دينتمون يترك بصمات ‘‘جماعية‘‘.. و‘‘الارتكاز‘‘ يؤرق ستايبينغ

لاعب المنتخب الوطني أمين أبو حوّاس قدّم مباراة مميّزة أمام الإمارات أول من أمس - (تصوير: أمجد الطويل)
لاعب المنتخب الوطني أمين أبو حوّاس قدّم مباراة مميّزة أمام الإمارات أول من أمس - (تصوير: أمجد الطويل)

أيمن أبو حجلة

عمان - قدّم المنتخب الوطني لكرة السلة صورة فنية جديدة عنه، خلال المباراة الودية التي فاز فيها أول من أمس على ضيفه الإماراتي بنتيجة 96-67، وذلك قبل توجهه إلى الفلبين صباح أمس، لإجراء معسكر تدريبي يخوض فيه مباراتين ودّيتين مع المنتخب الفلبّيني وثالثة مع فريق سان ميغيل، قبل التوجه إلى نيوزيلندا لملاقاة منتخبها الوطني يوم التاسع والعشرين الحالي، ضمن النافذة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2019 المقرر إقامتها في الصين.اضافة اعلان
المباراة منحت الجمهور والمتابعين فرصة لرؤية المنتخب على أرض الواقع للمرة الأولى منذ استلام الأميركي جوي ستايبينغ تدريب الفريق خلفا للمدرب المحلي سام دغلس، كما أنها المباراة الأولى للمجنس الجديد، الأميركي جاستن دينتمون الذي سيمثل "صقور الأردن" في الفترة المقبلة بدلا من مواطنه دار تاكر.
وخرج المتابعون بانطباعات متباينة، رغم أن اللقاء لا يعد مؤشرا حقيقيا على ما يمكن للفريق تقديمه في الفترة المقبلة، خصوصا مع فارق الإمكانيات الفردية الموجود بين لاعبي المنتخب الوطني ونجوم المنتخب الإماراتي الذين قدموا أداء جيدا، وبرز منهم أكثر من لاعب مثل قيس الشبيبي وراشد الزعابي.
انسجام ضعيف يتحسن تدريجيا
الأنظار كانت موجّهة في هذا اللقاء للمدرب ستايبينغ الذي وعد الجمهور لدى تقديمه للإعلام، بنظام هجومي ودفاعي جديد للفريق، بيد أن اللاعبين بدوا وكأنّهم يحتاجون لمزيد من الوقت لهذه الخطط والتكتيكات، وحتّى تمارين الإحماء احتوت على تمارين فرديّة في سرعة نقل الكرة بإشراف المعاونين مات جورانيك وزيد الخص وانفر شوابسوقة.
في النصف الأوّل من اللقاء، لم تتَّضح الهوية الفنيّة للفريق، حيث انعدم التركيز في الدقائق الاولى، ولم يكن هناك تناقل وتدوير للكرة، رغم أن دينتمون قاد صناعة الألعاب بثقة.
لكن الحال انقلب تماما في الربعين الثالث والأخير، بعدما بدا وأن اللاعبين قد استوعبوا توجيهات ستايبينغ الذي ظهر صارما في التعامل مع نجوم الفريق، فكان الدفاع أفضل بالاعتماد على سرقة الكرة من الخصم بانتظام، لا سيما من قبل الثلاثي سنان عيد وأمين أبو حوّاس وزيد عبّاس، فكثرت عمليّات الفاست بريك التي سجّل منها اللاعبون في أكثر من مناسبة.
تجربة بمعنى الكلمة
ولم تمض سوى 4 دقائق على بداية الربع الثالث، حتّى أشرك ستايبينغ كافة لاعبيه الـ12 والذين غاب عنهم موسى العوضي احترازيا بسبب إصابة خفيفة.
وكان لافتا تألّق سنان عيد عند دخوله للملعب، في وقت لم يتمكن فيه جوردان الدسوقي من ترك تأثير قوي على الفريق رغم مشاركته لفترة طويلة في النصف الثاني، أمّا مالك كنعان فاقتصرت مشاركته على دقائق قليلة في النصف الأول، لم يقدم فيها ما كان مأمولا منه.
ويمكن الاستنتاج من خلال اللقاء، أن ستايبينغ يولي أهمّية خاصة للمركز رقم (4)، بعدما أشرك على فترات كلا من زيد عبّاس وأحمد عبيد ومحمّد حسّونة، مع تنقل أحمد حمارشة بين المركزين 3 و4، فيما ظهر بوضوح أن دينتمون سيكون صانع اللعب الأساسي، باسناد من محمود عابدين الذي يحتاج لتحسين نسبة تصويبه الثلاثي، إذا ما أراد الاحتفاظ بمكانه الأساسي في التشكيلة، لا سيما في ظل بروز سنان وعودة العوضي في معسكر الفلبين، والفرديات اللافتة لنجم المباراة أبو حواس.
دينتمون "الممون"
الجمهور بدا قلقا من قلة تصويبات دينتمون الناجحة في النصف الأول، بيد أن أداءه تحسن بالتدريج مع بداية الربع الثالث، ونستطيع القول أن ستايبينغ لا يريد من دينتمون القيام بأدوار بطولية كالتي قام بها تاكر في الفترة الماضية، بل يريد منه أن يقود دفة الألعاب وتوزيع الكرة وإشراك الجميع في الهجمات، وذلك لم يمنع المجنس الجديد في نهاية الأمر، من تصدر لائحة مسجلي الفريق برصيد 18 نقطة.
معضلة الارتكاز
اللافت في المباراة، كان إشراك يوسف أبو وزنة منذ البداية في مركز لاعب الارتكاز على حساب محمد شاهر الأكثر طولا (2011 سم مقابل 203 سم)، كما عاد المدرب للاستعانة لنجم الرياضي مع انطلاق الربع الثالث، وهو ما يوحي إلى عدم اقتناع ستايبينغ حتّى الآن بما يمكن لشاهر أن يقدمه في الفترة المقبلة، رغم تأكد غياب النجم أحمد الدويري عن مباراة نيوزيلندا على أقل تقدير.
وبما أن بقية اللاعبين لا تتعدى أطوالهم الـمترين باستثناء زيد عبّاس (203 سم) ومحمد حسونة (200 سم)، فإن مركز لاعب الارتكاز قد يشكّل ثغرة في صفوف الفريق، ما لم يفز شاهر خلال المعسكر الفلبيني بثقة المدرب.