حابس العدوان
ديرعلا – في غرفة أرضية لا تزيد مساحتها على 16 مترا ذات سقف منخفض تعيش عائلة عطا البلاونة المكونة من ثمانية افراد الواقعة في منطقة دير علا، ينامون فيها ويطبخون ويأكلون ويستحمون، فهي كل ما يملكون في هذه الدنيا.
ويسعى البلاونة وسط هذه الظروف الصعبة إلى تأمين عائلته بمتطلباتها الرئيسية في خلال الشهر الفضيل ويفي بمتطلبات افراد اسرته من ماكل ومشرب، وخاصة أنه مصاب بمرض فصام عقلي ومنتفع من صندوق المعونة الوطنية براتب شهري يبلغ 200 دينار، كونه لا يستطيع العمل بسبب المرض فيحاول أن يوائم بين هذا المبلغ وبين المتطلبات المعيشية طوال الشهر،لافتا إلى أن جزءا من الراتب يذهب لمواصلة رحلة العلاج.
معاناة العائلة كما يرى تتحدد في أن الغرفة التي يقطنها وعائلته لا تكفي لكي يناموا فيه،ـ إذ انهم يصطفون ذكورا واناثا بجانب بعضهم البعض لكي يتمكنوا من النوم جميعا معا ، مشيرا الى ان بناته لا يستطعن تبديل ثيابهن إلا بعد خروج بقية افراد العائلة إلى الخارج، في الوقت الذي لا يستطيعون فيه استقبال أي كان سواء قريب أو غريب في هذه الغرفة.
"لا يوجد دخل كاف لاتمكن من بناء ولو غرفة واحدة بجانب الغرفة الحالية أو بناء مطبخ صغير لوضع ادوات الطبخ فيه" يقول عطا، لافتا الى انه راجع سلطة وادي الاردن عدة مرات الا انه وفي كل مرة يسمع نفس الرد بانه لا توجد اراضي سكنية للتوزيع ، فيما سمح له اخوته بالبناء بقطعة ارض محاذية لغرفته.
