"ذوو الإعاقة" و"ذوو الاحتياجات الخاصة".. هل نعلم الفرق بينهما؟

عمان - كثيرا ما يتردد على مسامعنا مصطلح “ذوي الاحتياجات الخاصة”، وبمجرد سماعنا لهذه العبارة يذهب بنا التفكير الى فئة مهمة في مجتمعنا، وهم فئة ذوي الإعاقة، معتقدين بأن هذا المصطلح يشملهم وحدهم، لذلك يجب توضيح هذا الأمر، والوقوف على حيثياته. من نقصد بقولنا “ذوي الاحتياجات الخاصة”؟ ذوو الاحتياجات الخاصة، هم مجموعة من الأفراد والأشخاص بحاجة لتقديم برامج مساندة لهم خاصة بهم، هم فقط، ومهيأة ومصممة لتلبية حاجاتهم ومتطلباتهم. وينقسم ذوو الاحتياجات الخاصة الى فئتين رئيسيتين: - فئة ذوي الإعاقة “متحدي الإعاقة”. - فئة الموهوبين. من هم ذوو الإعاقة؟ هم الأشخاص الذين تعرضوا لمشكلة جسدية أو عقلية أو حسية أدت لمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، مما دعت الحاجة لتقديم خدمات مساندة وداعمة لهم، لنرتقي بهم الى أعلى درجة يستطيعون الوصول إليها. ما هي فئات الإعاقة؟ الإعاقة العقلية، الإعاقة الحركية، الإعاقة السمعية، الإعاقة البصرية، صعوبات التعلم وما دونها مثل حالات بطيء التعلم وتأخر النمو، واضطراب التوحد. جميع الفئات السابق ذكرها تندرج تحت أربع درجات من ناحية الشدة، وهي: بسيطة، متوسطة، شديدة، وشديدة جدا. لو تحدثنا عن الدرجات الأربع سابقة الذكر، لن نختلف على أن الجميع يعاني من مشكلة، ولكن شدتها متفاوتة، فأصحاب الدرجة البسيطة من الممكن أن يكونوا قابلين للتعلم، وربما يتمتعون بدرجة ذكاء طبيعية الى متوسطة ما لم يكونوا من ذوي الإعاقة العقلية، وهم قابلون لاكتساب الكثير من المهارات سواء الحياتية أو الأكاديمية. فعلى سبيل المثال، الأشخاص المصابون بصعوبات التعلم، وهم أشخاص يتمتعون بنسبة ذكاء طبيعية، المشكلة لديهم غالبا بسيطة الى متوسطة، سواء كانت في مجال الحساب أو القراءة والكتابة، وهم بالعادة يعانون من مشاكل بالذاكرة المؤقتة وقدرة الاحتفاظ بالمعلوم. ويطلق مصطلح ذاكرة عنق “الزجاجة” على ذاكرتهم، لكن مع البرامج الخاصة بهم، وبعد تحليل وفهم طبيعة مشكلتهم، يصبح الأمر أكثر سلاسة ومرونة، ونرتقي بهم الى المستوى المطلوب، وذلك من خلال تلقيهم خدمات التعليم المساند من قبل غرف المصادر. لا بد من سعينا لدعم ذوي الإعاقة دائما وأبدا، فهذه الفئة تشكل نسبة 3 % من المجتمع المحلي، غالبية الأشخاص الواقعين تحت هذه الفئة قابلون للتأهيل سواء أكاديميا أو مهنيا، ومن الواجب علينا إعطاؤهم حقهم في المساهمة الفاعلة داخل مؤسساتنا الحكومية والخاصة، وترك الحرية لهم باختيار مسار حياتهم المهني، إن كانوا من الفئة التي من الممكن تأهيلها، وذلك بصرف النظر عن نوع الإعاقة لديهم طالما لديهم القدرة على العطاء والإتقان والإنجاز. الموهوبون، هم أشخاص حققوا درجات عالية على منحنى الذكاء بعد خضوعهم لفحص مستوى الذكاء IQ، كما أنهم تفوقوا أكاديميا، وتمتعوا بمواهب تميزهم، جدير بالذكر أنهم حساسون بطبيعتهم. كما يتمتع الموهوبون بحس عال بالمسؤولية وقدرة عالية على حل المشكلات، وأحيانا نجدهم يلقون النكات الممتعة بحس دعابة مميز. بدأ الاهتمام بالموهوبين في بداية القرن العشرين، السؤال الآن، لماذا أطلقنا عليهم مصطلح “ذوي الاحتياجات الخاصة”؟ السبب في ذلك كونهم أصحاب قدرات عقلية عالية ومواهب مميزة، فالمنهاج المصمم لمن هم في عمرهم الزمني لا يناسبهم، بل يعد بالنسبة لهم غير مشبع وغير كاف، مقارنة مع القدرات العقلية العالية التي يتمتعون بها، فلا بد من وجود برامج خاصة تزيد إثراء قدراتهم العقلية أو حتى مواهبهم، اهتم الكثير من العلماء بالموهوبين وأجروا دراسات علمية وعملية عليهم بهدف قياس قدراتهم العقلية وارتباطها مع العوامل الأخرى المشكلة لها. تندرج غالبية برامج رعاية الموهوبين تحت مجموعتين رئيسيتين؛ التسريع والإثراء. برامج التسريع، نقوم بإعطاء الموهوب مواد لعمر أكبر من عمره الزمني تقريبا بصفيين دراسيين، وبذلك يقفز صفين ضمن ضوابط معينة، ولكن من الممكن أن يؤثر هذا سلبا على نفسية الموهوب، كونه سيتعامل مع أطفال أكبر منه سناً “العمر الزمني”. برامج الإثراء، وتكون إما طولية أو عرضية، يبقى الطفل الموهوب في صفه، ومع نفس أبناء جيله، ولكن يقدم له معلومات ومعارف مكثفة تثري ذكاءه وتعززه، عادة هذه البرامج هي المفضلة. ومن الجدير بالذكر أن الموهوبين تتعدى درجة ذكائهم 120 على مقياس وكسلر، فهم فعليا يقعون ما بين 125 درجة فما فوق مقارنة مع فئة صعوبات التعلم التي تتسم بنسبة ذكاء طبيعية ما بين 90 و120 على مقياس وكسلر، ويقع بطيئو التعلم ما بين 70 و85 درجة على المقياس نفسه، أما ذوو الإعاقة العقلية فدرجة ذكائهم دون 70 على مقياس وكسلر للذكاء. ويشكل الموهوبون نسبة 2 % من الأشخاص في مجتمعنا. من هنا تأتي ضرورة الارتقاء بذوي الإعاقة وبقدراتهم، وذلك لجعلهم فعالين ومؤثرين بالمجتمع قدر الإمكان، وعدم تركهم عرضة للاستغلال من قبل ضعاف النفوس، والنظر إليهم بعين الحب والعطف والرحمة وليس الشفقة والحسرة، الاعتراف بوجودهم أول خطوة لحل مشكلاتهم. أخصائية الاحتياجات الخاصة والعلاج السلوكي أمل الكردياضافة اعلان