دم النساء مُباح في الحروب الدينية

هآرتس

 دانا شارون

 جدعون ليفي قام بمهاجمة يهود الولايات المتحدة وحدد لهم، وليهود آخرين من تيارات اخرى، ما هو الصحيح وما هو غير الصحيح من اجل الاحتجاج. وفي موقع صحيفة "هآرتس" تم اختيار الصورة التي أظهر أنا فيها من اجل المقال – أنا ولدت في اسرائيل وعشت فيها طوال حياتي. ولكن يبدو لي أن جدعون ليفي لا يعرف أن الخضوع لابتزاز الحريديين ونقاشهم التحريضي والمنفعل، الذي توافق عليه حكومة اسرائيل من خلال صمتها في افضل الحالات، وتقديم المكافآت بالقوة السياسية والميزانيات في اسوأ الحالات، هو سبب تصوير هذه الصورة من البداية.اضافة اعلان
 إن من تظهر في الصورة ليست امرأة اميركية تضع غطاء ملونا على رأسها، بل هي امرأة اسرائيلية في الحداد، لا يمكن تحملها. وقد يكون جدعون ليفي محقا بأن الصراع ليس صراعا لنساء من اميركا، بل هو صراع لنساء اسرائيليات، صراع يشكل حائط المبكى جانبا واحدا فيه.
 في صيف 2015، حين كنت رئيسة لجنة ادارة البيت المفتوح في القدس، حدث الامر الاصعب وهو خروج يشاي شليسل للمرة الثانية في عملية الانتقام التي قتلت في نهايتها شيرا بنكي (16 سنة) وأصيب ثلاثة اشخاص آخرين، وآلاف الاشخاص الآخرين الذين لم يعودوا الى ما كانوا عليه قبل ذلك اليوم. وبعد المسيرة بأسبوعين كانت بداية شهر آب (اغسطس) التي ترمز الى الحداد في التقاليد اليهودية. وقد طلب مني اخوتي واصدقائي أن أقدم مباركة المكافأة في حائط المبكى، من اجل الذين عادوا الى البيت بسلام. وقد تغلبت المكانة والصعوبة عليّ، وانفجرت بالبكاء وقمت بتغطية وجهي بالغطاء، في حين أن الكاميرا تمكنت من التقاط هذه اللحظة.  بعد اسبوعين من تحملي عبء جالية تمر في أزمة، إضافة إلى مشاعر الذنب التي تنبع بشكل طبيعي من وضع كهذا، تحطمت إلى شظايا لأنه تبين لي أنني محاطة بنساء روحانيات ومؤمنات يستطعن الامساك بي. هذه هي قوة الصلاة وهذه هي قوة الجمهور وهذا هو مغزى الصراع – صراع النساء من اجحل حرية الاختيار وحرية تطبيق اليهودية على طريقتهن. حقوق اساسية تُداس في اسرائيل يوميا بسبب مواقف ظلامية لجمهور تربى على الاعتقاد أن النساء اللواتي أنجبنه غير متساويات.
في الوقت الذي يهاجم فيه يهود الشتات، يؤيد ليفي بشكل غير مباشر المعاملة التفضيلية التي يحظى بها اليهود الحريديون بخصوص صيغة حائط المبكى، هذا الجمهور العنيف الذي ينشط انطلاقا من صمت حاخام حائط المبكى والحراس الذين هو مسؤول عنهم، ويمنع شرطة اسرائيل من أخذ زمام القانون.
اذا كان ليفي على حق، والصيغة غير هامة بما يكفي كي يقوم شخص بالاحتجاج على تجميدها، يتم طرح سؤال اذا كان أمن النساء وحقهن في الصلاة بهدوء هو الأهم. ولكن هذه شهادة على أنه عند الحديث عن الحروب الدينية، فان دم النساء يكون مباحا. وهذا صحيح في حائط المبكى، وصحيح في الحاخامية الرئيسة وصحيح في المقبرة ايضا.  قد يكون ليفي على حق بأن اليهود في الشتات لا يجب أن يتدخلوا في كل شيء يحدث هنا. ولكنه يخطيء ايضا بهذا العمى الذي يخدم الحريديين في الاساس، النظر الى المسألة المعقدة في حائط المبكى فقط من خلال أعين يهود الشتات. وبدل التطرق الى جميع اللاعبين يتم تفويت النقطة الاساسية، وهي أن اللعبة مباعة.