د. زيد حمزة يستعيد ذكرياته "بين السياسة والطب"

عمان - الغد- في إطار فعاليات ملتقى الثلاثاء، الذي يقام بالتعاون ما بين رابطة الكتاب الأردنيين ومركز تعلم واعلم للأبحاث والدراسات، ألقى الكاتب د. زيد حمزة، أول من أمس محاضرة بعنوان: "بين السياسة والطب"، في مقر رابطة الكتّاب الأردنيين، وقدم المحاضر وأدار الحوار د. أحمد ماضي.اضافة اعلان
واستعاد د. حمزة في مستهل المحاضرة بداية وعية السياسي منذ شارك في أول مظاهرة في حياته وكانت في العام 1941، وكان عمره آنذاك تسع سنوات، حين جاء طلاب المدرسة الثانوية في عمان إلى المدرسة العبدلية الابتدائية، حيث كان يدرس، ليشركوهم في مظاهرة كان هتافها الرئيس (يعيش أبو علي) ولم يكن طلبة (العبدلية الابتدائية) يعرفون أن المقصود بذلك الهتاف هو "هتلر" الذي أيد ثورة رشيد عالي الكيلاني في بغداد يومئذ.
وبيّن المحاضر أنه في العام 1948 شارك في اعتصام مدرسة عمان الثانوية للمطالبة بسرعة دخول الجيوش العربية إلى أرض فلسطين لتحريرها من القوات الصهيونية، التي بدأت تسيطر عليها، ولرحيل القوات البريطانية عنها.
وأضاف حمزة: بعد عودتي إلى الأردن عقب انهاء الدراسة في مصر، وعملي طبيبا في وزارة الصحة، تلقيت الصدمة العائلية الأولى في حياتي، بمصرع شقيقي زياد، الضابط الطيار في سلاح الجو الملكي الأردني، وقد كان طيارا ومرافقا خاصا للراحل الملك الحسين طيب الله ثراه.
وقارن المحاضر بين مرحلة التعليم في الأردن ومصر، ذاكرا أن الصدمة الفكرية التي حدثت له كطالب خرج من المجتمع الأردني في بداية تشكيل الدولة إلى مجتمع متكامل بمدنه ومواصلاته ومعاهده وجامعاته، ليجد نفسه في خضم حراكه السياسي وبين أحزابه من وفديين وماركسيين وشيوعيين بتنظيماتهم المختلفة.
كما عرض حمزة جملة من المواقف التي تناولت الحياة السياسية في الأردن، منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية، مبينا العديد من مجرياتها في الطب والسياسة والقضايا الاجتماعية، راصدا ما يمكن أن يكون مساهمة لافتة في تدوين تاريخ الأردن الاجتماعي والسياسي لما في هذه المذكرات من أحداث مهمة في المجالات النقابية والطبية عايشها بنفسه وكان شاهداً عليها. حديث زيد حمزة عن مذكراته اتسم بالموضوعية والنزاهة والحسّ الوطني الملتزم تجاه جملة التجارب التي خاضها. وفي ختام المحاضرة جرى نقاش موسع بين المحاضر والحضور.