الغد

بدون-عنوان-1
بدون-عنوان-1
إسراء الردايدة عمَان- في الحظر المنزلي، اختبر الفرد أنماطا حياتية جديدة؛ حيث أصبح ملازما للمنزل منذ ما يقارب 40 يوما بعد انتشار وباء "كوفيد 19" الذي اجتاح العالم منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ذلك جعل الأغلب يعيشون مرحلة إعادة ترتيب الوقت واستغلاله بطرق مفيدة، سواء في الدراسة واكتساب المهارات عبر الدورات والبرامج التعليمية "الأونلاين". الباحثون عن تلك الدورات التدريبية غالبا ما يرغبون بأن تكون مجانية، أو التي تقدم خصومات وعروضا معينة، وآخرون يقبلون بالدفع مقابل الدورات، وهم مدركون أنها معتمدة وترفدهم بالمهارة التي يسعون إليها.

"استثمار في الوقت والمعرفة"

وجدت هدى الحسيني، وهي مهندسة ومنسقة في مجال تطوير العمال والجودة، في الحظر فرصة لإنهاء الدورات التي قامت بشرائها منذ فترة واستفادت من المجانية أيضا في ظل وفرة الوقت المتاح لديها. تقول الحسيني "كنت أقضي ما يقارب 3 ساعات يوميا في التنقل بين العمل ومهامه الخارجية، اليوم باتت إدارة الوقت أكثر ليونة، وأصبحت أستغل وقتي بشكل مختلف". ووجدت الحسيني عروضا كثيرة توفرها منصات تدريبية مختلفة بدأت منذ بداية أزمة فيروس كورونا في العالم، لتختار ما يناسب مجال عملها وتلك التي تهتم بها بشكل عام، على حد قولها، بين اللغة وتطبيقات الموبايل، من خلال منصات مثل "Udemy"، وتلك التي توفر مواضيع حديثة، وهو ما يميز دورات "الأونلاين"، التي لا تتوفر في المراكز التدريبية العادية.

الدورات التدريبية رفعت من زيادة الإقبال على الإنترنت

هنالك أعداد متزايدة من الأشخاص يستغلون الوقت لبناء مجموعة المهارات لديهم، مع زيادة كبيرة في التسجيل على منصات التعلم عبر الإنترنت مثل "edX" و"FutureLearn" و"Coursera"، حتى منصة "إدراك" التي تقدم "دورات تعليمية مفتوحة عبر الإنترنت" أو عن بعد، إلى جانب دورات مجانية يدرّسها أساتذة من هارفارد وجامعات عليا أخرى. وفي ظل الوضع الحالي، بات ما لا يقل عن 4.5 مليار نسمة في 110 بلدان مرغمين على ملازمة منازلهم أو طلبت منهم السلطات المعنية ذلك لمكافحة تفشي جائحة "كوفيد 19"، وهذا يمثل 58 % سكان العالم، الذين قدرت الأمم المتحدة عددهم بـ7.79 مليار نسمة في 2020. عالميا، تشكل آسيا الآن أكثر من نصف مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم. وتشير البيانات التي جمعها موقع Learnbonds.com إلى أن القارة كانت تمثل خلال الربع الأول من العام الحالي نحو 2.3 مليار مستخدم يمثلون نحو 50.3 % من المستخدمين العالميين. ومن خلال البيانات، فإن أوروبا لديها ثاني أعلى عدد من مستخدمي الإنترنت بنسبة 15.9 %، وهو ما يمثل 727 مليون مستخدم. ومن ناحية أخرى، فإن أفريقيا لديها 522 مليون مستخدم للإنترنت يمثلون 11.5 % من مجموع عدد مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم. وتأتي أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي في المرتبة الرابعة بعد أن بلغ عدد مستخدميها 453 مليون مستخدم. وتمثل المنطقة 10.1 % من مستخدمي الإنترنت في جميع أنحاء العالم. وفي المرتبة الخامسة، يوجد في أميركا الشمالية 327 مليون مستخدم؛ أي ما يمثل 7.8 %، يليها الشرق الأوسط حيث يبلغ عدد المستخدمين 175 مليون مستخدم (3.9 %). فيما بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن نحو 6.78 مليون مشترك، بحسب موقع "ديجيتال بورتال" العالمي، في كانون الثاني (يناير) 2020."

