دعوات للاعتكاف والرباط في" الأقصى" اليوم لإفشال اقتحامات المستوطنين

مستوطنون يهود يقتحمون باحات المسجد الأقصى (ا ف ب)
مستوطنون يهود يقتحمون باحات المسجد الأقصى (ا ف ب)
القدس المحتلة - مع كل دعوات تطلقها "منظمات الهيكل" المزعوم لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك في الأعياد والمناسبات اليهودية، تكون الإرادة الشعبية المقدسية حاضرة في الميدان، من خلال تكثيف شد الرحال والرباط والاعتكاف في المسجد المبارك، باعتباره الوسيلة الأنجع في إفشال مخططات المستوطنين. وتزامنًا مع استعدادات الجماعات المتطرفة لاقتحام الأقصى اليوم الموافق الثامن من ذي الحجة، بمناسبة ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، انطلقت دعوات مقدسية للتواجد والرباط في المسجد، وفي أحياء البلدة القديمة بالقدس المحتلة دفاعًا عن الأقصى، ومواجهة تلك الجماعات. وتستعد ما تسمى "حركة السيادة في إسرائيل" لتنظيم مسيرة استفزازية للمستوطنين حول أسوار البلدة القديمة بالقدس، مع الحشد عند باب الأسباط- أحد أبواب الأقصى- تحديدًا، وذلك برعاية شرطة الاحتلال. وأطلق ناشطون فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسمًا بعنوان "#اقتحام8 ذوالحجة، #لن يمر الاقتحام"، داعين من خلاله للتصدي لاقتحامات المستوطنين، ولإحياء يوم عرفة في المسجد الأقصى والإفطار في ساحاته. وتداول الناشطون عبر وسم "#اقتحام8 ذو الحجة" صورًا ومقاطع فيديو لاقتحامات المستوطنين اليومية للأقصى، والتي تدعو إليها جمعيات إسرائيلية متطرفة. وأكدوا في تغريداتهم، أن اقتحام الأقصى لن يمر، كما أُفشل اقتحام 28 رمضان، مشددين على أن الاعتكاف بالمسجد هو قوة المقدسي، وأن الردع الجماهيري أساس المعركة. التواجد الشعبي المختص في شؤون القدس خالد زبارقة يقول لوكالة "صفا" إن مواجهة الاقتحام يكون بتكثيف التواجد والرباط الشعبي في الأقصى من أهلنا بالقدس والداخل المحتل، وكل من يستطيع الوصول للمسجد، لأن مجرد وجودنا بالأقصى مهم جدًا. ويوضح زبارقة أن شرطة الاحتلال مهما حاولت أن تفرض الاقتحام بالقوة، فإن التواجد الشعبي سيمنع ذلك، وهذا ما ثبت بالدليل القاطع في عدة مناسبات، وكما حدث في 28 رمضان الماضي. ويضيف أن الخروج بمظاهرات في الأراضي الفلسطينية المحتلة داعمة للقدس والأقصى، مع العمل الشعبي والتفاعل الإعلامي مع قضية الأقصى، كما أن تنظيم مسيرات في العالم العربي والإسلامي، كفيل بإفشال الاقتحام، باعتباره قرارًا إسرائيليًا، وليس قرار الجماعات المتطرفة. وبحسبه، فإن تلك الجماعات تريد إقصاء التواجد الإسلامي من الحيز العام بالأٌقصى، استعدادًا لمرحلة هدم المسجد وبناء "الهيكل" المزعوم. ويبين زبارقة أن الجماعات المتطرفة تستغل كل الإجراءات والممارسات لأجل تحقيق نقاط قوة وسيطرة في المسجد الأقصى، وفرض مزيد من النفوذ والحضور اليهودي والشرعية بداخله. ويشير إلى أن