رأفت علي يكتب: "الخواجا" ليس دائما الأفضل

رأفت علي

في الرياضة الأردنية، وخاصة في كرة القدم، يعتبرون المدرب الأجنبي "الخواجا"، الأفضل، ويمنحونه "برستيج" لا يضاهى، وينفقون عليه مئات الألوف، ويفردون له سيارة خاصة، وشقة في أفضل المناطق في عمان، أو في فندق متميز، بل إن جميع طلباته أوامر، سواء من متطلبات مالية، أو معسكرات خارجية وما شابه.اضافة اعلان
التجارب الماضية في المنتخبات الوطنية، أكدت بشكل عام فشل جدوى اعتماد استراتيجية البحث عن مدرب أو خبير أجنبي، انطلاقا من مبدأ "كل فرنجي برنجي"، والمدرب البلجيكي السابق للمنتخب الوطني لكرة القدم فيتال بوركلمانز، خير دليل على ذلك، بعد أن قاد الكرة الأردنية إلى الهاوية، رغم الامتيازات التي منحت له، سواء بالراتب الشهري العالي جدا، أو بالامتيازات الأخرى، أو حتى بصلاحياته الكاملة وغير المنقوصة التي منحت له، دون حسيب أو رقيب، ما تسبب في خروج غير مستحق لمنتخب النشامى من السباق نحو مونديال قطر، بل إنه من المحزن أن نشاهد منتخبات عربية وآسيوية تلعب على ستاد الملك عبدالله الثاني بالقويسمة، في الدور الحاسم المؤهل للمونديال، فيما نكتفي نحن بالمشاهدة، وترتيب وتنظيم المباريات، وأجزم أن منتخبنا كان سيتواجد في الدور الحاسم، لو التفت الاتحاد لنصائح الخبراء، وقام بتعيين مدرب محلي في التصفيات، خاصة وأن هذا الأمر كان متاحا وقريبا.
كما أنه ليس بالضرورة أن يكون المدرب الأجنبي أوروبيا، بل ربما يكون هناك مدرب أجنبي عربي، بتكلفة مالية قليلة، وبخبرة فنية متميزة، يمكن استثمارها من خلال التعاقد معه.
المدرب الأجنبي ليس دائما الأفضل، خاصة وأن تجارب اتحاد الكرة لم تكن موفقة في اختيار الغالبية العظمى من المدربين الأجانب، وفي الوقت نفسه لا أعتقد أن الشارع الرياضي يرفض المدرب الأجنبي، في حال كان هذا المدرب يحمل المؤهلات المطلوبة، ويملك سيرة ذاتية، ومعروفا بإنجازاته… الحل أن تختار مدربا أجنبيا يملك مؤهلات أكثر من العيون الزرقاء والخضراء، وتشهد إنجازاته بمهنيته وقدراته الفنية، أو أن تلجأ إلى المدرب المحلي الذي يملك أعلى المؤهلات التدريبية، وينتظر فقط منحه الفرصة لإثبات أحقيته، والشواهد ليست ببعيدة عنا، حيث تألق أحمد هايل في قيادة المنتخب الرديف لبطولة غرب آسيا، بأقل التكاليف المالية واللوجستية.
أجزم أن اتحاد كرة القدم يبحث عن التطوير والتحديث والوصول لأبعد نقطة، ولكنه يحتاج إلى مستشارين فنيين من أبناء اللعبة، قادرين على إسداء النصيحة.
المرحلة المقبلة تتطلب ترتيب الأوراق، خاصة فيما يتعلق بالأجهزة الفنية، ولا بد من منح المدرب الوطني ثقة أكبر، أما في حال كان التوجه للمدرب الأجنبي، فعلى الاتحاد اختيار من تشفع له سيرته الذاتية بذلك، فليس كل مدرب أجنبي مؤهلا لقيادة منتخباتنا التي تضم نخبة من المواهب التي تحتاج فقط إلى التوظيف الصحيح.