"ذهب أيلول".. حكاية الوباء واللجوء والحب والخيبات

89
89

أحمد الشوابكة

عمان- تستمر مجموعة المركز العربي الإعلامية بتصوير المسلسل الاجتماعي "ذهب أيلول" في العديد من المواقع في عمّان، والمسلسل هو من أوائل الإنتاجات التي بدأت المجموعة بتنفيذها للموسم المقبل، وذلك ضمن خطتها الإنتاجية التي أعلنتها مؤخرا لموسم 2021– 2022، حيث ستقدم للجمهور العربي مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية من حيث الشكل والمضمون، وذلك في انطلاقة قوية تحضر لها منذ سنتين.

اضافة اعلان


واستثمرت المجموعة الظروف التي نتجت عن جائحة كورونا للعمل على تطوير باقة ضخمة من الأفكار، وتطبيق أساليب الكتابة الحديثة لتكون النتائج مشاريع درامية جاهزة للتنفيذ تحاكي العالم اليوم بمضامينها الجديدة، ومعالجتها المواكبة للحداثة ما يعرض على الفضائيات والمنصات الرقمية.


ويقدم "ذهب أيلول" حكاية في ظلال الوباء عن معاناة البشر في أوقات اللجوء، إذ يلتقون بمن تتفتح فيهم براعم الحب والتضامن، ويواجهون من نمت في دواخلهم بذور الاستغلال؛ كتجّار البشر الذين يسلبون اللاجئين آمالهم في العيش بكرامة.


وتتجلى أهمية المسلسل الذي كتب نصه مجموعة من الكتاب عن فكرة لمحمد عريقات وبإشراف مباشر من المنتج طلال العواملة، بعرضه المواجهة بين الخير والشر من ناحية ومواجهة الإنسان للوباء من ناحية أخرى، كما يقدّم حكاية اللاجئ الذي يرفض أن يكون الضحية، وذلك بإيقاع درامي شيق وجريء، يتجاوز الأطر التقليدية حول قضايا اللاجئين، ويضع في حسبانه قضية الوجود الأزلية المتمثلة في صراع قيم الجمال مع الشر.


وعن أهمية المسلسل قال المدير التنفيذي لمجموعة المركز العربي الإعلامية المنتج طلال العواملة "إن أحد أهم عناصر نجاح الإنتاج التلفزيوني، يكمن في القدرة على التقاط الأحداث الراهنة التي تترافق مع التغيرات الكبرى التي تمر بها المدن والمجتمعات، فتنعكس على حياة سكانها، وتغير أفكارهم، وربما مصائرهم، مثلما حدث في جائحة كورونا مؤخرا، مما يخلق فرصة تاريخية مهمة، لالتقاط ما هو راهن وتحويله إلى حكاية درامية مشوقة ومليئة بالأحداث".


وأضاف "العمل درامي إنساني معاصر يتناول حياة اللاجئات بسبب الحروب في بلدانهن، وما يتعرضن له من استغلال. وفي المقابل هناك أياد خيرة لا تدخر جهدا في حمايتهن". ويسلط المسلسل الذي سيمتد على ثلاثة مواسم، كل موسم من عشر حلقات متصلة، الضوء على حياة خمس نساء من جنسيات عربية مختلفة، أردنية وسورية وفلسطينية ولبنانية وعراقية، هن كل من أميرة سمير ومرح جبر وشكران مرتجى ولونا بشارة وريهام عزيز، إذ يعري بعض السلوكيات الإنسانية في شتى جوانبها النفسية والسياسية والاجتماعية والروحية.


ويشارك في المسلسل نخبة من الفنانين العرب، حيث تحضر من سورية كل من مرح جبر ودانة جبر وسوسن ميخائيل ونادين قدور ورائد مشرف وشكران مرتجى. ومن الأردن كل من ساري أسعد وشاكر جابر وعلي عليان وعاكف نجم ورهام عزيز ولونا بشارة ونبيل كوني ومنذر خليل وعمر حلمي وربيع زيتون ومصطفى أبو هنود وأميرة العتمة ونبيلة الجيلاني وغادة عباسي ودعاء شروف ويزن الشمالية ووسام طبيلة وإبراهيم النوابنة وجمال مرعي وديانا رحمة.


