ديوك ودجاج!

تبدأ "الديوك الفرنسية" اليوم مشوار المنافسة على لقب النسخة الخامسة عشرة من كأس الامم الاوروبية لكرة القدم في مواجهة منتخب رومانيا.. في جعبة الفرنسيين لقبان ووصافة، في حين يخلو سجل الرومانيين من أي إنجاز يذكر، لكن مباريات الافتتاح لها حساباتها ومخاوفها وطالما سقط "المضيف" في شرك "الضيف".اضافة اعلان
الفرنسيون يستضيفون البطولة وسط مخاوف أمنية كثيرة واضطرابات داخلية، ومسلسل من الفضائح والإصابات طاردت النجوم وأصبحت بمثابة "الكابوس" الذي يجثم على صدر المدرب ديدييه ديشان، فمن فضيحة ابتزاز المهاجم كريم بنزيمة لزميله ماتيو فالبوينا، المبعد ايضا، بشريط جنسي، الى اصابة اللاعبين رافايل فاران وجيريمي ماتيو ولاسانا ديارا ودوبوشي وكورت زوما، واخيرا وليس آخرا ايقاف مامادو ساكو لتناوله مواد محظورة.
هذا المشهد يوحي بأن "الديوك الفرنسية" ربما غير قادرة حاليا على تحقيق ما تم انجازه في العام 1984 بفضل النجم ميشال بلاتيني الذي غرق هو الآخر بفضيحة مالية جعلته يتابع الحدث الكروي الاوروبي الابرز كمواطن عادي وليس رئيسا للاتحاد الاوروبي لكرة القدم، وفي العام 2000 بفضل النجم الرائع زين الدين زيدان، الذي قاد ريال مدريد الاسباني مؤخرا نحو اللقب الحادي عشر على صعيد دوري ابطال اوروبا في اول تجربة تدريبية.
"على الورق" يبدو المنتخب الفرنسي مرشحا لنيل اللقب، طالما أنه يصنف من بين اقوياء اوروبا الذين يحضرون جميعا هذه المرة باستثناء الهولنديين، رغم أن عدد المنتخبات المشاركة اصبح 24 منتخبا.. الفرنسيون ليسوا وحدهم المرشحين لنيل اللقب، فثمة طموح قوي للاسبان، الذين هيمنوا على آخر لقبين وتقاسموا مع الالمان وصف المنتخبات الاكثر حصولا على اللقب "3 مرات"، مع وجود تفوق للألمان الذين كانوا اكثر منتخب يصل الى المباراة النهائية... فازوا 3 مرات وحلوا ثانيا 3 مرات، بعكس الاسبان الذين نالوا اللقب 3 مرات والوصافة مرة.
إذن.. الفرنسيون والالمان والاسبان يطمحون باللقب، لكن ثمة أقوياء ومتربصون آخرون.. الطليان يرغبون به مرة ثانية، وكل من انجلترا والبرتغال وبلجيكا تطمح به للمرة الاولى، فلمن يبتسم اللقب؟.
"نظريا".. لا احد مرشح فوق العادة.. البطولة أشبه بـ"ديوك ودجاج" تتصارع في الميدان.. منتخبات يمكنها أن تجسد "شخصية البطل" وتلعب دور "الديك" رغم أن بعضها وبفعل عوامل متعددة قد يتحول إلى "دجاجة"، فيما منتخبات اخرى معرضة لـ"نتف ريشها" مبكرا، لأن طموحاتها ربما لا تتجاوز الوصول الى الدور الثاني.
لكن كرة القدم وللمرة المليون لا تعرف مستحيلا.. فمن كان يتصور أن منتخب الدنمارك الذي شارك بـ"قرار سياسي" عوضا عن "يوغسلافيا السابقة" سيتوج بطلا في العام 1992 على حساب ألمانيا التي كانت قد توجت بالمونديال عام 1990؟، ومن كان يتصور أن اليونان بمشاكلها المالية والسياسية ستتوج باللقب العام 2004 على حساب البرتغال المستضيفة، وتحرم رونالدو ورفاقه آنذاك من مجد كروي؟.
وبموازاة لعبة "الديوك والدجاج" بين المنتخبات الاوروبية.. ثمة لعبة اخرى "القط والفأر" يلعبها المتفرجون الفقراء مع القناة صاحبة حقوق البث الحصرية، حيث يتسابق المتفرجون للحصول على "مشاهدة مجانية" اما عبر القنوات الأرضية او مواقع "الانترنت".