دعوات أممية إلى تحرك عاجل لمواجهة موجات الهجرة

جنيف - انتقدت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الجمعة الماضي كلا من فرنسا واليونان لضعف تحركهما في التعامل مع موجات الهجرة لتلقي الضوء مجددا على الاعداد الكبيرة لهؤلاء المهاجرين القادمين إلى أوروبا بحثا عن حياة جديدة.اضافة اعلان
وقال مسؤول مفوضية اللاجئين في أوروبا فنسان كوشتيل في تصريح صحفي "علينا الا نسمح بكاليه آخر هنا" في اشارة الى الظروف السيئة في مرفأ كاليه في شمال فرنسا حيث يتكدس نحو ثلاثة آلاف مهاجر يبحثون عن وسيلة للعبور الى بريطانيا.
وبالنسبة لكوشتيل، فان وضع اللاجئين والمهاجرين الذين يصلون باعداد كبيرة إلى الجزر اليونانية قادمين من تركيا "معيب للغاية" وعلى الحكومة اليونانية التحرك بشكل عاجل.
وقال كوشتيل انه "خلال ثلاثين سنة من العمل في المجال الانساني لم ار وضعا مماثلا، نحن في الاتحاد الأوروبي وهذا معيب للغاية".
وتقدر المفوضية العليا للاجئين ان بين كانون الاول(يناير) وتموز(يوليو) وصل نحو 124 ألف لاجئ ومهاجر من تركيا إلى اليونان ولا سيما الى جزر لسبوس وخيوس وكوس وساموس وليروس.
وفي تموز(يوليو)، وصل 50 ألفا أي بزيادة 20 ألفا عن حزيران(يونيو) الماضي.
وأكد كوشتيل ان "على اليونان ان تدرك الطابع العاجل لهذه المشكلة"، معربا عن اسفه "لان المساعدة المالية الأوروبية متدنية جدا ومتأخرة جدا".
وفي بروكسل قال متحدث ان الاتحاد الأوروبي يأمل الموافقة الاسبوع المقبل على برنامج يوناني حول اللجوء من اجل البدء بتسديد المبالغ المطلوبة.
اما بالنسبة لرئيس الحكومة اليوناني الكسيس تسيبراس فان "هذه المشكلة تتجاوز" اليونان، اذ ان بلاده "تعاني أزمة اقتصادية وتواجه ازمة انسانية داخل أزمة".
وخلال اجتماع مخصص لمسألة الهجرة، وعد تسيبراس باتخاذ تدابير لتحسين "مراكز الايواء واجراءات التعرف وتنسيق" العمليات، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى مساعدة بلاده.
ودعت مفوضية الأمم المتحدة الحكومة اليونانية إلى "تحديد وبصورة عاجلة سلطة واحدة لتنسيق التعامل مع اللاجئين وأن تعتمد آلية للمساعدة الانسانية". ورحب كوشتيل "بسخاء المجتمع المدني اليوناني في ظل وضع اقتصادي صعب".
وذكر بان في اليونان عددا كبيرا من الثكنات الفارغة والاراضي غير المزروعة والمنظمات الانسانية المستعدة للمساعدة.
اما في ما يتعلق بأزمة المهاجرين في كاليه، فقال كوشتيل "تعاملوا معها على اعتبار انها حالة مدنية طارئة"، طالبا بتحريك الوسائل ذاتها المستخدمة في الكوارث الطبيعية. وبرأيه فان هذه الازمة قابلة للحل.
وطالب بعدم الاكتفاء ببعض الاجراءات البسيطة، مشيرا الى ان هذه المشكلة مستمرة منذ 14 عاما وستتواصل "لاننا لا نستطيع تغيير الجغرافيا".
وبالنتيجة دعت مفوضية اللاجئين الحكومة الفرنسية الى وضع "خطة طارئة ومستدامة"، والى تطبيق التزاماتها في ما يتعلق بحقوق الانسان.
الى ذلك اعرب كوشتيل عن امله في ان تراجع فرنسا اجراءاتها الخاصة بحق اللجوء، والتي تتطلب سبعة اسابيع قبل تقديم طلب اللجوء، فيما تنتهي هذه العملية في يوم واحد فقط في دول اوروبية اخرى.
الى ذلك انتقدت مفوضية اللاجئين ضعف التعاون من قبل بريطانيا. - (ا ف ب)