فيما يشارك من العراق كل من: ميثم صالح وجلال كامل، ومن لبنان كل من عمار شلق وإيلي شالوحي ونور صعب، ومن مصر حامد مرزوق، إضافة إلى العديد من المواهب الشابة، والمسلسل يخرجه حماد الزعبي.


ويشير الفنان الأردني عاكف نجم، إلى أن المركز العربي صرح له جذوره في العراقة، وله خبرته المتأصلة في صناعة الدراما، مشيدا بعودة المركز بعد الجائحة التي ما زالت تعصف بنا وتبني مشاريع عربية مشتركة في مضامينها العميقة وحرصها على تقديم كل الإمكانات الإنتاجية للخروج بأعمال مشرفة أمر يثلج الصدر.


ويؤكد أن لجوء المركز لمثل هذه الإنتاجات الدرامية ذات المواضيع الحساسة لها خصوصية، وتناولها يجب أن يكون مؤثراً وفاعلاً، كما في مسلسل "ذهب أيلول" فهو ذو رسالة اجتماعية إنسانية عميقة.


وقال نجم أنه شارك في كثير من الأعمال العربية والمحلية، معبراً عن سعادته في هذا العمل الدرامي "ذهب أيلول" مع نجوم عرب الذين يكن لهم كل احترام ومحبة، وسينعكس هذا الانسجام على المشاهد، معتبرا أن الأعمال العربية المشتركة أرضية خصبة لطرح مواضيع متنوعة ومشوقة لتشكل هما عربيا عاما. وعن دورها في المسلسل تقول الفنانة الأردنية أميرة سمير، "أجسد في العمل دور سيدة أردنية ذات شخصية مرحة وحيوية، صريحة متصالحة مع ذاتها، لا شيء ينغص حياتها غير عدم قدرتها على الإنجاب، تحاول إقناع زوجها المهندس بتبني طفل ويوافق بعد طول عناد، تعمل في الجمعية الخيرية التي تعنى بشؤون اللاجئين كعضو أساسي ومدرب للأطفال، وهي واحدة من الصديقات الأربع للشخصيات النسائية الرئيسية في المسلسل".


وترى الفنانة الأردنية غادة عباسي أن الأعمال المشتركة فرصة للفنانين في الظهور والانتشار الجماهيري، وتفسح المجال للجمهور العربي إلى وجوه الدراما العربية من بلدان مختلفة، وتغني من موهبتها في عالم التمثيل.


وتضيف عباسي أن الدراما المشتركة مهمة، لأنها تلغي الحدود بين البلدان، وتزيد من انتشار الفنان وتحوله للتعرف إلى زملاء له في المهنة واكتساب خبرات جديدة وثقة بالنفس، مسجلة تقديرها للمركز العربي الذي أعاد الإنتاج الدرامي وتقديم أعمال فنية ودرامية تضفي على الشاشات العربية لمسات فنية ومواضيع في جوانب إنسانية واجتماعية وثقافية وتشويقية ضمن البطولة الجماعية.


وعن أجواء التصوير قال الفنان اللبناني عمار شلق، "التصوير سيتواصل حتى نهاية العام الحالي وسط أجواء ود وزمالة بين فنانين من الأردن ولبنان وسورية والعراق ومصر".


وأضاف أن ما يميز العمل إخراجه المتمكن ونصه المتماسك الذي تدور أحداثه في أجواء اجتماعية عربية مختلفة منها ما يتعلق بجائحة كورونا وتداعيات الحروب في المنطقة، مع بعض القضايا الخاصة بالمرأة العربية في هذه الظروف بالذات.


من جانبها أشارت الفنانة اللبنانية نور صعب إلى أهمية الأعمال المشتركة التي تجمع الفنانين العرب على اعتبارها تخلق حالة من التقارب بين المجتمعات العربية وفتح أفق ثقافية، وهذا الشيء أوجد خلطة جميلة بالدراما ككل.


وعبرت صعب عن سعادتها للمشاركة في هذا العمل الدرامي الذي يضم فنانين كبارا ومعروفين من الدول العربية، ما يعطي دافعا حقيقيا لاستخراج عمل درامي بالصورة الرائعة للمتفرج العربي، مع اعترافها الضمني أن المنافسة الشريفة بالعمل تساهم في إنجاح العمل، مع تأكيدها بأن الفنان يبقى يتعلم.


