دول التحالف تستبدل "عاصفة الحزم" بـ "الأمل" تمهيدا لحل سياسي باليمن

أفراد من الحرس الوطني السعودي أثناء مشاركتهم في بطولة المحارب السنوية في مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة في عمان أمس-(تصوير: محمد أبو غوش)
أفراد من الحرس الوطني السعودي أثناء مشاركتهم في بطولة المحارب السنوية في مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة في عمان أمس-(تصوير: محمد أبو غوش)

عواصم - أكدت قوات التحالف أمس انتهاء عمليات "عاصفة الحزم"، بعد أن حققت أهدافها، وبدء عمليات إعادة "الأمل"، التي ستكون وفق قرار مجلس الأمن، وسرعة استئناف العملية السياسية في اليمن، بهدف حماية المدنيين واستمرار مكافحة الإرهاب.اضافة اعلان
وأكدت في بيان اصدرته أمس أن "دول التحالف واستجابة منها لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي (..) تعلن عن انتهاء عملية عاصفة الحزم مع نهاية هذا اليوم (أمس) وبدء عملية إعادة الأمل".
وقالت إن الطلعات الجوية أزالت أي تهديد ضد السعودية ودول الجوار، وتدمير الصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات.
وقال البيان "تعلن وزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية أنه على إثر انطلاق عملية (عاصفة الحزم) والتي شاركت فيها القوات المسلحة السعودية بكل كفاءة واقتدار وأدت إلى فرض السيطرة الجوية لمنع أي اعتداء ضد المملكة ودول المنطقة، فقد تمكنت الطلعات الجوية التي شارك فيها صقورنا البواسل مع أشقائهم في دول التحالف بنجاح من إزالة التهديد على أمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة من خلال تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لـ(علي عبدالله صالح)، من قواعد ومعسكرات الجيش اليمني". ونص البيان على "تعلن عن انتهاء عملية "عاصفة الحزم" مع نهاية هذا اليوم (أمس) وبدء عملية "إعادة الأمل" والتي سيتم خلالها العمل على تحقيق سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم ( 2216)، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، واستمرار حماية المدنيين، واستمرار مكافحة الإرهاب، والاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية.
كما تهدف إلى تحقيق التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومن تحالف معها، وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج، وإيجاد تعاون دولي من خلال البناء على الجهود المستمرة للحلفاء لمنع وصول الأسلحة جواً وبحراً إلى الميليشيات الحوثية وحليفهم علي عبدالله صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين".
وأضاف البيان " وفي هذا الخصوص تثمن دول التحالف صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله " بتخصيص مبلغ ( 274) مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في (اليمن) من خلال الأمم المتحدة. وتود دول التحالف تأكيد حرصها على استعادة الشعب اليمني العزيز لأمنه واستقرار بعيداً عن الهيمنة والتدخلات الخارجية الهادفة إلى إثارة الفتنة والطائفية وليتمكن من بلوغ ما يصبو إليه من آمال وطموحات , وليعود اليمن لممارسة دوره الطبيعي في محيطة العربي".
وكان العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز أمر في وقت سابق أمس، قوات الحرس الوطني بالمشاركة في عملية "عاصفة الحزم" ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، حسب ما اعلن المسؤول عن هذه القوة البرية بشكل اساسي وذات الطابع القبلي، فيما اكدت واشنطن انها ترصد سفنا ايرانية قد تكون متجهة الى اليمن.
وعبر وزير الحرس الوطني الامير متعب بن عبدالله ال سعود في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السعودية الرسمية عن "بالغ الاعتزاز اثر صدور امر خادم الحرمين الشريفين بمشاركة قوات الحرس الوطني في هذه المهمة".
واكد الامير متعب، "الجاهزية التامة والاستعداد المتكامل لكافة قوات الحرس الوطني، وهو الدور الذي يتشرفون بأدائه إلى جانب إخوانهم وزملائهم في بقية القطاعات العسكرية". وشهدت محافظة الضالع الجنوبية اعنف الغارات أمس، فضلا عن مواجهات بين الحوثيين و"المقاومة الشعبية" المناهضة لهم.
وذكرت مصادر طبية ومحلية ان الغارات والمواجهات في الضالع اسفرت عن مقتل 23 شخصا من الحوثيين واربعة مدنيين واربعة من عناصر "المقاومة الشعبية".
كما شهدت محافظة شبوة مواجهات وغارات اسفرت عن مقتل حوالى 30 شخصا معظمهم من الحوثيين بحسب مصادر قبلية.
كما شهدت مدينة عدن الجنوبية مواجهات مستمرة حيث يخوض الحوثيون مواجهات مع خصومهم في عدة احياء بالرغم من استهدافهم من قبل طيران التحالف العربي.
واعلنت منظمة الصحة العالمية أمس ان اعمال العنف في اليمن منذ اواخر اذار/مارس خلفت 944 قتيلا و3487 في حصيلة حتى 17 نيسان/ابريل نشرتها أمس في جنيف.
وفي حصيلة سابقة اعلنتها الجمعة الماضي اشارت منظمة الصحة العالمية الى 767 قتيلا و2906 جريحا منذ بدء اعمال العنف في 19 اذار/مارس.
واضافت المنظمة ان هذه الاعداد مصدرها المنشآت الصحية في اليمن لكن الارقام الفعلية اعلى بكثير لان الكثير من الاشخاص لا يصلون الى المستشفيات لتلقي العلاج. وكانت الولايات المتحدة حركت أول من أمس حاملة طائرات باتجاه اليمن لحماية الطرق البحرية الحيوية في المنطقة معلنة في نفس الوقت انها تراقب مجموعة من السفن الايرانية التي قد تكون متجهة الى هذا البلد.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان القافلة البحرية التي تعتبرها واشنطن مشبوهة تتألف من "تسع سفن بينها سفينتا دورية" من طراز عسكري.
بدوره، قال مسؤول آخر في الوزارة "نشتبه في ان هذه السفن تنقل اسلحة ومعدات عسكرية. اذا تم تسليمها الى اليمن فان من شأن هذا الامر ان يؤدي الى المزيد من زعزعة استقرار" هذا البلد.
والقتلى الذين بينهم ثلاثة موظفين من تلفزيون اليمن احدهم صحافي، قضوا نتيجة انفجار ضخم تبعته عدة انفجارات عقب شن قوات التحالف العربي غارة على مخزن للذخيرة والصواريخ في موقع فج عطان الجبلي على تلة مطلة على صنعاء من جهة الجنوب.
الى ذلك، اكدت دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماع في نيويورك أول من أمس انه لا مجال لوقف اطلاق النار في اليمن ما لم يلتزم المتمردون الحوثيون بقرار مجلس الامن الذي يطالبهم بالتخلي عن السلطة في هذا البلد، كما افاد مسؤول سعودي. وقال السفير السعودي في الامم المتحدة عبد الله المعلمي  في ختام الاجتماع مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "قال انه يريد نهاية سريعة للعمليات الحربية. نحن جميعا نريد نهاية سريعة للعمليات الحربية لكن هناك شروطا للتوصل الى ذلك وهي شروط نص عليها القرار" الذي اصدره مجلس الامن الاسبوع الماضي.-(وكالات)