"ذيب": سحر الصحراء الأردنية في صالات العرض المحلية والعربية اليوم

مشهدمن فيلم ذيب الذي صور في وادي رم بالأردن- (أرشيفية)
مشهدمن فيلم ذيب الذي صور في وادي رم بالأردن- (أرشيفية)

إسراء الردايدة

عمان- ينطلق اليوم العرض الأول للفيلم الأردني "ذيب" لمخرجه ناجي أبونوار في دور السنما المحلية والعربية، بعد ان حقق نجاحات كبير عالميا وكان أول فيلم أردني يحصل على جائزة أفضل مخرج في مسابقة اوريزونتي (آفاق جديدة) في مهرجان فينيسيا السينمائي.
ويمثل "ذيب" سحر الصحراء الأردنية ووادي رم، لينقش نضوجه في رحلة ملحمية بين صراع البقاء وترجمة دروس الحياة بالفطرة، ويلتقط العلاقة بين المكان والأفراد والقدرة على التكيف في حقبة تعود لما قبل الحرب العالمية الأولى والثورة العربية الكبرى في 1916 وإنشاء الخط الحجازي الحديدي والتغيرات التي طالت تلك المنطقة.
وحين أنجز المخرج الأردني ناجي أبو نوار فيلمه الروائي الأول لم يكن يتوقع أبدا أن ينال جائزة أفضل مخرج في مسابقة اوريزونتي (آفاق جديدة)، ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا للأفلام.
"كان حلما وقد تحقق" هذا ما صرح به أبو نوار في مقابلة مع الغد، لافتا إلى أن لـ"فينيسيا" تاريخا كبيرا في عالم المهرجانات السينمائية التي يمتد تاريخها لـ71 عاما مضت، والتي تقترن بأسماء كانت الأكثر تأثيرا في تاريخ السينما مثل المخرج ستانلي كوبريك ورومان بولانسكي واورسون ويلز وأكيرا كوروساوا.
ويضيف أن مشاركة هذه الأسماء الحضور هو أعظم شرف يناله في حياته، وهو ممتن جدا للمهرجان على نيله هذه الجائزة، مبينا أنه قبل هذه الجائزة بالنيابة عن مجتمع كامل توحدوا معا لصنع هذا الفيلم وذكر اسمائهم سيكون طويلا جدا.
وبين قائلا "عملي مع مثل هذا الفريق يجعلني "محظوظا جدا" بما يكفي لتحقيق الفوز، وهي جائزتهم بقدر ما هي جائزتي وفوزي هو فوزهم".
الفيلم يلقي بظلاله على الحياة في الصحراء الأردنية في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى 1916 وطبيعة الحياة البدوية وعاداتها وحتى التغيرات التي طرأت عليها بعد مد سكة الحجاز عبرها، من خلال قصة شقيقين "حسين" ولعب دوره حسين سلامة وشقيقه الأصغر "ذيب" ولعب دوره جاسر عيد.
ويمر الشقيقان في رحلة نفسية ومغامرة ملحمية تلتقط تفاصيل الحياة البدوية في تلك الفترة، وسط تحديات ترتبط بالصراع من أجل البقاء والعادات والقيم البدوية، فضلا عن إبراز جمالية وادي رم، حيث صور الفيلم بأكمله على غرار أول فيلم صور في الأردن وهو لورانس العرب.
فكرة صناعة فيلم "ذيب"، بحسب أبو نوار، ولدت على حد قوله من "رغبتي التي تمثلث في إنجاز فيلم بدوي غربي، حيث فكرت في الحياة البدوية وقصصها التي لطالما كانت مصدرا خصبا ومناطق مميزة لصناعة الأفلام للسينما"، لافتا إلى أنها تتماشى كثيرا مع السينما الغربية والسينما الشرقية وتحديدا أفلام المخرج الياباني أكيرا كوروساوا.
ويضيف أبو نوار أنه بعد أن وجد القصة الملائمة بعد مقابلة المنتج باسل غندور، الذي كان لديه سيناريو فيلم قصير درامي، حولاه معا إلى فيلم روائي طويل بعد تطويره إلى شكله الأخير.
ويبين أبو نوار أن مراحل تطوير الفيلم شملت تمضية وقت في المجتمعات البدوية، والاستماع لقصصهم والعمل معهم خلال عملية تطوير النص، لذا فهم لهم مساهمة مهمة في الفيلم بشكل كبير.
أما الفيلم "ذيب" فهوتحفة بصرية تبرز شغف صناعة السينما لدى مخرج طموح وسحر الأردن كموقع عالمي لتصوير الأفلام التي تلقى رواجا كبيرا، حيث انشغل مشهد الانتاج السينمائي في الأردن إلى حد كبير في الآونة الأخيرة. فقد انتهى تصوير فيلمين مهمين، الأسبوع الماضي، وهما: فيلم الخيال العلمي البريطاني "رجل المريخ" والفيلم الدرامي الفلسطيني "محبوب العرب".
حيث استغرق تصوير فيلم "رجل المريخ" لـ "ريدلي سكوت" ثمانية أيام في وادي رم، حيث انتهى التصوير قبل موعده المُحدد يوم الثلاثاء المنصرم. الفيلم من بطولة الممثلين الأميركيين "مات ديمن" و "جيسيكا تشاستاين" و "مايكل بينيا" ويستند إلى رواية لـ "أندي وير" تحمل الاسم ذاته.
وجرى التصوير في وادي رم، جنوب الأردن، والمعروف أيضاً بوادي القمر. تُعد هذه المنطقة الطبيعية أيقونة في عالم تصوير الأفلام منذ زمن طويل تعود بداياتها إلى تصوير فيلم "لورانس العرب". 
وبالتزامن مع ذلك، صّور المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد - الذي يحمل في رصيده فيلم "عرس رنا" بالإضافة إلى "الجنة الآن" و"عمر" اللذين نالا شهرة عالمية وترشحا لجائزة الأوسكار - فيلمه الأخير في عمان والبحر الميت على مدى خمسة أيام. 
و"محبوب العرب" فيلم درامي مستوحى من القصة الحقيقية للمغني الغزاوي محمد عسّاف الذي كان قد فاز في المسابقة التلفزيونية المشهورة. تدور أحداث الفيلم في بيروت والقاهرة، ولكن لأسباب سياسية واقتصادية وفنية.

اضافة اعلان

 

[email protected]
@Israalradaydeh