تطوير الذات وتنمية المهارات"

الشهادات المعتمدة والمعروفة وتطوير المهارات وتنمية الذات كانت دافع نانسي جودت المجالي مديرة ومدربة في وزارة التربية والتعليم لأخذ دورات تدريبية عدة "أونلاين". المجالي تبحث عن الدورات المجانية شريطة أن تكون ذات مصداقية وتصدر شهادة معترفة بها كما في منصة "إدراك" التعليمية الإلكترونية التي تقدم مهارات تعليمية لافتة للمشتركين، وفي حال دخلت تدريبا مدفوعا يجب التأكد من أن الشهادة الممنوحة معتمدة من الجهات المختصة. تقول المجالي: "أبحث عن المواضيع التي تسهم في تطوير معرفتي الأكاديمية وفي التنمية المهنية لطبيعة عملي، مثل تكنولوجيا التعليم وحل المشكلات والتفكير الناقد، بالإضافة لمساقات أو دورات تسهم في تطوير الذات مثل الذكاء العاطفي والتفكير الإبداعي". وللتدريب "أونلاين" جوانب عدة منها التفاعل والتواصل، بحسب المجالي، وهو ما يعطي للتدريب جمالية واستفادة أكبر لكنه يتطلب التزاما تاما بالوقت. وفي التدريب "أونلاين" غير المباشر، يستطيع المتدرب الدخول في أي وقت للمادة التدريبية وإعادتها أكثر من مرة، وهذا يجعل التعليم ممتعا أكثر وذا فائدة أكبر. وتتفق معها في الرأي هلا أبو زيَاد المتخصصة بالتسويق في مجال صحة الأسنان، مبنية أن الدورات التدريبية "الأونلاين" خاصة التي تكون مباشرة مع المدرب تجعل التعليم ذا فائدة أكبر نظرا لوجود العنصر الإنساني فيه. وتتيح المجال للمشارك بأن يطرح أسئلة ويتوسع في الفهم والإدراك والتفاعل مع المشاركين من وراء الشاشة. وتضيف أبو زيَاد، أنه ومنذ بدء الحظر تهتم الشركة التي تعمل بها على إشغال وقت الموظفين بفائدة أكبر من خلال دورات تدريبية بمعدل 2-3 بالأسبوع في مجال عملهم، مستثمرين الوقت والفرصة للتدريب مع المتخصصين. وتلفت إلى أنها تمضي ما معدله ساعتين يوميا في متابعة هذه الدورات التي تعزز من معرفتها وتطور من قدراتها في مجال العمل، وتستغل الوقت في إطار التطور المهني.

"مشاركة وتفاعل"

يقول المبرمج والمدرب والمحاضر المعتمد في برمجيات مايكروسوفت، زيد ربابعة وهو شريك مؤسس لمنصة "سندي" لدعم المرضى واحتياجاتهم: "تختلف المواصفات من منصة إلى أخرى، على الرغم من أن العديد منها تتبع النموذج نفسه مع الأنظمة الأساسية الأكبر حجم أمثل edX وCoursera وFutureLearn. وتتفاوت مدة الدورات الدراسية -من بضع ساعات إلى التزام منتظم أسبوعي على مدى أشهر عدة -وهي تشمل عادة محاضرات فيديو ونصوص قراءة واختبارات منتظمة للتحقق من ذاكرتك وفهم المنهج الدراسي". ويلفت ربابعة الذي يملك خبرة تصل لـ10 سنوات في مجال التدريب، وزميل في "بادر" الدولية وزميل بمنظمة "قيادي الشباب" العالمية، إلى أن استخدام أسلوب التفاعل المباشر مع المتدربين أفضل بكثير، كونه يبتعد به عن أسلوب التلقين. ويقاس حجم التفاعل في الدورات وتطور المستوى من خلال المشاريع والمهام التي توكل لهم والتي تتيح للجميع مشاركة الشاشة عبر المحاضرات أو تقسيم الوقت واستخدام الشروحات التطبيقية واستقبال الأسئلة مباشرة. وأحيانا يطلب من المشاركين team viewers، لكي يرى ما يفعلون ويطبقون على شاشاتهم من خلال إرشاداته التي تطبق بشكل مباشر مثلا في مجال البرمجيات.