هناك تفاعلًا شعبيًا قويًا عبر مواقع التواصل، من أجل تكثيف الرباط والحشد داخل الأقصى غدًا، "لكن إذا أردنا أن ننجح يجب أن يكون العمل الشعبي متماسكًا ومنسجمًا مع كثير من النشاطات محليًا وإقليميًا وإعلاميًا". وشهد وسم "#اقتحام8ذوالحجة، #لن يمرالاقتحام"، تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل، وغرد ناشط عبر "تويتر"، قائلًا :"ما بين 14/7/2017 وحتى 27/7/2017 صنع المقدسيون عزًا للإسلام ومقدساته في هبة باب الأسباط.. أهلنا في القدس على موعد بإذن الله تعالى بنصرٍ جديد ليَفشل". عنوان المواجهة وأما المرابطة المقدسية هنادي الحلواني، فدعت إلى الاعتكاف في المسجد الأقصى منذ فجر اليوم، باعتباره عنوانًا لمواجهة هذا الاقتحام وإفشاله. وتقول الحلواني عبر صفحتها "بالفيسبوك" :" اكتبوا في تاريخ البطولات أسماءكم، وأروا الله من أنفسكم خيرًا، ولا يكونّن جلدُ المحتلّ على سرقة مقدساتكم أكبر من جلدكم على حمايتها". وتضيف أن" الأقصى يحفظُ أهله ويعرفهم بسيماهم، لا ينسى من كبّر في ساحاته ساعة النزال، ولا يمحو من تاريخه من واجهوا العدوّ بصدورهم العارية ليحفظوا عزّه". بدوره، يقول المختص في شؤون القدس زياد إبحيص إن المستوطنين يسعون لأن تكون ذكرى "خراب المعبد" محطة للتعويض عن فشلهم في اقتحام المسجد الأقصى في 28 رمضان المنصرم للاحتفال باستكمال احتلال القدس. ويضيف "لهذه الغاية فهم يخطّطون لمسيرة عند أبواب القدس القديمة، واقتحام حاشد للأقصى في 18/7، وتدعو "منظمات المعبد" أنصارها إلى مشاركة حاشدة في الاقتحام الذي يوافق الثامن من ذي الحجة". ويشكل الاعتكاف-وفقًا لإبحيص- العنوان الأنجع لإفشال الاقتحامات، لأنه يضمن الوجود البشري في الأقصى قبلها، ويمنع شرطة الاحتلال من تهيئة الميدان للاقتحام. وكانت مؤسسة القدس الدولية قالت في بيان، إن الاحتلال يحاول من خلال اقتحام اليوم أن يفرض اقتحامًا واسعًا للأقصى بالآلاف، وأن يؤدي المستوطنون الطقوس التوراتية العلنية، وأن يفعلوا ذلك في يوم التروية، أحد أيام الحج وعشر ذي الحجة، ليقول بأن "الاعتبار اليهودي يسمو على الاعتبار الإسلامي في الأقصى". وأضافت أن الاحتلال يحاول منذ نهاية هبات رمضان الشعبية ومعركة "سيف القدس" أن يستعيد الثقة، وأن يعوض جزءًا مما خسره في مشروع تهويد القدس بشكلٍ تدريجي، فاستعجل في استعادة الاقتحامات. ودعت إلى عدم تمرير أي اقتحامٍ أو عدوانٍ من دون رد، وخوض المواجهات في كل نقاط الاشتباك لحماية الأقصى، فالأقصى قلب فلسطين والأمة، فقد أثبتت التجارب المتتالية أن الاحتلال ينكسر ويتراجع كلما خرجت الإرادة الشعبية إلى الفعل. كما دعت الشعوب العربية والإسلامية إلى أن يكونوا إلى جانب المقدسيين في رباطهم ودفاعهم عن الأقصى بالوقفات الشعبية والمظاهرات، وبالاهتمام الإعلامي، وبالدعم الدائم للقدس والمقدسيين بما يمنع المحتل من الاستفراد بهم.-(وكالات)اضافة اعلان