رأفت علي يكتب: "الاحتراف نعمة قد يُحولها اللاعب إلى نقمة"

ررر
ررر
عمان - لم ينعم جيلنا الكروي بنعمة الاحتراف كما هو حال الجيل الحالي، ولم تطرب مسامعنا، بالمبالغ الكبيرة التي يتداولها اللاعبون في الفترة الحالية، بل لم ينصب تفكيرنا برفع الرصيد المالي، بقدر ما كان يهمنا الخروج من المباراة بالفوز، بل أن أكبر همنا كان تحقيق النصر لادخال السعادة في قلوب الجماهير، بعيدا عن اي مكتسبات أخرى، وهو ما يفسر كيف أن المتعة الكروي كانت حاضرة في السنوات التي سبقت الاحتراف. هذا الكلام لا يعني أن الاحتراف ليس محببا أو مطلوبا، بل على العكس، هو عامل مهمة وضروري لتطوير المنافسات والمستويات الفنية، وتطوير مستوى اللاعب، ولكن شريطة أن يدرك الأخير ما يعنيه الاحتراف وما هي متطلباته، فالاحتراف لا يعني أن ينصب تركيز النجم على المبالغ المالية وينسى ما هو مطلوب منه. في الايام الحالية نجد للاسف أن هناك لاعبين لا يدركون معنى وأهمية الاحتراف الذي يتحول في بعض الاحيان إلى نقمة، فتركيزهم منصب على المال، بعيدا عن المستوى الفني، وهو ما يفسر تراجع مستوى البعض من اللاعبين الذي يهملون أنفسهم ويطلقون العنان لغرورهم، ويرهقون تفكيرهم بحصر ما يجنونه من الكرة على حساب جاهزيتهم ومستوياتهم، لتصبح لعبة كرة القدم عند هؤلاء مجرد أرقام مالية وهو أمر مخيف بالنسبة للاعب كرة القدم. اللاعب الأردني يعيش حاليا فرصة ذهبية تمنحه المال والشهرة واللعب في افضل الأندية، ولكن شريطة أن يكون لاعبا محترفا بمعنى الكلمة وليس بالاسم، فلا مجال للتقاعس في التدريب، أو ممارسة العادات التي تؤثر على مستواه الفني وما أكثرها في هذه الايام، لان اللاعب هو الخاسر الأكبر في حال تراجع مستواه. وكما يوجد لاعبون أردنيون يعيشون الاحتراف بمعناه الحقيقي، من خلال التركيز على الجوانب الفنية إلى جانب العقود العالية، هناك للاسف لاعبون لا يعرفون إلا أنهم محترفون، وعلى الاندية أن تدفع لهم مبالغ عالية، دون أن يكونوا قادرين على تقديم ما يشفع لهم كمحترفين، ويمارسون كل ما من شأنه تقليص أعمارهم في الملاعب، بسبب الاستسلام لاهوائهم ورغبتهم، دون أن يدركوا أنهم محترفون، وهؤلاء اللاعبون يشكلون عالة على صناديق أنديتهم التي لن تتحملهم طويلا. الاحتراف يشكل مسؤولية كبيرة للاعب الذي يفهم معنى الاحتراف، وأجزم أن نجوما في الأردن ممن كانوا يملكون الموهبة في عصر ما قبل الاحتراف، لو وجدوا في هذة الفترة، لحصدوا مبالغ مالية كبيرة، وللعبوا في افضل الأندية محليا وخارجيا، إلا أن الظروف لم تخدمهم. وهنا أوجه نصيحة للاعبين المتميزين في الأردن وما أكثرهم، أن يدرسوا علم الاحتراف بعناية، وأن يكونا أكثر اهتماما بأنفسهم للحفاظ على نعمة الاحتراف التي افتقدتها اجيال كثيرة كانت تلعب لاجل اللعب دون مكاسب مالية، بل مكسبها كان تتويج فريقها وفرحة جمهورها دون عقود احترافيه مغرية، فيما اللاعب الأن أمام فرصة لاسعاد جمهوره وتتويج فريقه وتحسين رصيده. الاحتراف نعمة كبيرة للاعب الذي قد يحولها إلى نقمة، إذا ما تحول إلى تاجر، وصب تفكيره على الموارد المالية بعيدا عن ممارسات اللاعب المحترف الحقيقي الذي يفترض أن تكون الكرة والمستطيل الاخضر أولى أولوياته.اضافة اعلان