز عنها، ويجب على الوزارة ان توقف الدروس اليومية والواجبات ليتسنى للطلبة التفرغ لاختباراتهم الشهرية وكي لا تنهار المنصة الالكترونية من ضغط المستخدمين. لسنا الدولة الوحيدة التي تواجه تحديات حول التعليم الالكتروني، ولكن قد نكون الاقل استخداماً للطاقات الشابة المختصة بالمجال الالكتروني والتي من شأنها اعطاء اقتراحات وخطط لتطوير منصة تخدم أكثر من مليون ونصف المليون مستخدم. نتمنى أن لا يأتي شكل الاختبارات المتبقية على شاكلة اليوم الأول وأن تراعي الوزارة أن هذا العبء الاكاديمي ملقى على الاهالي فقط دون غيرهم وأن تبتكر حلولا سريعة لإنقاذ مستقبل ابنائنا الذين فقدوا حس الانتماء للورقة والقلم والأهم ايقاف الدروس اليومية الى حين الانتهاء من الامتحانات أو ايجاد وسيلة أخرى للتخفيف عن الاهالي والطلبة والمنصة. *كاتبة متخصصة في مجال قصص الأطفال ومدربة صعوبات تعلماضافة اعلان