كيفية اختيار الدورة المناسبة

بحسب موقع "www.fenews.co.uk"، ارتفعت نسبة البحث عن دورات "الأونلاين" بين شهري شباط (فبراير) وآذار (مارس) بنحو 192 %. وفي ظل ما فرضه وباء كورونا على العالم أجمع، فإن من المهم دائما دراسة البرنامج جيدا قبل التسجيل فيه سواء كان مجانيا أو مدفوع الثمن، وفقا لموقع "بزنس انسايدر"، من خلال:
  • الاعتماد والموثوقية، قد تختلف أهداف الأفراد، ولكن الاعتماد كثيراً ما يشكل اعتباراً رئيسياً، بين منصات محلية أو عالمية، حاول دائما التحقق من اعتمادها، خاصة تلك التي ترتبط بالمسارات المهنية.
  • كفاءة الأساتذة والمدربين، وجود أستاذ معروف يصبح أكثر أهمية في الدورات التفاعلية المباشرة، خاصة أنها قد لا تتوفر بشكل آخر، وهنا ينبغي على المتدرب البحث عن المشاركين ومؤهلاتهم والخبرة التي يتمتعون بها في تدريس الموضوع. ومن المرجح أن يكون أساتذة الجامعة يحملون شهادات الدكتوراه، ومن المرجح أن يكون المعلمون في كليات المجتمع من الحاصلين على شهادات الماجستير، ولا ينبغي أن تقل عن ذلك لمجرد أن الدورة التدريبية عبر الإنترنت.
  • مرونة البرنامج، وهذا يعني جدول ووقت الدورة، وقدرتك على إكمال الدورة التدريبية وفق سرعتك الخاصة؟ هل يجب أن تنضم إلى المحاضرات مباشرة أو يمكنك مشاهدتها عند الطلب؟ من المهم أن تستشعر جدول الدورة والمواعيد النهائية لضمان أنك قادر على إكمالها؛ إذ سيكون من العار أن يتم الالتحاق بدورة لا تلبي احتياجاتك الفردية.
  • تصميم الدورة التدريبية، تستمر البرامج الجيدة عبر الإنترنت في العثور على طرق فريدة لإبقاء الطلاب عبر الإنترنت على اطلاع على الأفكار الجاهزة. تفتقر العديد من الدورات عبر الإنترنت إلى عناصر الوسائط المتعددة أو توفر التنسيق نفسه كل أسبوع، مما قد يجعل التجربة مملة. يجب أن تبحث عن دورات تدريبية استثمرت في ابتكار التعليم الإلكتروني وتستخدم أشكالاً متعددة للتفاعل، بما في ذلك عناصر الوسائط المتعددة لإنشاء تجربة جذابة.
  • معاييرك الخاصة، عليك فهم السبب الذي يدفعك تماماً إلى تناول هذا المقرر التعليمي الخاص عبر الإنترنت، من خلال تحديد المهارات التي تحتاج لتنميتها والتركيز عليها.
  • وصف الدورة التدريبية، خذ بعض الوقت لقراءة أوصاف الدورة بعناية، مع التأكد من فهمك لمخططاتها الدراسية وكيف ستستفيد. اختر البرامج من المؤسسات الشهيرة، بطرائق التدريس التي تكمل تقدمك الوظيفي. ويجب أن تتضمن دوراتك التعليمية الأمور الآتية؛ ينبغي أن يساعدك البرنامج على التعلم الذاتي من خلال طرائق التدريس والتعلم التي تحث على التفاعل. يجب أن يكون لديك أيضا معلومات معمقة من خبراء الصناعة، ودروس حية وتفاعلية، وجلسات مسجلة أيضا.
  • عنصر التحفيز، حتى لو اخترت مسارا يناسب أهدافك بشكل مثالي، قد تجد أن حماسك الأولي يتبخر؛ حيث إن الافتقار إلى الروتين والوقت كثيرا ما يشكل العقبة الكبرى. وهناك استراتيجية جيدة لتجاوز هذا من خلال زميل دراسة أو تشكيل مجموعة تعليمية أكبر، حتى يتسنى لكل منهما أن يحفز الآخر والاستمتاع بالمسار معا.
اضافة اعلان