دوري بدون جمهور

يستأنف دوري المحترفين لكرة القدم يوم الاثنين 3 آب (أغسطس) المقبل، بعد فترة توقف قسرية دامت 148 يوما، فبعد إقامة الجولة الأولى من الدوري، رفضت الأندية مواصلة المشوار لحين البت بمطالبها المالية، ثم فرضت "جائحة كورونا" صمتا رهيبا على مختلف النشاطات الرياضية. لا جديد يمكن به وصف حال الأندية، خلال الأشهر الخمسة الفاصلة بين إقامة الجولتين الأولى والثانية "مدة يمكن وضعها في كتاب غينيس للأرقام القياسية"، لم يتغير شيئا على الأندية.. لاعبون ومدربون ينتظرون تسلم رواتبهم وحقوقهم منذ عدة أشهر، وديون يرتفع مؤشرها يوما بعد يوم، حتى وصل الأمر ببعض الأندية إلى قطع التيار الكهربائي والماء عنها، نتيجة تراكم الفواتير، وفي ظل عدم كفاية الدعم الذي تحصلت عليه حتى الآن.. من يتصور أن ناديا عريقا بلا كهرباء في عصر الاحتراف؟. كان الدوري يتأرجح بين خياري الاستئناف والإلغاء.. الهاجس المالي كان من يحكم الأندية ويتحكم برغباتها ومصيرها، إلى أن تم الانتهاء من حسبة "حدرة بدرة"، وتم الاتفاق على استئناف الدوري بدون جمهور، وفي ظل ترتيبات إدارية ومعايير صحية صارمة، رغم أن كثيرا من المباريات الودية التي جرت وتجري استعدادا للدوري، شهدت كسرا للبروتوكول الصحي وتقاربا اجتماعيا وجماهيريا طبيعيا!. غياب الجمهور سيكون ضربة جديدة لمقدرات الأندية، لكنه "شر لا بد منه"، تحسبا من حدوث إصابات بفيروس كورونا لا قدر الله، وقد فعلت الغالبية العظمى من الاتحادات الرياضية في مختلف دول العالم هذا الأمر، خوفا من توسع دائرة المرض وبالتالي "القضاء" على النشاط الرياضي بدلا من القضاء على المرض، لكن تلك الدول التي عاشت خلال الشهرين الماضيين تلك التجربة النادرة "جميع المباريات بدون جمهور"، سعت وتسعى لإعادة الجمهور إلى ملاعبها ومنها فرنسا وألمانيا وغيرهما. ما يهمنا في الدوري المحلي الذي لا يحمل من الاحتراف الا اسمه، أن يحقق أكبر قدر من الاهداف المرسومة له.. لا أحد يسأل عن المستوى الفني بعد فترة التوقف الطويلة، فهو في الأساس "هابط" ولم يتجاوز تقدير "متوسط"، لكن "الريحة ولا العدم"، وإقامة المباريات ستساهم حتما في رفع وتيرة المنافسات وتوسيع دائرة اختيار لاعبي المنتخب الوطني، مع أن الغالبية العظمى باتت تدرك بأن معظم الاسماء جاهزة قبل "كورونا". نتمنى لدوري المحترفين أن يمضي قدما ويصل إلى بر الأمان بتتويج من يستحق من الفرق، ولتحقيق ذلك فإن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، وإن كان الأمل أن يتم تدارس العودة الجماهيرية المتدرجة للجماهير شريطة ألا يهضم حق الفرق التي ستلعب في غياب الجمهور، أو أن يكون الأمر خلال مرحلة الاياب فقط، ويقتسم طرفا المباراة ريعها.اضافة اعلان