دفء مفقود

البلاد التي رمتني خلف حدودها، لم تترك لي بعض النار كي ألملم بها بردي الكثير. قالت لي: "اذهب أنت وربك وقاتلا". ولم يكن معي من متاع الأرض سوى غبار الطريق الطويل الذي قطعته حافيا بين أزيز الرصاص. 

اضافة اعلان

البلاد التي رمتني من حضنها، قالت لي: اذهب، أنت لاجئ. ولم تسمح لي بالبقاء على عتبة بيتي القديم في المدينة التي أكلت الحرب أهدابها، ولم ترأف بأمي التي أرعبتها الطائرات والبراميل المتفجرة وحروب الطوائف، والتنظيمات التي تحاول أن تقيم دولة الطاغوت فوق ترابي. 

البلاد رمتني من رحمها، وتركتني وحيدا أبحث في الأغصان الميتة عن الدفء المفقود.