دعم المسيحيين الافنجيليين لإسرائيل مرتهن بمعتقدهم

هآرتس أسرة التحرير 9/7/2019 ما يجري هذه الأيام في واشنطن يعد أحد الأحداث الأكثر تأثيرا على السياقات هنا في البلاد فالمؤتمر السنوي لمنظمة "مسيحيون متحدون من اجل إسرائيل". ويعمل اليمين الإسرائيلي منذ سنين على توثيق الحلف، السياسي والمالي، مع المسيحية الافنجيلية، الداعمة للمشروع الصهيوني كجزء من معتقداتها، (يعتقدون أن تجمع اليهود في فلسطين أحد علامات عودة السيد المسيح) نحو 80 % من الافنجيليين البيض صوتوا لترامب، وساهم اللوبي الافنجيلي مساهمة حاسمة في قرار ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية في الجولان، وكان لهم تأثير مباشر على السياسة الأميركية في موضوع إيران، وإغلاق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل الفلسطينيين "الأونروا" والمعارضة لحركة ال " بي دي اس" (مقاطعة إسرائيل). وكما يذكر، فان احتفال نقل السفارة تضمن مزايا افنجيلية بل وخطابا لمؤسس "مسيحيين موحدين من اجل إسرائيل" – القس جون هايجي. كما أن احتفالات هذه السنة لنقل السفارة جرت برعاية داعية مسيحي. ان ما يدفعه ترامب لمصوتيه المسيحيين يغير بشكل حرج الواقع في إسرائيل، بتشجيع الحلف اليميني، وليس فقط في الولايات المتحدة بل في دول أميركا اللاتينية ايضا وعلى رأسها البرازيل وحتى في استراليا والفلبين يؤثر النمو المتواصل في الطائفة الافنجيلية المؤيدة للصهيونية على السياسة تجاه إسرائيل. ان مواقف الافنجيليين لا تتوقف عند المسيحية الجغرافية السياسية. فكنيسة افنجيلية في ميامي اجلت هذه السنة حدثا خيريا لإسرائيل بعد أن شارك القنصل الإسرائيلي في مسيرة الفخار المثلية المحلية. كما أنهم يقفون خلف موجة تشريعات ضد الاجهاض. ان التداخل بالمصالح بين اليمين المسيحاني اليهودي وامناء الهيكل الافنجيليين مؤقت بالتالي قد يتسبب ذلك بامكانية كامنة لالحاق ضرر اجتماعي بإسرائيل. إن حكومة تحرص على مستقبل الدولة وتفكر للمدى البعيد في حياة مواطنيها لا يمكنها أن تسمح لنفسها أن تشتري بشمولية الدعم لها من طائفة تعمل انطلاقا من الإيمان بأن اليهود يؤدون دورا مؤقتا في مسيرة الخلاص المسيحي. إن الفرصة لجني الأموال والدعم لمشروع الاحتلال والمستوطنات تغشي عيون معسكر اليمين وزعمائه. هذه لعبة خطيرة بنار دينية. على دولة إسرائيل أن تنفض عن نفسها عناق الدب الافنجيلي.اضافة اعلان