وقالت إن الشيء الذي شدها كثيرا بمشاركتها في مسلسل ذهب أيلول، أنه يتحدث عن مجتمع موجود بالفعل بكل البلدان العربية، ويعكس ما يحدث في المخيمات، مشيرة إلى أن أحداث المسلسل حساسة وجريئة وينبغي الحديث عنها بطريقة موضوعية وصحيحة.
وتشير إلى أهمية المركز العربي للإنتاج الفني بصناعة نجوم الدراما على مستوى الوطن العربي.


ويدرك الفنان اللبناني ايلي شالوحي أهمية هذا النوع من الأعمال المشتركة الذي من شأنه أن يسهم في انتشار أكبر لأي عمل درامي، لكن؛ بشرط أن تكون الخلطة الدرامية منطقية، واصفاً مشاركته في هذا العمل الدرامي مع مجموعة الفنانين بالمهمة.


ويرى أهمية أن تطرح الدراما مواضيع ذات أهمية تنضوي على المشاكل التي يعيشها المجتمع العربي للمساعدة في إيجاد الحلول المناسبة ونقل الأحداث بأسلوب تشويقي.


ووصف شالوحي العمل مع المركز العربي بالمريح وراق ويتمتع بحرفية عالية من الناحيتين، الإنتاجية والإخراجية، وبخاصة فيما يتعلق بتوفير الأجواء المتعلقة في مواقع تصوير المشاهد من موقع إلى آخر والتنقل.


ورأى عودة المركز العربي إلى سوق الإنتاجات الدرامية وخاصة في ظروف انتشار جائحة كورونا، خطوة موفقة وجريئة كون هذا العمل يستقطب فنانين من عدة دول عربية.


ويقول الفنان العراقي ميثم صالح عن العمل، بأنه شمل الفنانين العرب وجمع همومهم ومشاكلهم، وكذلك توحيد اللغة الإنسانية، مشيراً أن دور الفن والفنان العربي في طرح معاناة اللاجئين وكيفية استغلالهم داخل المخيمات.


وعن دوره في المسلسل قال صالح: "أجسد شخصية جرير في المسلسل، وهي شخصية محورية ومهمة، وبنفس الوقت من الشخصيات المعقدة والمركبة والصعبة، معبراً عن سعادته بالتعامل مع نخبة من نجوم الفن العربي بقيادة المخرج المبدع حماد الزعبي، والمؤلف محمد عريقات والكادر الفني المتميز.


وحول خصوصية العمل مع مجموعة المركز العربي وتوقيت العودة بعد كورونا، أكد أن خصوصية العمل مع المركز العربي له ميزة خاصة، بسبب التاريخ الفني الكبير للمركز وهو صاحب إنجاز وبصمة مهمة في الدراما العربية والأردنية بشكل خاص، وكذلك تحدى هذا الوباء في الوقت يعطي دافع قوي لكادر المسلسل في الابداع. ويذكر أن مجموعة المركز العربي الإعلامية هي مؤسسة إعلامية تجارية مستقلة، تبتكر وتنتج محتوى سينمائياً وتلفزيونياً عالي الجودة، تأسّست عام 1983 من قبل المنتج الأردني الراحل عدنان العواملة (1948– 2021)، ومن ثم انتقلت إدارة المجموعة إلى ابنه المنتج طلال العواملة، واستطاعت من خلال إدارتها وفرقها متعدّدة التخصصات الانتقال من كونها شركة عائلية إلى مجموعة إبداعية متكاملة، بحيث تشكّل للترفيه التلفزيوني العربي بوابة واسعة نحو العالمية. وأنتجت المجموعة العديد من الأعمال التلفزيونية، تنوّعت بين المسلسلات والأفلام التاريخية والاجتماعية والبدوية، من أبرزها مسلسل "الاجتياح" الفائز بجائزة "الإيمي" العالمية في عام 2008، وغيره من المسلسلات والبرامج التي حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات في المهرجانات العربية، من بينها: "نمر بن العدوان"، "عوده أبو تايه"، "مالك بن الريب"، "سلطانة" و"شهرزاد"، بالإضافة إلى عدد كبير من الأعمال الفنية التي أثرت الشاشات العربية.

جانب من أجواء تصوير المسلسل- (من المصدر)

إقرأ المزيد :